|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تفسير سورة الشرح أبو عاصم البركاتي المصري عدد آياتها: ثماني آيات، وهي مكية. فضلها: في السورة بيانٌ لنِعَمِ الله على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سألت ربي مسألةً وددت أني لم أسأله، قلت: يا ربِّ، كانت قبلي رسلٌ، منهم من سخَّرت لهم الرياح، ومنهم من كان يحيي الموتى، قال: ألم أجدك يتيمًا فآويتُك؟ ألم أجدك ضالًّا فهديتك؟ ألم أجدك عائلًا فأغنيتك؟ ألم أشرح لك صدرك، ووضعتُ عنك وزرك؟ قال: قلت: بلى يا ربِّ))؛ [أخرجه الحاكم (3944)، والطبراني في الكبير (12289)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2538)]. مناسبة السورة لما قبلها (سورة الضحى): بعد أن عدَّد الله تعالى نِعمه على نبيه صلى الله عليه وسلم في سورة الضحى: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ﴾ [الضحى: 6 - 8]، تابع ذكر النعم كذلك في سورة الشرح: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 1 - 4]. مناسبة السورة لِما بعدها (سورة التين): خُتِمت سورة «الانشراح» بالدعوة إلى الكدِّ والنَّصب في طاعة الله، وبدأت سورة التين بهذه الأقسام من الله سبحانه وتعالى؛ لتقرير أن الله سبحانه خلق الإنسان في أحسن تقويم، بأن أودع فيه القِوى التي تمكِّنه من الرفعة والمكانة، وذلك باستقامته على العمل الصالح، إلى آخر ما في السورة من معانٍ كريمة جليلة. مقاصد السورة: (1) بيان نِعم الله العديدة على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. (2) التسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما يلقاه هو وأصحابه من أذى المشركين في سبيل الدعوة. (3) بيان مكانة النبي صلى الله عليه وسلم ومقامه الرفيع عند ربه عز وجل. (4) بث الأمل في نفوس المؤمنين بالفَرَج بعد الشدة. (5) الأمر بالاجتهاد في عبادة الله وحده، والرغبة فيما عنده من الخير والثواب. تفسير سورة الشرح: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 1 - 8].تفسير الآيات: قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ [الشرح: 1] الهمزة للاستفهام دخلت على حرف النفي فأفاد التقرير، وصار المعنى: قد شرحنا لك صدرك، والشرح معناه: التوسيع والرحابة، ورفع الضيق بالإسلام والنبوة والحكمة؛ كقوله تعالى: ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ﴾ [الزمر: 22]. والمراد الامتنانُ عليه صلى الله عليه وسلم بفتح صدره، وتوسيعه للقيام بأعباء النبوة والرسالة. وقيل: شرح الصدر هو ما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم من شقِّ صدره وهو صغير، وإخراج حظ الشيطان منه، وغسله بماء زمزم؛ أخرج مسلم برقم (162) عن أنس بن مالك، ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشقَّ عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقةً، فقال: هذا حظُّ الشيطان منك، ثم غسله في طَستٍ من ذهب بماء زمزم، ثم لَأَمَهُ، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعَون إلى أمه - يعني ظِئره - فقالوا: إن محمدًا قد قُتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المَخيط في صدره)). ثم حصل له ذلك مرة أخرى ليلةَ الإسراء والمعراج؛ فقد أخرج البخاري برقم (349) ومسلم برقم (163) عن أنس بن مالك، قال: ((كان أبو ذرٍّ يحدِّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فُرج عن سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل صلى الله عليه وسلم، ففرج صدري، ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطستٍ من ذهب ممتلئٍ حكمةً وإيمانًا، فأفرغه في صدري، ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي، فعرج بي إلى السماء الدنيا...))؛ [الحديث]. قوله تعالى: ﴿ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ﴾ [الشرح: 2]؛ أي: حططنا عنك ذنبك، قال مجاهد: ﴿ وِزْرَكَ ﴾: في الجاهلية. وذلك كقوله تعالى: ﴿ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ﴾ [الفتح: 2]، والأنبياء معصومون عن الكبائر قبل النبوة وبعدها بالاتفاق. وقيل: ﴿ وَوَضَعْنَا عَنْكَ ﴾ خـفــفـنا عنك وسـهَّـلنا عـليك، ﴿ وِزْرَكَ ﴾: حمـلك وهو أعباء النبوة والرسالة. قوله تعالى: ﴿ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ﴾ [الشرح: 3]؛ أي: الذي أثقل ظهرك، والمعنى: خففنا عنك ما أثقل ظهرك. قوله تعالى: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 4] بالنبوة والرسالة، وذلك بقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وكذلك في التشهد في الصلوات، وفي الأذان والإقامة. وعن مجاهد: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 4] قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، وعن مجاهد أيضًا: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 4]؛ يعني: بالتأذين. وما أحسن قول حسان: أغرُّ عليه للنبوة خاتم ![]() من الله مشهود يلوح ويشهدُ ![]() وضم الإله اسمَ النبي مع اسمه ![]() إذا قال في الخمس المؤذنُ: أشهدُ ![]() وشق له من اسمه ليُجله ![]() فذو العرش محمود وهذا محمدُ ![]() قوله تعالى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5]، والعسر الشدة والضيق والكرب، واليُسر الفَرَجُ والسَّعَةُ والرخاء، والمعنى أن العسر يتبعه يسرٌ؛ رحمةً من الله. قوله تعالى: ﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 6]، ورد العسر مرة أخرى معرفًا، وإذا أُعيد المعرف يكون الثاني عين الأول، وعليه فاليُسر يسران والعسر واحد، قال أهل العلم في ذلك: لا يغلِب عسرٌ يُسرين. وفي الآيات دليل على قواعد رفع الحرج؛ قال تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]. قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ﴾ [الشرح: 7]؛ أي: فاتعب، والنصب: التعب، وقال ابن مسعود: "إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل"، وعن مجاهد: "إذا فرغت من أمر الدنيا فانصب في عبادة ربك وصلِّ"، وقيل: فانصب لجهاد الكفار. قوله تعالى: ﴿ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 8]: فيه الحث على الدعاء وسؤال الله وحده؛ أي: فارغب إليه في جميع أحوالك؛ قال الزجاج: "أي: اجعل رغبتك إلى الله وحده". وعن مجاهد، قال: "يقول: إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة، فاجعل رغبتك ونيتك إلى الله عز وجل". وقيل: أي: رغِّب الناس إلى الله، وشوِّقهم إلى ما عنده من الخير. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه انتهى تفسير سورة الشرح.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |