وجاءكم ناتنياهو ومعه ليبرمان ! ـ د. عصام العريان

[ابو مصعب المصرى]

اليوم الانتخابات البرلمانية المبكرة فى فلسطين المحتلة، ونتائجها شبه محسومة ومعروفة فالفوز سيكون حليف اليمين المتطرف بجناحيه والأشد تطرفاً الليكود، وإسرائيل بيتنا.
لماذا هى مبكرة ؟ لاتهامات الفساد التى لاحقت "أولمرت" ووصلت به إلى قائمة اتهام كان لابد أن يستقيل بعدها، ومع ذلك قاد فريق الحرب على غزة لعلها تنقذه شخصياً أو تنقذ أركان الائتلاف من خسارة محققة وهو مالم يحدث.
ولماذا يفوز اليمين منذ 3 عقود فى إسرائيل؟
لأن تأسيس الدولة العبرية الصهيونية قام على أركان القادة العلمانيين من حزب "الماباى" الذى أصبح ائتلاف "العمل" وقادهم على ذلك الطريق قادة امتلكوا رؤية وإرادة ودهاء من "بن جوريون" إلى "أشكول" إلى "جولدمائير" و"موشى ديان" و"موسى شاريت" وغيرهم وانتصروا على النظم العربية منذ حرب 48 وحتى حرب 73 فى نصف نصر وبعدها بدأ التحول الخطير فى المزاج الصهيونى نحو اليمين باختيار "مناحم بيجين" فى أول انتخابات بعد الحرب ليستمر صعود اليمين ونجومه فى سماء العدو "بيجين" و "اسحق شامير" و"أرييل شارون" و"بنيامين ناتنياهو" وأخيراً "ليبرمان" ذلك الروسى العلمانى المتطرف الذى لا يخجل من إعلان أجندته السياسية وتشمل :
1- طرد العرب الفلسطينيين من أرض 1948 فى حملة تهجير جديدة أو إعلان ولاءهم التام للدولة اليهودية العبرية الصهيونية العنصرية التى لا تحترم حقوقهم كمواطنين ولو من الدرجة الثالثة أو الرابعة.
2- القوة والمزيد من القوة ضد الفلسطينيين والسلطة الوطنية ووقف كل عبث بمسارات التسوية والتجمل فقط بإدارة الصراع دون أى توجه جدى لحل الصراع، فهو يؤمن بأن أى تسوية مهما كانت مهينة ومذلة للفلسطينيين والعرب فهى ليست فى صالح الكيان الصهيونى.
3- تهديد العرب وفى مقدمتهم مصر باستخدام القنبلة الذرية وليس مجرد التهديد بها فهو صاحب التهديد الصريح بتدمير السد العالى لإغراق مصر كى تبقى أسيرة للحلول الصهيو-أمريكية ولا تفكر أبداً فى الخروج من شباك "كامب ديفيد" .
أما زعيم الليكود "ناتنياهو" فهو يتجمل أكثر ولكن دون تغيير حقيقى فى السياسات اليمينية المتطرفة وما يحمله من أجندة تشمل:
أ) عدم الالتزام بكل ما يمكن أن يكون "أولمرت" تعهد به لعباس، وبذلك أصبحت مفاوضات عباس- وأولمرت عبثية وليست إلا إضاعة للوقت .
ب) الإطاحة بمقررات "أنابوليس" لأنه رفضها فى حينها وأعلن عدم التزامه بها فلا حل لدولتين.
جـ) الاستمرار والتوسع فى الاستيطان فى الضفة الغربية مع المزيد من الوعود بالإنعاش الاقتصادى للضفة مقابل استمرار الحرب على غزة بهدف القضاء على حماس تماماً شريطة أن يقوم عباس ورجاله بالقضاء عليها فى الضفة والإجهاز التام على المقاومة.
د) رفض تام للمبادرة العربية وإذلال متعمد للقادة العرب الذين أعلنوا موقفهم الرافض لقدومه وبعضهم أعلن عن عدم قدرته على استقباله سابقاً إذن غداً يظهر العدو الصهيونى على حقيقته كمجتمع متعصب متطرف عنصرى يؤيد السياسات العنصرية القبيحة ويفرضها على الفلسطينيين والعرب والعالم كله الذى يعتبر أن ذلك هو نتيجة طبيعية للديمقراطية .. آه.. الديمقراطية التى نحن العرب والمسلمون محرومون تماماً منها ومن الحرية أصلاً لأنها ستأتى بالقادرين على التصدى لهذا العدو وتستطيع أن تحشد طاقات الأمة لمقاومته تمهيداً لوحدة الأمة كلها لإزالته أو إخضاعه لشروط العيش المشترك كأفراد ومجتمع وليس كدولة وكيان عنصرى استطيانى يتستر بأساطير توراتية ليس لها أى أصل فى الحقيقة التاريخية ولا الدينية، وكمشروع وظيفى غرسه الأوربيون والأمريكيون لشلّ قدرات العرب والمسلمين عن النهوض والتقدم والوحدة والرقى.
فى التاريخ اليهودى العبرى ظهرت دويلتان فى فلسطين فى العصر الرومانى فى يهودا والسامرة، وكان بروز التيار "السينكانى" المتعصب المتطرف هو مقدمة إزالة إحدى الدويلتين بسبب تصدع المجتمع من الداخل ثم عدم قدرته على التكيف مما أدى إلى دمار الهيكل على يد "تيتوس" الإمبراطور الرومانى الشهير قبل الميلاد فى أحد مرات تدمير الهيكل [ اكتب بعيداً عن مراجعى] .
فهل يعيد التاريخ نفسه؟ وهل يقوم اليهود الروس الذين ليس لهم أى ارتباط أصلاً باليهودية بل هم أحفاد التتر من دولة "الخرز" بتدمير ذلك الكيان من داخله ؟ إن الأصوات الصهيونية تحولت من اليسار إلى اليمين ثم نزحت إلى اليميني المتطرف جداً.
لم يعد لليسار وجود تقريباً بل هو ظلال باهته، وحزب العمل استعاد بضعة مقاعد أعادت له بعضاً من هيبة تزول مع الزمن وتبقيه فى دائرة الضوء يتنافى مع المركز الثالث مع حزب "ليبرمان" بعد أن كان يتنافس على القيادة مع الليكود ثم يتحالف مع "كاديما".
الأحزاب العربية تعانى نفس مشاكلها القديمة، عزوف الناخب العربى عن التصويت للكنيست بينما يصوت للمحليات والبلديات ، الإنقسام الشديد فى صفوفها بسبب الزعامات المتنافسة، عدم وجود سياسة واضحة لتحقيق آمال العرب فى فلسطين، والوقوع تحت ضغط العصابات اليمينية المتطرفة التى تستفزهم لاتخاذ مواقف متخاذلة تجاه معظم القضايا.
غداً يستمر التاريخ الصهيونى كما هو، ولكن حيرة الزعماء العرب تزداد فى كيفية التعامل مع القادم الجديد وتابعه المستفز.
وسيقوم كتبة السلطان بتحميل المقاومة المسئولية طبعاً فى قدوم "ناتنياهو" كما فعل "عباس زكى" احد مسئولى منظمة التحرير الفلسطينية مبكراً بعد أن خرج عن صمته الطويل وقطع البيات الشتوى.
وهم لا يستحون، فماذا فعلوا خلال 30 عاماً من إدارة الصراع ودفع عجلة التسوية وإدارة محرك عربة السلام سوى تسويق الخداع والوهم للمواطن الفلسطينى والعربى.
نتائج الانتخابات الصهيونية الديمقراطية الحرة غير المزورة تقطع الشك باليقين، فلا سلام ولا مفاوضات ولا تسوية بل هى إعلان حرب حقيقية ، وليست حرباً يدفعنا إليه محور المقاومة بل هى حرب مفروضة علينا من محور الشر "كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم" فماذا نحن فاعلون؟ لا شيء .. سيبقى كل شيء على حالة طالما أننا كأفراد لا نغير أنفسنا وصدق الله العظيم.
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

الصومال من جديد
يشكل انتخاب الشيخ شريف شيخ أحمد رئيساً للصومال فرصة لالتقاط الأنفاس ولكن جاءت التهديدات من رفاق الأمس الذين كان يرأسهم، لماذا لا يقبل شباب المجاهدين وقادة الفصيل الآخر من المحاكم الإسلامية دعوة الحوار ويعطوا الصومال المنهك فرصة للهدوء بعد رحيل القوات الأثيوبية المعتدية، فإن فشل الحوار أو لم تنجح خطة الشيخ شريف يعود الجميع إلى العمل متحدين وفق خطة جديدة.
العراق وخريطة سياسية جديدة

يعلق الكثير من المراقبين آمالاً عريضة على نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة فى العراق فقد عززت مكانة الدولة المركزية على حساب دعوات الفيدرالية التى تؤدى إلى تمزيق البلاد، وقلصت نفوذ أحزاب معروفة بطائفيتها وامتداداتها الخارجية ولكنها من جانب آخر أفرزت العشائرية والقبلية ورموز علمانية شديدة العلمانية، هل ينعم العراق بفترة هدوء تمهد لخروج يحفظ ماء وجه القوات الأمريكية المنهكة؟ هل يبدأ العراق مرحلة جديدة فى تاريخه الدموى؟
وهل يراجع الحزب الإسلامى نفسه بعد الانتخابات ؟

حصار غزة ومصادرة الأموال

تجتهد أجهزة الأمن المصرية لمعرفة مصدر الأموال التى كانت بحوزة "أيمن طه" قيادى حماس ولا تسأل مصر نفسها لماذا تضع دائماً مصر فى قفص الاتهام؟ وهل فى ظل ظروف قطاع غزة البائسة والذى تتدفق عليه المعونات من كل بلد يصح التساؤل عن مصدر أموال بسيطة بينما يحتاج أهل غزة إلى مليارات الدولارات : أم أن المال الصهيونى والأوربى والأمريكى حلال على أصحابه ومال "حماس" حرام ؟!!!

[ابو مصعب المصرى]

استر يارب من القادم

[عنان السماء]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

من سيئ لأسوء ... يا قلبى لا تحزن
فلا ننتظر منهم شيئ ألا مزيداَ من الحقد والبغض لنا
وبالتبعية مزيداَ من الجهاد والمقاومة
وبأذن الله النصر على أيدينا ،،،

الله لايوفقهم ويرد كيدهم فى نحورهم
ويجعل الدائرة عليهم ،،،

أخى الفاضل
( أبو مصعب )
أشكرك على الموضوع التحليلى
بارك الله بك .

[أبو عقبة]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

مشكور ابني الفاضل أبو مصعب على هذا الموضوع الممتاز الذي يحلل الأوضاع الراهنة في المنطقة تحليلا سياسيا منهجيا .

أبو مصعب لا تحزن فكما قيل : اشتدي أزمة تنفرجي ..

فإن الله تعالى يريد لهذه الأمة أن تنهض من سباتها وتخرج من مأزقها التاريخي وتحقق النهضة والإقلاع .. ولن يكون ذلك إلا باستفزازها ونهرها بأمثال هؤلاء الطغاة والظلمة ..

ألا تلاحظ أن الأمة كادت تصدق أكذوبة السلام التي سوق لها الصهاينة وعملاؤهم الغربيين وابتلعها بسهولة وكلاؤهم عندنا ... حتى صار التطبيع حتمية لا مناص منها ..كما بدأنا بنشر ثقافة التطبيع وقبول الآخر في برامجنا التعليمية ووسائل الإعلام العربية ..ووصلت بهم الجرأة حتى نادوا بتغيير القرآن الكريم وحذف آيات الجهاد وكل ما يتعلق بفضائح بني إسرائيل في كتاب الله تعالى ..

ولكن تأتي الأحداث لتبين لنا وللعالم كله مدى شراسة إسرائيل وانتهاكها للعهود وقتلها للأطفال ...وعداءها الشديد للإسلام ..

فهذه رسالة لمن كان في قلبه مرض ، لضعفاء الإيمان ...أن الله تعالى قرر من فوق سبع سماوات حقائق لا ولن تتبدل ولن تتغير عن أعداء هذا الدين التاريخيين ..

قال الله تعالى : لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ..

وقال سبحانه وتعالى : ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ..

فهل بعد هذا البيان من بيان ؟؟؟؟؟

دمت ابني في حفظ الله تعالى وعونه .

[ابو مصعب المصرى]

ابى الحبيب
ابو عقبة بورك مرورك الذى اعتز به وجزاك الله خيرا
واستاذتى الطيبة
فتاة التوحيد
بورك مرورك اختى الفاضلة
واذكر فقط ان الموضوع منقول وليس لى
فا انا اقدر حقوق الملكية الفكرية
فالموضوع للدكتور عصام العريان القيادى البارز بجماعة الاخوان المسلمين

[الزهراء من غزة]

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك اخى ابو مصعب المصري على هذا النقل لمقال الدكتور عصام

العريان ، حفظه الله

تحليل رائع لاطراف اخري ستوجد في الدائرة

كلنا لا نجد فرق بين حزب عمل او ليكود او متطرف كلهم وجوه لعملة واحدة

وهي حبهم للقتل والتلذذ ببحر الدماء الفلسطيني

بالنسبة لنا نحن في فلسطين لايوجد فرق كلهم وااااحد

جزاك الله كل الخير اخي ابو مصعب على النقل