|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() آفة العُجْب ودواؤها يُعد العُجْب آفة خطيرة وداء من أدواء القلوب الكبار المخلَّة بالنِّيَّة، وهو خُلقٌ ذميمٌ لا يليق بالمسلم، يهدم محاسنه، ويمحق عبادته، ويقطعه عن الله، ويزري من عقله، بل هو أمارة على ضعف العقل وقصور الفهم، شديد الإهلاك لصاحبه، قال رسول الله - صلى لله عليه وسلم - قال: «ثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ، وَثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ، فَأَمَّا الْمُنْجِيَاتُ: فَتَقْوَى اللهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَالْقَوْلُ بِالْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالسُّخْطِ، وَالْقَصْدُ فِي الْغِنَى وَالْفَقْر، وَأَمَّا الْمُهْلِكَاتِ: فَهَوًى مُتَّبِعٌ، وَشُحٌّ مُطَاعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ، وَهِيَ أَشَدُّهُنَّ»، وعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «اثنتان مهلكتان: العُجْبُ، والقُنُوطُ». قال الشيخ حافظ حكمي في منظومة في الآداب: والعُجْبَ فاحْذَرْهُ إنَّ العُجْبَ مُجْتَرِفٌ أعْمالَ صاحِبِهِ في سَيْلِهِ العَرِمِفشبَّه العُجب بالسَّيل الجارف الَّذي يدمِّر ما أمامه، فإذا أصيب المرء به فإنه يجترفُ أعمالَه الصَّالحةَ كلَّها فلا يُبقي منها شيئًا. والعجب يجرُّ إلى الكِبْر، وإلى التَّعالي على النَّاس، والتَّرفُّع على عباد الله، والعلوِّ في الأرض، وقد جاء في الحديث عن النَّبيِّ - صلى لله عليه وسلم - أنَّه قال: لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ»، وهو كذلك من وراء نشأة كثير من البدع والضلالات، عن كعب -رحمه الله- قال: «إن أناسًا اجتمعوا ففارقوا الجماعة رغبةً عنهم وطعنًا عليهم، ما فعلوا ذلك حتى دخلهم العجب، فإياكم والعجب! فإنه الذبح والهلاك». وربما أيضا أدى عجب المرء بنفسه إلى الإزراء بالآخرين وانتقاصهم وتعييرهم بمعاصيهم، وقد يكون -كما يقول ابن القيم رحمه الله-: «تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثما من ذنبه وأشد من معصيته؛ لما فيه من صولة الطاعة وتزكية النفس وشكرها والمناداة عليها بالبراءة من الذنب، وأن أخاك باء به، ولعل كسرته بذنبه وما أحدث له من الذلة والخضوع ووقوفه بين يدي الله ناكس الرأس خاشع الطرف منكسر القلب، أنفع له وخير من صولة طاعتك وتكثرك بها والاعتداد بها والمنة على الله». العُجب يُنسي الذنوب والعجب يفضي بالمرء إلى نسيان ذنوبه وعدم تفقدها لظنه أنه مستغن عن تفقدها فينساها وما يتذكره منها يستصغره، فلا يجتهد في التوبة منه، وأما العبادات والطاعات، فإنه يستعظمها ويراها أحسن الأعمال وأكملها ويمن على الله بفعلها، وينسى نعمة الله عليه بالتوفيق والهداية.فالواجب على المسلم الناصح لنفسه أن يهضم نفسه وأن يتهمها بالتَّقصير، وأن يحذر من أن يُصاب بالعُجب والغرور؛ لئلا يهلك بعجبه وغروره. قال الشيخ حافظ -رحمه الله-: لا تُعْجَبَنَّ بِهِ يُحبَطْ ولا تَرَهُ في جانبِ الذَّنْبِ والتَّقْصِيرِ والنِّعَمِ. أي: لا تعجبنَّ بعملك مهما كانت أعمالك، مِنْ صلاة، وصيام، وطلبٍ للعلم، وحفظٍ للقرآن، وغير ذلك من الأعمال الصَّالحة، فلا تعجبنَّ بها؛ لأنَّ العجب يجترفها ويبطلها ويحبطها، بل عليك ألا تَرَاها شيئًا في جانبِ الذَّنْبِ والتَّقْصِيرِ والنِّعَمِ. دواء العُجب ولهذا، فإنَّ دواء العُجب كما في القرآن، أن تقول: «ما شاء الله لا قوَّة إلَّا بالله»، {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ}(الكهف:39)، أن تذكر نعمة الله عليك، وأنَّ الأمور كلَّها بمشيئته، وأنَّه لا قوَّة لك إلَّا بالله -سبحانه وتعالى-، وأنَّ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وأنَّه -سبحانه وتعالى- المعطي المانع، الرَّافع الخافض، القابض الباسِط، والأمر كلُّه بتدبيره ومنِّه وفضله -جلَّ وعلا.اعداد: المحرر المحلي
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |