|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة وأجمل هيئة؛ بل إلى جمال لا يخطر على قلب بشر فهد عبدالله محمد السعيدي اعلم أخي القارئ الكريم والقارئة الكريمة أن المسلم والمسلمة حينما يدخلان الجنة يتغيَّران تمامًا؛ ومن ذلك صورتهما في الدنيا تتغير إلى أحسن صورة لم تخطر على بالهما في الدنيا؛ من ناحية الشكل، ولون البشرة، وطول القامة، واستواء الجسم. وفي هذا تسلية لكل من فاته شيء من كمال حسن الصورة وبهائها، أو كمال بنية الجسد، فغدًا إن شاء الله أول ما يدخل الجنة سيكون الكل جميلًا، وتتحول بشرة الكل إلى اللون الأبيض، ويصير الكل ذا جسم رشيق، فلا يدخل الجنة أقرع ولا أعمى ولا أعرج، ولا امرأة عجوز ولا شيخ كبير السن، ولا في الرأس شيب، ولا مرض خفيف ولا مرض مزمن، يدخلونها بهيئة الكمال والجمال وغاية الحسن والرشاقة. مرة وجدت طفلًا عمره أكثر من عشر سنوات خارجًا من المسجد يمشي على عكازين فسألته: (سلامات؟! ايش صار عليك؟!). فقال لي: عندي تشوُّه خلقي في القدمين! فقلت له: اصبر، فإن هذا سيزول عنك حينما تدخل الجنة، وستكون على أحسن صورة وهيئة. فتعجب وقال: صدقٌ ما تقول؟! فقلت: نعم. قال: يا الله، متى أدخل الجنة؟! فأثرت فيَّ كلمته هذه! فيا أيها المبتلى بأي شيء فيه نقص عن صفة الكمال (ولا كمال في الدنيا)، اصبر واعلم أنك ابتُليت لتُخْتَبر فقط، وزمن الاختبار هذا قصير جدًّا، الدنيا كلها قصيرة. وتأمَّل معي: في يوم القيامة يتمنَّى أهل العافية أنهم لو كانوا مثلك لما يرون من عظم الجزاء على البلاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يَوَدُّ أَهْلُ العَافِيَةِ يَومَ القِيَامَةِ حِينَ يُعطَى أَهلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَو أَنَّ جُلُودَهُم كَانَت قُرِضَت فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ»؛ رواه الترمذي. ورسالة لمن فضَّله الله على كثيرٍ من الناس بصحة أو جمال؛ أن ما أوتيته هو كذلك ابتلاء لك، هل تشكر الله على ذلك؟ وهل ستكون ممن يغترُّ بما أنعم الله عليه، وتتكبَّر به على إخوانك الذين لم يُرزَقوا ما رزقت إيَّاه؟ مرة من المرات أخبرني أحد الزملاء من دولة نيجيريا، قال مرة: وقفت على رصيف الشارع لإيقاف سيارة للرجوع إلى السكن؛ فتوقفت سيارة فاختلفنا أنا وسائقها على أجرة التوصيل، فقال لي: (خلاص ابعد يا قبيح يا أسود). قال: فقلت له بكل هدوء: يا رجل، والله الأمر ليس بيدي؛ بل هو بيد الله، وهو الذي اختار لي صورتي هذه، ولون بشرتي، ولو كان الاختيار لي لاخترتُ صورة ولونًا أحسن من صورتك ولونك؛ بل كنت سأختار صورة يوسف عليه السلام؛ ولكن الأمر لله، وأنت عِبْتَ اختيار الله لي. قال: فلما سمع هذا الكلام اعتذر لي، وطلب المسامحة. فاعلموا أيها الناس أن ما أنتم فيه من تفاوُت في الخِلْقة؛ فإنما هو اختيار الله، ليس لكم فيه أيُّ اختيار، وجعل ذلك ابتلاءً واختبارًا لكم. ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 165]؛ أي: رفع بعضكم فوق بعض درجات في جميع أنواع الرزق؛ حتى في حسن الصوت والصورة، والأنساب، واختيار الشعب والوطن، ولو شاء الله لجعلك من شعب أو بلد تحتقره. كل شيء بيد الله وباختيار الله؛ ليظهر الشاكر للنعمة من الكافر لها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله نثر ذرية آدم من صلبه، ثم عرضهم على آدم فقال: يا آدم، هؤلاء ذريتك. وإذا فيهم الأجذم والأبرص والأعمى، وأنواع الأسقام، فقال آدم: يا رب، لمَ فعلت هذا بذريتي؟ قال: كي تشكر نِعْمتي»، وفي رواية: «يا رب، لو جعلت ذريتي كلهم سواء». فتأملوا رحمة أبيكم آدم وحبّه أن تكونوا سواء بدون عيوب ونقصان، وطلبه ذلك من الله تعالى؛ لكن الله أخبره أنه إنما صنع ذلك للابتلاء. اللهم اجعلنا بمن يرضى بما قسمته لنا في هذه الحياة، واجعلنا من الشاكرين لك، ولا تجعلنا ممن يفتخر على من هو أدنى منا يا لطيف بكل شيء.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |