|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() جرائم بشعة محاضرة مفرغة للشيخ محمد حسان إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعـوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ] يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[ [ آل عمران : 102 ] . ]يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْرَقِيبًا[ [ النساء : 1 ] . ] يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِـرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِـعِ اللَّهَ وَرَسُـولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[ [ الأحزاب : 70-71 ] . أما بعـد :- فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار . أحبتى فى الله .. (( جرائم بشعة )) تدق أجراس الخطـر فى آذان المسلمين جميعاً وتقرع الآذان بشدة وقوة وهى تقول : أفيقوا أيها المسلمون ،فإن ما تعيشون فيه من ضنك وشقاء إنما هو نتيجة حتمية عادلة لعزوفكم عن منهج ربكم . تلك الجرائم التى صدمت آذاننا وأفزعت قلوبنا فى الأيام القليلة الماضية هذا الذى دخل على أخته فوجدها بين أحضان مدرسها الخصوصى فأخذته الغيرة فقتل أخته . وهذه المرأة الفاجرة الداعرة التى دخل عليها أبوها فرآها تمارس الفاحشة والعيـاذ بالله مع شاب وهو الذى صُدِم قلبه ، وكاد بصره أن يُخطف يوم أن وصـل إلى مسامعه همسات تؤكـد أن فلذة كبده وثمـرة فؤاده تمارس الفاحشة ، فما كان من هـذه الشقية التعسة وشريكها الشقى التعس إلا أن انقضا على هذا الوالد المسكين فقتلاه . ما هذا الذى نسمع ؟! وما هذا الذى يحدث ؟! وما هذا الذى يجرى يا عباد الله ؟! إن الإسلام دين الفطرة ، فالإسلام لا يحارب دوافع الفطرة أبداً ولا يستقذرها ، وإنمـا ينظمها ويطهرها ويرقيها إلى أسمى المشاعر التى تليق بالإنسان كإنسان . قال تعالى : ]… فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى(123)وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124)قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا(125)قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ ءَايَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى[ [ طه : 123- 126 ] ولن تكون جرائمنا التى نشرتها جرائدنا الغـراء فى الماضى القريب هى الأخيرة من نوعها ، ولم ولن تكن هذه الجرائم هى الأخيرة بل ورب الكعبة سوف نسمع أبشع من هـذا ما دام الناس يتلقـون تربيتهم وتعاليمهم عن العلمانيين والساقطين والراقصين والتافهـين وقد تركوا تعاليم رب العالمين ، ونَحَوْ شريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، لن تكون هذه الجرائم هى الحلقة الأخيرة للمسلسل وانمـا هى لبنة عفنة فى بناء عفن ، وهى حلقة فى مسلسل آسن ، وهى حلقة من سلسلة طويلة مُرَّة مريرة لم ولن تنتهى حتى يعـود الناس من جديد إلى قرآن ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم . أيها المسلمون الإسلام دين الفطرة ، الإسلام دين الله الذى خلق الرجل والمـرأة على السواء ، وهو يعلم سبحانه وتعالى ما يصلح الفرد و ما يصلح المجتمع ، وما يسعد به الفرد وما يسعد به المجتمع ، أليس هو القائل : (( أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) [ الملك : 14 ] الإسـلام يحرص أن يهيأ المناخ الصالح لكى يتنفس الفرد المسلم فى جو اجتماعى طاهر نظيف ، ثم يعاقب بعد ذلك وبمنتهى الصـرامة والشدة كل فرد ترك هذا الجو النظيف الطاهر النقى وراح يرتع فى وحل الجريمة الآثم طائعاً مختاراً غير مضطر ، فالإسـلام لا يطلق لإحـد العنان لكى يعيث فى الأرض فساداً ، من انتهـاك حرمات ، أوالتعدى على أعـراض المؤمنات ، أوتجريح البيوت الآمنة المطمئنة ، فالإسـلام لا يطلق للفرد العنان ليفعل هذا كله ، ولكن إذا لم تجدى فى الفرد التربية ولم تؤثر فيه الموعظة ولم يلتفت إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله وإلى كرامة أبناء المجتمع الذى يعيش بينهم ، إذا لم يراعى الفرد كل هذا وانطلق ليعربد وينتهك العرض والحـرمة حينئذٍ يأخذ الإسلام على يديه بمنتهى الصرامة والشدة ، لتعيش الجماعة كلها آمنة هادئة مطمئنة ، وهذه هى عين الرحمة فى أسمى معانيها ،أليس ربنا هو القائل: ] وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاأُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[ [ البقرة : 179 ] فتعالى معى لنعيش مع هذا المثل المجسد لحال الإسلام مع العضو الفاسد وما تدعو إليه هذه الآية الكريمة : أريتم لو أن إنساناً من الناس أصيب بمرض خبيث -أعاذنا الله إياكم منه – بطرف من أطرافه وقرر الأطباء المتخصصون أنه لابد من بتر هذا الطرف حتى لا يسرى المرض فى جميع أجزاء الجسم ، هل يأتى عاقل ويقول لا إنها وحشية إنها بربرية ، إنها غلظة وقسوة ، لا تقطعوا هذا الطرف لا والله وإنما سيأتى أقـرب الناس إلى المريض وأحب الناس إليه ويتضرع إلى الطبيب بل ويبذل له كل نصح وكل دعاء ، مع أنه يعلم أنه ذاهب إلى غرفـة العمليات ليقطع طرف من أطراف عزيز لديه وحبيب عنده ، ولكنه يعلم أن بتر هذا الطرف سيضمن له الحياة بأمر الله جل وعلا وستحيى بقية أطرافه ، نعم إنها الرحمـة بعينها رغم أنه سيبتر طرف من أطراف الجسد ، فهذا الفـرد الذى عاث وعربد وهتك ، ولم تؤثر فيه الموعظة ، ولم يراعى حرمة المجتمع الذى عاش وترعر فيه ، وانطلق ليعيث فى الأرض فساداً بانتهاك الحرمات وهتك الأعراض ، فالإسـلام بعين الرحمة يأخذ على يدى هذا الفرد العفن بمنتهى الشدة والصرامة ليزول الفرد العفن السرطانى ولتبقى الجماعة كلها هادئة آمنة مطمئنة أليس الله هو القائل (( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاأُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) لذلك شدد الشرع بصرامة على معاقبة جريمة الفاحشة لأنها أبشع جريمة على ظهر الأرض بعد الشرك بالله وقتل النفس التى حـرم الله ، فقد سجل المولى فى قرأنه فى سياق صفـات عباد الرحمـن فقال : ]وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا(68)يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا(69)إِلاَّ مَنْ تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا(70)وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا[ [ الفرقان : 68-71 ] فترى واضحاً جلياً فى الآيات الكريمة من صفات المؤمنين عدم الشرك بالله ، وعدم قتل النفس التى حرم الله ، وبعدها مباشرة عدم ارتكاب فاحشة الزنا وقد جاءت فى القرآن الكريم مرتبة حسب بشاعتها وخطرها وجسامتها على الفرد والمجتمع . فإن المرأة إذا وقعت فى الفاحشة والعياذ بالله وضعت رأس زوجهـا بل رؤوس أهلها فى الوحـل والطـين والتراب ، فإذا خافت الفضيحة والعار و الشنار وكانت متزوجة أو بكراً قتلت ما فى أحشائها وبذا وقعت فى كبيرتين كبيرة الزنا وكبيرة القتل – فإذا كانت متزوجة وخانت زوجها الذى انطلق بعيداً بعيداً ليأتها بالطعام والشراب ، ولينفق عليها من المال الحلال الطيب ، ووقعت فى الفاحشة وحملت من الزنا وأبقت على ولدها من الزنا ، ونسب هذا الولد لزوجها المخدوع المسكين ، حينئذ تكون قد أدخلت هذه الزوجة الخائنة على بيت زوجها ولداً أجنبياً عنهم عاش بينهم وهو أجنـبى عنهم ، وخلى ببناتهم ولا يحـق له ذلك ، بل وورث أموالهم بعد مـوت المورث ، وليس له أدنى حق فى ذلك . وهكذا تهدم البيوت ، وتدفن الفضيلة ، وتنهـار المجتمعات ، وإذا زنى الرجل اختلطت الأنساب وتأججت نار الأحقاد فى الصدور . أيها المسلمون ، أيها الأباء ، أيتها الأمهات ، أيها الشباب ، أيتها البنات أيتها الأخـوات الفاضلات ، والله الذى لا إله غيره ماشرع الإسـلام هذه الأحكـام إلا لتبقى المرأة المسلمة دُرَّةً مصونة ولؤلـؤة مكنونة لا يمسها إلا زوجها ، ولا تنظر إليها عين زانية ، وإنما حفظ الإسـلام كرامتها ، فأمرها بالحجاب وأمر الرجل بغض البصـر ، وأمر الرجال والنساء بتخفيف مؤنة الزواج ووضع الضمانات الوقائية التى تضمن أن يعيش الرجل والمرأة فى ظل مجتمع نظيف .. طاهر .. نقى ، ثم يعاقب بعد ذلك من ترك هذه الضمانات الوقائية وذهب ليتمرغ فى أوحال المعصية طائعاً مختاراً غير مضطر . ففى الصحيحين من حديث أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ))([1]) قال عكرمة قلت لابن عباس كيف يُنـزع منه الإيمـان ؟! فقـال ابن عباس هكذا وشبك ابن عباس بين أصابعه ، ثم قال فإن زنى أو شرب الخمر نزع منه الإيمان هكذا ، فإن تاب وعاد إلى الله عاد إليه الإيمان مرة أخرى . قال الحافـظ بن حجر فى الفتح ورواه أبو داود والحـاكم مرفوعاً من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أنه قال : (( إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان ، وكان عليه كالظَّلة فإذا خرج من ذلك العمل عاد إليه الإيمان ))([2]) فإن تاب إلى الله عاد إليه الإيمـان قبل الله منه التوبـة وهذا هو المحك الحقيقى بين أهل السنة وفرق الضلال الأخـرى التى كفَّرت مرتكبى الكبيرة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم . وفى صحيح مسلم وسنن النسائى من حديث أبى هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولا يكلمهم يوم القيامة ولهم عذاب أليم )) قالوا: من هم يا رسول الله ؟ قال : (( شيخ زانٍ ، وملك كذاب ، وعائل مستكبر ))([3]) يقول الرسـول ثلاثة لا ينظـر إليهم الله ولا يزكيهم ولا يكلمهم يوم القيامة ياترى من هم خابوا وخسروا ورب الكعبة ؟! قال : الأول شيخ زانى ، قَلَّت عنده الشهوة وضعفت عنده الرغبة وبالرغم من ذلك ذهب ليتمرغ فى أوحال الفاحشة العفنة ، ويرتع فى مستنقع الرذيلة القذر !! والثانى : ملك كذاب ، هذا ملك ليس به حاجة للكذب فهو الآمر الناهى يستطيع بيسر أن يأمر هذا ليفعل كذا ، ويأمر ذاك ليفعل كـذا فليس هناك شىء يدعوه إلى الكذب ومع ذلك يكـذب !! والثالث عائل مستكبر .. أى فقـير متعالى مستكبر .. سبحان الله رغم أنه فقير ومع هذا يتكبر على خلق الله !! فهؤلاء الثلاثة - أعاذنا الله وإياكم منهم - خابوا وخسروا الخسران المبين وفى الصحيحين من حديث ابن مسعود أنـه صلى الله عليه وسلم قال: (( لا يحـل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزانى ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة ))([4]) ([1]) رواه البخارى رقم ( 2475 ) فى المظالم ، باب النُّهبى بغير اذن صاحبه ، ومسلم رقم ( 57 ) فى الإيمان باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصى ونفيه عن المتلبس بالمعصية ،وأبو داود ( 4689 ) فى السنة ، والترمذى رقم ( 2627 ) فى الإيمان ، والنسائى ( 8/ 64 ) فى السارق . ([2]) رواه أبو داود رقم ( 4690 ) فى السنة ، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه والترمذى رقم ( 2625 ) فى الإيمـان ، باب ما جاء لا يزنى الزانى وهو مؤمن والحاكم فى المستدرك ( 1/ 22 ) وصححه ووافقه الذهبى وهو فى صحيح الجامع ( 587 ) ([3]) رواه مسلم رقم ( 107 ) فى الإيمان ، باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار والمَنِّ بالعطية ، والنسائى ( 6/ 86 ) فى الزكاة ، باب الفقير المختال . ([4]) رواه البخارى ( 6878 ) فى الديات ، باب قول الله تعالى : ] أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ [ ومسلم رقم ( 1676 ) فى القسامة ، باب ما يباح به دم المسلم ، وأبو داود رقم ( 4352 ) فى الحدود ، والترمذى رقم ( 1402 ) فى الديات ، والنسائى ( 7/ 90-91 )
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |