شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4874 - عددالزوار : 1864731 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4442 - عددالزوار : 1201988 )           »          أحداث الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          إن الله لا يحب المسرفين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          (المروءة والخلق والحياء) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          علام يقتل أحدكم أخاه؟! خطورة العين وسبل الوقاية منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          قصة الرجل الذي أمر بنيه بإحراقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: السميع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          إذا أحبك الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          عفة النفس: فضائلها وأنواعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 10:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,455
الدولة : Egypt
افتراضي شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم

شهر ذي القعدة من الأشهرِ الحُرُم

أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري

الخطبة الأولى
الحمد والثناء، أَمَّا بَعْدُ:
يقولُ ربُّ العزّةِ والجلالِ في مُحكمِ التنزيل: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36].

وفي الصحيحينِ مِنْ حديثِ أبي بكرةَ رضي الله عنه مرفوعًا: ((إِنَّ الزمانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ: السنةُ اثنا عَشَرَ شَهْرًا، منها أربعةٌ حُرُمٌ: ثلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحجَّةِ، والمحرّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بينَ جُمَادَى وشَعْبَانَ)).

قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما: (اختصَّ اللهُ أربعةَ أشهرٍ جعلهُنَّ حُرمًا، وعظَّمَ حُرماتِهِنَّ، وجعلَ الذَّنبَ فيهنَّ أعظم، وجعلَ العملَ الصالحَ والأجرَ أعظم).

وفي تفسير الطبري قولُ قتادة: (إنَّ الظُّلمَ فِي الأشهرِ الحُرمِ، أعْظمُ خَطيئةً ووِزْرًا مِنْ الظُّلمِ فيمَا سِوَاهَا، وإنْ كَانَ الظُّلمُ عَلى كُلِّ حَالٍ عظيمًا، ولكنَّ اللهَ يُعظِّمُ مِنْ أمْرِهِ مَا يَشَاءُ)؛ ا هـ.

وإنَّ منْ رحمةِ اللهِ بعبادِهِ أنَّه يُضاعِفُ لهُم الحسناتِ كما ثبتَ ذلك في نصوصِ الكتابِ والسنة، وأما السَّيئة فلا تُضاعف، فتبقى سيِّئةً واحدة، ولكنَّها تعظُمُ وتقبُحُ بشرفِ الزمَانِ أو المَكَانِ، أما العذابُ فإنّه يُضاعَف؛ لقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴾ [الفرقان: 68، 69].

قال ابن كثير: (أَيْ: يُكَرَّرُ عَلَيْهِ وَيُغْلَّظُ)؛ ا هـ.

اعلموا- يا عباد الله- أنَّكم في شهرٍ حرامٍ هو شهرُ ذي القَعْدة، وسُمِّيَ بِهَذَا الِاسْمِ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَقْعُدُ فِيهِ عَنِ الْغَزْوِ، والقِتَالِ، حَتَّى يَتَمَكَّنُوا مِنْ تَجْهِيزِ أَنْفُسِهِمْ للْحَجِّ.

فمعلومٌ أنَّ شهرَ ذي القَعْدةِ هو ثَانِي أَشْهُرِ الْحَجِّ الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ﴾ [البقرة: 197]؛ ‏قَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي اللهُ عنهُمَا: (هيَ: شَوَّالُ، وَذُو الْقَعْدَةِ، وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ"؛ (رواه البخاري).

وهي مواقيتُ الحَجِّ الزمانيةِ؛ قالَ ابنُ عبَاسٍ رضي اللهُ عنهُمَا: (مِنَ السُّنَّةِ ألَّا يُحْرِمَ بالحَجِّ إلَّا في أشهُرِهِ)؛ (رواه البخاري).

وقدْ اعْتمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أربَعَ مَرَّاتٍ، كُلُّهَا فِي ذِي الْقَعْدَةِ، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: ((لَمْ يَعْتَمِرْ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- إِلَّا فِي ذِي الْقَعْدَةِ))؛ (رواه ابن ماجه بسند صحيح).

(وهذا يَدُلُّ عَلى أنَّ العُمرةَ في أشهُرِ الحَجِّ لهَا مَزيَّةٌ وفضْلٌ؛ لاختيارِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم هذِهِ الأشهرَ لهَا)؛ (فتاوى ابن عثيمين)، وقدْ فَضَّلَتْ طَائِفَةٌ مِنَ السَّلَفِ عُمْرَةَ ذِي الْقَعْدَةِ عَلَى عُمْرَةِ رَمَضَانَ.

كما وقعتْ أحدَاثٌ عَظِيمَةٌ فِي شهرِ ذِي القَعْدةِ، ففيهِ كَانَ صُلحُ الحُديبيةِ سنَةَ سَتٍّ مِن الهِجرَةِ، وقدْ سَمَّاهُ اللهُ فتحًا مُبينًا؛ ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ﴾ [الفتح: 1]؛ قالُ عُمرُ رَضِي اللهُ عنهُ: (أوَ فَتحٌ هوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟! قالَ: "نَعَم")؛ (متفق عليه).

وكَانَ العرَبُ فِي الجَاهليةِ يُعظِّمونَ الأشْهرَ الحُرمَ، ويُحَرِّمُونَ القتالَ فيهَا، فَلا يُروِّعونَ فيهَا نفْسًا ولا يَطلبُونَ ثأرًا؛ يقولُ ابنُ كثيرٍ- رحمه الله-: "كانَ الرَجُلُ يلقَى قاتلَ أبيهِ فِي الأشهُرِ الحُرمِ فلا يمُدُّ إليهِ يدَهُ"؛ (تفسير ابن كثير).

وتعظِيمُ هذِهِ الأشهُرِ يكونُ باجتنابِ الظُّلمِ فِيهَا، وأعْظمُ الظلمِ الشركُ بِاللهِ جلّ وعلا؛ ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]، والبِدَعُ والمُحدثَات.

وتعظيمُهَا بالتزَامِ حُدُودِ اللهِ عزّ وجلّ فيهَا، وَعَدمِ تعدِّيهَا، واجتنابِ مَحارَمِهِ.

فيا عباد الله، أنتم في أيَّامٍ عظَّمها الباري جلّ جلالُه؛ فإنَّ تعظيمَ هذهِ الأشهرِ منْ تعظيمِ شَعَائرِ اللهِ عزّ وجل ودليلٌ عَلى تقواهُ، قَالَ تَعَالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، وقال تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 30].

فلا تغفُلوا فيها- معشرَ المسلمين- عنْ لزومِ طاعتِه ومجانبةِ معصيتِهِ.

يا غاديًا في غفلةٍ ورائحًا
إلى متى تَستَحسِنُ القبائِحَا
وكم إلى كم لا تخافُ موقفًا
يَستنطِقُ اللهُ بِهِ الجوارِحا
واعجبًا منكَ وأنتَ مُبصِرٌ
كيفَ تجنَّبتَ الطريقَ الوَاضِحَا
وكيفَ ترضى أنْ تكونَ خاسِرًا
يومَ يفوزُ مَنْ يكونُ رابِحَا


بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والذكر والحكمة.

الخطبة الثانية
الحمد لله عظيم الإحسان، واسع الفضل والجود والامتنان، وبعد:
فاتقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التقوَى، وراقبوهُ فِي الأشهرِ عَامَةً، وفِي الأشْهُرِ الحُرُمِ خَاصَةً، واغتنِمُوا نفَائسَ الأوقَاتِ بأنواعِ الطَّاعَاتِ، فمنْ ضيَّعَ ساعَةً مِنْ عُمُرِهِ في غيرِ طَاعَةٍ؛ عَظُمتْ خَسَارتُهُ واشتدَّتْ يَومَ القيامَةِ ندَامَتُهُ.

ألا فَاتَّقوا اللَّهَ- عِبَادَ اللهِ - وَعَظِّمُوا شَعَائِرَ اللهِ، فَإِنَّ ذلك مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ، والتزمُوا حُدُودَهُ سبحانَه، وَأقيمُوا فرَائضَهُ، وَلا تغفلوا عَنْ مُراقبتِهِ، وبادِرُوا إلى إيقَاظِ قلوبِكُم بذِكْرِهِ وشكْرِهِ وحُسْنِ عبادتِهِ.

اللهم إنَّا نسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.02 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]