الملتزمون والسينما ...ندخل ام لا؟؟؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 9732 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 3488 )           »          الخوارج أوصافهم وأخلاقهم.. وذكر التعريف الصحيح لهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 129 - عددالزوار : 65122 )           »          الملك القدوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حديقة الأدب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 98 - عددالزوار : 29665 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 4624 )           »          عون المعبود شرح سنن أبي داود- الشيخ/ سعيد السواح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 449 - عددالزوار : 86031 )           »          قصَّة موسى في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 315 )           »          عابدة متعبدة ميمونة السوداء* (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-06-2006, 06:02 AM
الجواد الاصيل الجواد الاصيل غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 405
043 الملتزمون والسينما ...ندخل ام لا؟؟؟











تحقيق: عمرو مجدي

السينما.. تلك الكلمة القليلة الأحرف الكبيرة المغزى والتأثير، فقد يدخل المرء دارَ السينما بعقلٍ وآراءٍ وأفكار لكي يخرج بعد ساعتين أو أقل بعقل آخر وآراءٍ أخرى وأفكار مغايرة!!

الالتزام.. كلمة أخرى مثلها، عميقة المغزى، قوية التأثير، فهو- أي الالتزام الديني- يبدل حال الإنسان من كيانٍ إلى كيانٍ آخر، أكثر قوةً وأكثر نفعًا إذا كان التزامًا حقيقيًّا، وربما إلى إنسان مريض أو قاتل إن كان التزامًا مدسوسًا مغشوشًا.



في السينما يجلس المرء أمام شاشة عملاقة، تدور ويدور معها عقلُه وأفكارُه، وفي المسجد يجلس المرء أمام الداعية يفتح له عقله وقلبه ليصبَّ فيه ما شاء كيفما شاء.



جذور المشكلة.. والحل الإخواني


بدَا في لحظةٍ من لحظات التاريخ أن الإشكالية ضخمةٌ بين السينما وأهلها والفن عمومًا من جهة، وبين الملتزمين والدعاة من جهة أخرى، خاصةً أن تاريخ السينما بدأ في الصعود في ظل تآكل دولة الخلافة الإسلامية وسقوطها في بداية القرن الماضي، وسيطرة نوعَين من التفكير على القلة المتبقية من الملتزمين آنذاك، إمَّا التفكير المتشدد الرافض لكل ما هو آتٍ من الغرب، وإمَّا التفكير المُغالي في التصوف، وبالتالي لا تدخل أمور الدنيا في إطار اهتمامه.


الإمام حسن البنا





وقد اهتمَّ الإمام حسن البنا- مؤسس الإخوان المسلمين- بتنمية الكوادر الفنية الكامنة في نفوس شباب الإخوان الذين التفُّوا حوله، وبدى واضحًا حرصه على ألا يقتصر الأمرُ على جهودٍ فردية، وإنما أسس الشيخ عبد الرحمن البنا (شقيقه) مسرح الإخوان في ثلاثينيات القرن الماضي بعد مرور أعوامٍ قليلة على نشأة الجماعة، وكانت باكورة أعمال المسرح مسرحية رومانسية هي مسرحية (جميل وبثينة) وكان نجوم المسرح العربي من الإخوان المسلمين.
يقول عبد الرحمن البنا في ذكرياته عن تلك الفترة: "وظل المسرح الإسلامي على مدى 14 عامًا يزهو ويزدهر كلما ظهرت مسرحية من المسرحيات، وأذكر أن مسرحية الهجرة- التي عُرضت على مسرح الأزبكية يوم الأربعاء 26 من نوفمبر 1947 وأذاعتها محطة الإذاعة المصرية- قد توافد علينا كثيرٌ من رجال السينما للتفاوض في إخراجها سينمائيًّا".

أزمة السينما أمْ الملتزمين؟

د. يوسف القرضاوي




من المؤكد أن الإسلاميين الآن قد تجاوزوا مرحلة التنظير للسينما، وتجاوزوا أيضًا- في أغلبيتهم- إشكالياتٍ فقهيةً عن التصوير والموسيقى وظهور المرأة في الأعمال السينمائية.. إلخ، أو على الأقل قطعوا شوطًا كبيرًا في ذلك، فمن خلال زيارة لأقرب مكتبة أو بحث على الإنترنت ستجد عشرات الفتاوى والكتب لعلماء كبار ومفكِّرين لهم ثقلهم في وعي جمهور الملتزمين، أمثال: العلامة د. يوسف القرضاوي، الشيخ محمد الشعراوي (رحمه الله)، والكاتب الإسلامي الكبير محمد قطب.. إلخ، كما أن تأثير الخطاب الدعوي للداعية الشاب عمرو خالد واضحُ الأثر في هذا الشأن على بعض الشباب والفتيات في الوسط الفني.
عمرو خالد





وجُلّ هذه الكتابات في معظمها تحاول التأصيل لمسألة (الفن في الإسلام).. وتنبِّه الإسلاميين والدعاة لمدى خطورة وتأثير تلك الأداة "السينما" وتدعوهم لاستغلالها في نشر المفاهيم والقيم الإسلامية.. لكن من غير المنكر أيضًا أن واقع الأمور لم تسِرْ على نفس المنوال، غاب الملتزمون كثيرًا عن صناعة السينما، بل أصبح الكثير من الملتزمين (غير مثقفين فنيًّا)، وحتى في الأعمال الفنية التي قدمها الإسلاميون بدَا هناك نوعٌ من (الانعزال) وعدم التأثير في جمهور المشاهدين.
يتأكد هذا المعنى المتناقض بين التأصيل الفكري والتطبيق العملي لدى بعض الملتزمين؛ حيث تقول تسنيم محمد (خرِّيجة إعلام) إنها لم تدخل سينما في حياتها، لأنها تربَّت على مبدأ أن "دخول السينما عيب" وارتبطت عندها بالخلق السيئ، بغض النظر عن محتوى الفيلم، بالرغم من اعترافها بتأثير السينما وتمنِّيها أن تشاهد أفلامًا تناقش مشكلات الشباب وواقعهم بصدق وبدون أن تخرج عن إطار "الحلال"، لكنها تستطرد أنها دخلت السينما وهي صغيرة لمشاهدة كارتون الأطفال؛ حيث كانت تعيش في دولة غربية.

وبالنسبة لفاطمة محروس (طالبة بكلية الصيدلة) فإنها أيضًا تربَّت على أن "دخول السينما عيب"، لكنها غير مقتنعة بذلك، وفي الفترة الأخيرة حاولت الذهاب للسينما بالفعل مع صديقاتها، لكنَّ الفيلم كان قد انتهى عرضه في دار السينما.

مصطفى مرزوق (طالب بكلية الهندسة) معظم أصدقائه من الملتزمين، وهو مقتنع بإباحة السينما شرعًا لكن "بتحفظ"، وقال إنه لم يدخل السينما أبدًا، كما أنه أحيانًا يُخفي عن أصدقائه أنه يشاهد بعض الأفلام في التلفاز، وأضاف مازحًا: فحتى لو حاولت النقاش معهم ربما يضربونني!!

أنس محمد (طالب بكلية تجارة) أشار إلى معنى آخر؛ حيث قال إنه كان يتابع السينما والأفلام، لكنه أصبح أقل اهتمامًا الآن؛ بسبب ما وصفه بـ"الروتينية في الأفكار"؛ حيث كل الأفلام تدور في نفس الإطار ولا تقدِّم جديدًا، ناهيك عن بعض الابتذال واستخدام الجنس، فالمشكلة إذن في نظره مشكلة السينما ونوعية الأفلام الموجودة، وليس مشكلته هو كملتزم مع مبدأ دخول السينما.

بنفس المعنى تحدث أحمد عبد العظيم (بكالوريوس طب) وقال إنه يتابع بعض الأفلام من خلال مشاهدتها في الكمبيوتر أو الفضائيات، ليس لأنه معترض على مبدأ دخول السينما، وإنما لأن أغلب الأفلام في نظره تدور في إطارين: إمَّا الجنس وتحريك الشهوات، وإمَّا كيفية الثراء السريع بأية وسيلة وعالم الفساد والمال.


واستطرد قائلاً: أنا لست مقاطعًا للفن، فأنا زرت مسرحية (فيتنام 2) وشاهدت مسلسلات مثل (أهل الكهف) وأفلام مثل (الرسالة)، لكنني لا أُقدِم على مشاهدة أي فيلم إلا بعد أن أسمع أنه هادف وجيد.
أمّا مجدي صلاح (خريج تجارة) فقال إنه يدخل السينما بانتظام، لكنه يتجنَّب تمامًا الأفلام العربية وينتقي الأجنبية فقط؛ لأنها "تحترم عقله" ويريد أن يشاهد سينما حقيقيةً وحبكةً دراميةً وتصويرًا احترافيًّا، لكن في بعض الأحيان يلحُّ عليه أصدقاؤه الملتزمون في دخول بعض الأفلام الكوميدية العربية.

الملتزمون: السينما "واجبة"
ويبدو أن التوجه الحالي لدى الكثير من شباب الملتزمين لغزو عالم السينما ليس في إطار ما يطلق عليه (الروشنة الإسلامية) وإنما من الاقتناع بأهمية هذه الأداة.

عندما توجهنا بالسؤال إلى طلال فيصل (طالب بكلية الطب) حول مدى اقتناعه بـ"شرعية السينما" قال إنها ليست مجرد مباحة وإنما "واجبة" على حدٍ تعبيره، وأضاف: أنه شاهَد في مهرجان القاهرة السينمائي عددًا من الأفلام الغربية التي تكاد تكون "إسلامية" من زاوية تناولها للأمور.

وقال إن الملتزمين الآن باتوا أكثر قربًا من أي وقت آخر لخوض المجال السينمائي، بدليل ظهور مصطلح "السينما النظيفة" في الآونة الأخيرة، وهذا- في رأيه- أحد تأثيرات الملتزمين على السينما حاليًا.

البراء أشرف (صحفي شاب) قال إنه يدخل السينما "والحمد لله"، ويتابع معظم الأفلام بحكم عمله الصحفي في النقد السينمائي، إلا قليلاً من الأفلام التي يشعر أن مستواها أقل من أن يتابعها أو ينقدها.

السينما والتاريخ!!

فيلم عمر المختار



إشكالية أخرى تطفو على السطح فور الحديث عن "سينما إسلامية" وهي أن معظم- إن لم يكن كل- ما قُدِّم من أفلام إسلامية لم يتناول سوى القضايا التاريخية، على غرار (صلاح الدين) و(الرسالة) و(عمر المختار)، برغم أن كاتبًا إسلاميًّا كبيرًا مثل محمد قطب قرَّر أن "الفن الإسلامي ليس بالضرورة هو الفن الذي يتحدث عن الإسلام، إنما هو الفن الذي يرسم صورة الوجود من زاوية التصور الإسلامي لهذا الوجود.. هو التعبير الجميل عن الكون والحياة والإنسان".
مجدي وصف ذلك بأنه نوعٌ من الهروب من الوقع الذي لا يلبي احتياجات الفكرة، أو غياب تصور واضح عن الحياة المنضبطة بالإسلام، أما هاني رجب (طالب بكلية الهندسة) برَّر ذلك بأن التاريخ هو كل ما نعرفه عن الإسلام!!

أما عبد العظيم فقد رفض هذا الاتهام للسينما الإسلامية، وقال إنها أصلاً لم توجد بالدرجة التي توضع بها على المحكّ لكي نستطيع أن نحكم، اعطها الفرصة أولاً ثم تعالَ نقيِّمها.

نسف الموجود ليس حلاًّ
وإذا كان جزءٌ من المسئولية يقع على عاتق أهل الفن ومنتجي السينما في عدم تقديم ما هو هادف وجيد فيجب أن نعترف- كإسلاميين- أننا أيضًا نتحمَّل جزءًا كبيرًا من المسئولية؛ لكوننا لم ننتج البديل الهادف الذي ننشده إلا نادرًا.

بجوار غياب الحرية السياسة واضطهاد الإسلاميين أضاف أحمد عبد العظيم أن أحد أسباب غياب السينما الإسلامية عن الساحة حتى الآن هو أن قيمة الفن عند الملتزمين ما زالت منخفضة، وأن كثيرًا من الملتزمين يتعاملون مع السينما كشيء ثانوي، وقال: يجب أن نهتم بالإنفاق على السينما وعدم ترك صناعة السينما في أوساط الملتزمين إلى جهود فردية كما هو الآن، وأشار أحمد عبد العظيم إلى قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ (إبراهيم: من الآية 4) فالسينما الآن هي لسان قومنا ويجب علينا أن نهتم بها.
أما البراء أشرف ففي رأيه أنه يجب على الملتزمين أن "يفهموا السينما"، وأن يهتمُّوا بتقييمها من الجانب الفني، مثلما يهتمون بتقييمها من الجانب الأخلاقي، فالمشكلة أن كثيرًا من الملتزمين يتوقفون عن نقطة النقد الأخلاقي، بينما لا يُبدون أيَّ اهتمام بالنقد الفني للفيلم، السينما فن وليس مجرد وسيلة إعلامية، فالممثلون لن يدخلوا لتلاوة السيناريو ثم الانتهاء من الفيلم، وإنما هناك أصول وقواعد للفن يجب أن تتحقق لكي يصبح قويًّا مؤثرًا.

مجدي صلاح أشار إلى ما هو قريب من ذلك؛ حيث قال: إن الملتزمين عليهم أن يشجعوا ويزوروا الأفلام الهادفة، مع الاحتفاظ بتحفظاتهم على بعض التجاوزات "الشرعية" في تلك الأفلام، فتصوراتنا- كملتزمين- للسينما لن تتم بنسف الموجود وبناء كيان جديد، بل تتم بالتقريب بين ما هو موجود وما هو مرجوّ، وهذا- في رأيه- يحتاج لشيءٍ من الصبر واتساع الأفق.

الحل في (يدك أنت)!!

عبد الجليل الشرنوبي



يقول الناقد عبد الجليل الشرنوبي إنه لا يوجد شيء اسمه سينما "إسلامية" وأخرى غير إسلامية.. لكنَّ هناك سينما هادفة وأخرى غير هادفة، فقد نشاهد فيلمًا لرجل غير مسلم، لكنه فيلم قويّ وممتع وهادف ويقدم معاني طيبة.
وأضاف: الأساس في أي صناعة هو (الجمهور)، فعملية صناعة السينما تبدأ من حيث يدفع المُشاهد ثمن التذكرة أمام دار السينما، حين تذهب هذه الأموال للمنتجين، والتي بدورها تصنع النجوم بعد ذلك.

هنا يبرز دور الجمهور الملتزم، فبإمكانه أن يكون مؤثرًا من خلال تشجيع الأعمال الهادفة- والتي قد لا تخلو من تجاوزات نتحفظ عليها- وذلك من خلال الترويج لتلك الأعمال عبر البريد الإلكتروني ورسائل الجوَّال والهاتف.. إلخ، كما يرفض الأعمال غير الهادفة ويقاطعها.

وعن كيفية جذب الجمهور للفن الهادف يقول الناقد الشرنوبي: الجمهور الآن في معظمه يُقبِل على السينما الترفيهية "الكوميدية"، فهو لا يدخل الأفلام التي تناقش قضايا كبيرة، على الرغم من أنها قد تكون عالية المستوى فنيًّا، فالجمهور مضغوط ومقهور؛ لذلك يُقبل على السينما الترفيهية، وبالتالي أصبحت معظم الأفلام الموجودة حاليًا قائمةً على الترفيه، وعلينا عندما نصنع سينما هادفةً أن نقدم القضية أو الرسالة من خلال هذا اللون من الفن الكوميدي، وضرب مثلاً بجملة "يرحمكم الله يا أبو سريع" التي وردت في فيلم كوميدي لكنها أصبحت تجري على ألسنة العامة.

وعن الاتهام الموجَّه للإسلاميين- والإخوان في القلب منهم- أنهم بانعزالهم عن السينما كانوا سببًا في غياب الفن الهادف يقول الشرنوبي إنه لا يمكن محاكمة مجموعة تعيش في حالة طوارئ وحظر دائمة على أنهم لم يبدعوا فنيًّا!! فمن يحارب من أجل مجرد بقائه على قيد الحياة واستمراره سوف تبدو له السينما قضيةً جانبيةً غير أساسية، لا يمكن أن تطالبه بصناعتها وإجادتها.

أمّا عن الأسباب التي أدت إلى انعزال الإسلاميين عن السينما فهي في رأي الشرنوبي نفس الأسباب التي أدت لانعزال المجتمع كله عن السينما في حقبة الثمانينيات والسبعينيات، وهو ما يطلق عليه سينما (المشاهد) أو (المناظر)، لكن في الفترة الأخيرة أصبحت هناك محاولةٌ للقفز على الواقع الذي فرضته سينما السبعينيات والثمانينيات، ومحاولة استعادة الثقة في القدرة على إيجاد سينما محترمة، وبدأت سينما (المناظر) تفقد جمهورها وتسقط جماهيريًّا، ورسالة الفن من أجل الفن فحسب لم تعد تلقَى نجاحًا، والآن أصبح العديد من الملتزمين يدخلون السينما.

أمَّا (متى) يمكن أن يغزو الإسلاميون عالم صناعة السينما؟ فهذا مرهون بقدرة الجمهور على التأثير في صنَّاع السينما، وهذا بدأ يحدث في الحقبة الأخيرة بالفعل؛ حيث رأينا أفلامًا كوميدية، لكنها تقدِّم ولو رسالة بسيطة في إطارها الكوميدي، سواءٌ اتفقنا معها أو اختلفنا، مثل (صعيدي في الجامعة الأمريكية) و(أصحاب ولا بيزنيس).

سامي يوسف أحد أول مقتحمي مجال الكليب الإسلامي




في النهاية يجب ألا ننسى الغزوَ الإسلامي مؤخرًا لعالم الفيديو كليب، وظهور العديد من نجوم الغناء والإنشاد الهادف.. وهو ما يمكن أن يغدو إشارةً إلى قرب غزو الملتزمين لعالم السينما قريبًا.. وهذا ما ستجيب عنه الأيام.
ويقول الدكتور عصام العريان: "أعتقد أن أي مجال من المجالات يُعتبر من قطاعات الشعب المصري، ولديهم كل التنوعات، وإذا كانت الحركة الإسلامية جعلت التدين منظومةً حياتيةً للمسلمين، فإن الشعب المصري معظمه متدينٌ، ولكنَّ التدينَ لا بد أن يكون إيجابيًّا بمعنى الالتزام، أي التفريق بين الحلال والحرام، وهناك من يعمل في قطاع السينما ويكون متدينًا ويعرف الحلال والحرام، ويظهر ذلك على سلوكه في عمل السينما، فهناك فئة من الملتزمين يدخلون السينما".

د. عصام العريان




ويوضح أن السينما ظهرت في البلاد غير الإسلامية وتطورت فيها بشكل كبير، ويمكن للأمم التدخل في صناعة السينما بما يتفق مع عقائدها وخصائصها وهويتها الثقافية، وهناك تطورٌ طبيعي في هذا المجال الآن، فلا بد من إيجاد السينما التي تعرض الأفلام التي تحمل رسالةً وتحمل معنى يستفيد منه الفرد في المجتمع.
وفي رؤيته لمسألة ارتياد الملتزمين للسينما يقول الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح: "نعم أنا أدخل السينما، وهناك مَن كان يسبقني ويدخل السينما، ونحن لسنا ضد الفن والإبداع، فهما وسائل متميزة لتوصيل الرسالة ونشر الذوق وارتفاع مستوى الأخلاق بين أفراد المجتمع وتعميق المفاهيم الوطنية والأخلاقية، ولكن من الواضح اليوم أن السينما تُستخدَم لنشر الرذيلة والفحشاء، وإذا سيطرت الدولة على الفن يصبح خاضعًا لكل ما هو سيئ، ويُسيء للفرد والمجتمع، والملتزمون ضد السينما والمسرح والفن عمومًا الذي يساعد على نشر الرذيلة".

د. عبد المنعم أبو الفتوح




ولكن ورغم ذلك فإن السينما نعمةٌ عظيمةٌ يجب أن يُستفاد منها في تربية النشء وترسيخ كل ما هو صالح ويفيد في التربية، ونحن نريد السينما في زيِّها الجميل الذي يستفيد منه الفرد والمجتمع.

وحول الضوابط التي لا بد أن تتوافر في السينما الجادة قال: "كل مجتمع له حق استخدام وسائل إبداع مختلفة، لكن بعض المجتمعات يتفشى فيها العُري والفساد، وهي تبذل جهدًا كبيرًا في توصيل ونشر هذه الثقافات الغريبة لكي تقتديَ بها المجتمعات الأخرى، ولو أراد أحد نشرَ الفضيلةِ في الفنِّ المصري مثلاً تمنعه السلطة، وتسمح فقط بنشر الفن المبتذل الذي يساعد على تدمير الفرد والمجتمع.


رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جديييييد .. شريط وخجل القمر ياسمين الجنة ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية 5 21-02-2007 12:12 AM
فلنعمل اى شى نخدم به الاسلام BECKsHAM الملتقى الطبي 0 14-12-2006 02:37 AM
كيف ندخل الجنة بلا اله الا الله؟ دارين الملتقى الاسلامي العام 8 13-01-2006 05:25 PM


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 106.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 105.16 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (1.64%)]