إمامة الطفل بالكبار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 221 - عددالزوار : 21867 )           »          الفرق بين الفقه وأصول الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          هل يقتضي النهي فساد المنهي عنه (الاتجاهات، المآخذ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 25 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 53 - عددالزوار : 40989 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 109 - عددالزوار : 69012 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 34446 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14646 - عددالزوار : 868495 )           »          شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 617 - عددالزوار : 199908 )           »          كبر الهمَّة في العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          علماء الحديث مهرة متقنون/ الإمام البخاري وشيخه أبو نعيم نموذجا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-06-2025, 11:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,489
الدولة : Egypt
افتراضي إمامة الطفل بالكبار

إمامة الطفل بالكبار

د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه محمد بن عبدالله، وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقبل أيام صلى صبيٌّ بصبيٍّ مثله في جماعة ثانية بمسجدنا، فأتى رجال كثر واقتدوا بالصبي وصار الصفُّ طويلًا، وارتبك الصبي، فسارَّني رجل باكستاني قائلًا: كيف لهذا الصغير أن يصلي أمامًا؟ كيف يعرف الطهارة وسجود السهو؟ فبحثت مسألة إمامة الصبي للكبار، وكتبت خلاصتها، ومن الله أستمدُّ العون.

المبحث الأول: تشديد الإمام أحمد في منع إمامة الصغير للكبار:
نقل أبو طالب عن الإمام أحمد في إمامة الغلام: لا يصلي بهم حتى يحتلم؛ لا في المكتوبة ولا في التطوع. قيل له: فحديث عمرو بن سلمة أليس أَمَّ بهم وهو غلام؟ فقال: لعله لم يكن يحسن يقرأ غيره؛ "فتح الباري" لابن رجب، 6/ 174.

وقال أبو عبداللَّه النجاد: ذكر له حديث عمرو بن سلمة، فقال: "دعه ليس بشيء"، فضعفه.

ونقل عنه جعفر بن محمد النسائي: هذا كان في أول الإسلام من ضرورة؛ "الانتصار" 2/ 459.

وقال عبداللَّه: قلت لأبي: إذا صلَّى الغلام الذي لم يدرك؟ قال: يعجبني أن يكون قد بلغ.

قلت: في رمضان؟ قال: لا يعجبني إلا من بلغ، والفريضة أشد؛ "مسائل عبداللَّه" (407).

وقال عبداللَّه: سألت أبي عن غلام أمَّ قومًا قبل أن يحتلم؟ قال: لا يعجبني أن يؤم، إلا أن يحتلم؛ "مسائل عبداللَّه" (394).

وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا يؤم الغلام حتى يحتلم. فقيل لأحمد: حديث عمرو بن سلمة؟ قال: لا أدري أي شيء هذا.

وسمعته مرة أخرى وذكر هذا الحديث، فقال: لعله كان في بدء الإسلام؛ "مسائل أبي داود" (294).

وقال إسحاق بن منصور: قُلْتُ: يؤمُّ القومَ مَنْ لمْ يحتلمْ؟ فسكتَ. قُلْتُ: حديث أيوب عن عمرو بن سلمة؟ قال: دعه ليس هو شيء بَيِّن. جَبُنَ أن يقولَ فيه شيئًا؛ "مسائل الكوسج" (247).

المبحث الثاني: بيان قول الجمهور في إمامة الصغير للكبار:
‎في "الموسوعة الفقهية" (6/203-204): "جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ (الْحَنَفِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ) عَلَى أَنَّهُ يُشْتَرَطُ لِصِحَّةِ الإْمَامَةِ فِي صَلاةِ الْفَرْضِ أَنْ يَكُونَ الإِمَامُ بَالِغًا، فَلا تَصِحُّ إِمَامَةُ مُمَيِّزٍ لِبَالِغٍ فِي فَرْضٍ عِنْدَهُمْ؛ لأِنَّها حَال كَمَالٍ وَالصَّبِيُّ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا، وَلأِنَّ الإِمَامَ ضَامِنٌ وَلَيْسَ هُوَ مِنْ أَهْل الضَّمَانِ، وَلأنَّهُ لا يُؤْمَنُ مَعَهُ الإخْلال بِالْقِرَاءَةِ حَال السِّرِّ.

والشافعية الذين انفردوا بإجازة إمامة الصغير بالكبار قالوا: الْبَالِغُ أَوْلَى مِنَ الصَّبِيِّ، وَإِنْ كَانَ الصَّبِيُّ أَقْرَأَ أَوْ أَفْقَهَ، لِصِحَّةِ الاِقْتِدَاءِ بِالْبَالِغِ بِالإجْمَاعِ؛ وَلِهَذَا نَصَّ فِي الْبُوَيْطِيِّ عَلَى كَرَاهَةِ الاِقْتِدَاءِ بِالصَّبِيِّ.

المبحث الثالث: أدلة قول الجمهور في منع إمامة الصغير للكبار:
واستدلَّ الجمهور من الحنفية والمالكية والحنابلة بما يأتي:
الدليل الأول: ما رواه البخاري ومسلم، قال صلى الله عليه وسلم: «إنما جُعِلَ الإمامُ ليُؤتمَّ به؛ فلا تختلفوا عليه، فإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد..»؛ الحديث. البخاري برقم (378) و (688) و (689) و (722) و (732) و (733) و (734). ومسلم برقم (414).

ووجه الدلالة أن النَّبيَّ- صلى الله عليه وسلم- نهى عن الاختلاف على الإمام، وصلاةُ الرجالِ فرضٌ، بينما هي في حقِّ الصَّبيِّ نفلٌ؛ لأنه غيرُ مُكلَّفٍ، فحصلَ الاختلافُ بينَ الإمامِ والمأمومِ، وهُو منهيٌّ عنْهُ، فدلَّ عَلَى عَدَمِ صِحَّةِ إمامةِ الصَّبيِّ.

الدليل الثاني: حديث ‎علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رُفِع القلم عن ثلاثة: عن الصبي حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق»؛ رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح. وروياه أيضًا من رواية عائشة رضي الله عنها.

الدليل الثالث: ما ورد عن ابن عباس من قوله: «لا يؤمّ غلام حتى يحتلم».

الدليل الرابع: من النظر: أنه غير مكلف فأشبه المجنون.

المبحث الرابع: جواب الجمهور عن استدلال الشافعي بحديث عمرو بن سلمة رضي الله عنه:
استدل الشافعي بما في صحيح البخاري (4302) وأبي داود (585) والنسائي (767) عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلمَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا رَجَعَ قَوْمِي مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا إِنَّهُ قَالَ: ليَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قِرَاءَةً لِلْقُرْآنِ. قَالَ: فَدَعَوْنِي فَعَلَّمُونِي الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَكُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ.

وأجاب عنه الجمهور بما يأتي:
1- أنه واقعة عين ولم تتكرر، فلا تكون أصلًا.

2- أنها في بداية الإسلام.

3- أنهم لا يحسنون الفاتحة ولا شيئًا من القرآن. بدليل ما في البخاري عن عمرو بن سلمة الجرمي قال: قدم أبي من عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا حضرت الصلاة فليؤمكم أكثركم قرآنًا»، قال: فنظروا فلم يجدوا أحدًا أكثر مني قرآنًا، فقدموني وأنا ابن ست أو سبع سنين؛ (المغازي/ 3963).

4- وأجاب ابن حزم في المحلى على استدلال الشافعية بحديث: «يؤم القوم أقرؤهم…» بأن الخطاب للكبار، والصغير غير مكلف؛ المحلى، جزء 3، صفحة 134- 135.

والحمد لله أولًا وآخرًا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.78 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.71%)]