|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أثر الدعاء في الأبناء الشيخ سليمان السلامة الحمد لله الكريم الوهاب، أحمد وربي وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى الآل والأصحاب، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم المآب؛ أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، واشكروه على نعمةِ الذرية من بنين ونبات. يا كرام: أمنية كل أب وأم أن يكون أولادهم قرة عين لهم في صلاحهم وحسن أخلاقهم وبرهم وصلاح أمور دنياهم، وقد يشعر الأبوان بقلق تجاه أولادهم، خوفًا عليهم من الصوارف وخشية عليهم من مضلات الفتن، ألا وإن من أعظم وأقوى أسباب صلاح الذرية هو الدعاء، نعم دعاء الله لهم بالصلاح والفلاح، والعصمة من مضلات الفتن. حري بكل أب وأم أن يتضرع إلى الله، ويكثر ثم يكثر ثم يكثر من الدعاء لذريته. عباد الله: الدعاء للأبناء سنة نبوية، فهذا أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام يدعو بقوله: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 100]، وقوله: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾ [إبراهيم: 40]، ونبي الله زكريا عليه السلام يدعو قائلا: ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 5، 6]. ﴿ رَضِيًّا ﴾؛ أي: مرضيًا عندك وعند خلقك تحبه، وتحببه إلى خلقك في دينه وخلقه. أما بنبينا وسيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فله مع الدعاء للأبناء شأن كبير، فسيرته العطرة تزخر بدعوات طيبات لأبنائه وأبناء أصحابه، فمن ذلك أنه كان يحمل الحسن أو الحسين على عاتقه ويقول: « اللهم إني أحبه فأحبه ». وكان يأخذ أسامة بن زيد فيقعده على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الآخر ثم يضمهما ثم يقول: « اللهم ارحمها فإني أرحمها ». وكان عليه الصلاة والسلام يؤتى بالصبيان حديثي الولادة ويدعو لهم، جاء في "الصحيحين" أن أسماء رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بمولود لها، تقول: ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له وبرك عليه. ودعا صلى الله عليه وسلم لأنس رضي الله عنه وهو صغير: « اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته »، ودعا لابن عباس رضي الله عنه وهو صغير: « اللهم فقهه في الدين ». أيها الناس: دعاء الوالدين لأولادهم له منزلة ومزية، إذ هو دعاء مستجاب، جاء في "مسند الإمام أحمد" قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهنَّ، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده ». ومن أوصاف عباد الرحمن التي أثنى الله عليهم بها أنهم يدعون الله بصلاح ذرياتهم: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ﴾ [الفرقان: 74]. ومن الأدعية القرآنية التي أوصى بها السلف ما ذُكر عن أبي معشر رحمه الله أنه اشتكى ابنه إلى طلحة بن مصرف رحمه الله فقال: استعن عليه بهذه الآية وتلا: ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15]. فلتكن هذه الآية من ضمن دعواتك أيها الأب. أيها المسلمون: ومن أخطر الأمور أن ينطق لسان الأب والأم بالدعاء على أولادهم بدل الدعاء لهم، الدعاء على الأولاد يخشى أن يوافق ساعة استجابة، فيندم الأبوان ولات ساعة مندم، وقد يتبلى الابن بالعقوق والوقوع فيما حرم الله، بسبب دعاء والديه عليه، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: « لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم »؛ رواه مسلم. إياك ثم إياك أن تدعو على أبنائك مهما أساؤا أو أخطأوا أو أزعجوا. إخوة الإيمان رعاكم الرحمن: من جميل الصفات، أن يُستعمل مع الأولاد الدعاء لهم أثناء الكلام اليومي العادي، فمثلا: إذا أحسن الابن يقال له بارك الله فيك، أو جزاك الله خيرا، أو رعاك الله وحفظك الله، وإذا أخطأ يقال له: أصلحك الله أو هداك الله، وليعلم الأب أنه إذا صنع هذا أنه يربي ولده على حسن الكلام، لأن الولد يقتدي به في ذلك، بخلاف مالو سبه وشتمه ودعا عليه فإن ابنه سيقلده في دعواته. أيها الكرام: من الآباء من يدعو لأبنائه ولكن لا يُسْمع أبناءَه شيئًا من هذه الدعوات، جميل أن تشنف آذان ذريتك ويسمعوا بعض دعواتك لهم، فبذلك يزداد حبهم لوالديهم، وتتعود آذانهم على سماع الكلام الطيب، ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]. عباد الله: قلت ما سمعتموه وأستغفر الله فاستغفروه. الخطبة الثانية الحمد لله حق حمده؛ أما بعد: فيأ أيها الأبناء: اعلموا رحمني الله وإياكم أن من السنة أن تطلبوا من والديكم الدعاء لكم، لما جاء في القران الكريم في قصة نبي الله يوسف عليه السلام مع إخوته أنهم قالوا لأبيهم: ﴿ يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ﴾ [يوسف: 97]. أيها الأب: دعاؤك لأبناك لا ينفعهم فقط، بل إذا بارك الله دعواتك، فهي تمتد إلى أولادك وأحفادك، وأجيالهم المتعاقبة. أيها الأب: تحب أولادك ادع الله لهم.. تخاف على أولادك، ادع الله لهم.. تريد صلاح أولادك، ادع الله لهم.. تتألم من تقصير أولادك، ادع الله لهم.. يهمك صلاح أمور دنيا أولادك، ادع الله لهم.. تخشى على أولادك من الفتن، ادع الله لهم.. يهمك مستقبل أولادك، ادع الله لهم.. ترغب أن يبرك أولادك حيًا وميتا، ادع الله لهم.. اللهم يا حي يا قيوم لك الحمد على نعمة الذرية، اللهم كما أ نعمت بها فأتم النعمة بصلاحهم واستقامتهم على ما يرضيك. اللهم املأ قلوب ذرياتنا حبًّا لك وتوكلًا عليك وإنابة إليك ورجاء لك وخوفًا منك، اللهم حبب إلى ذريتنا الإيمان..... اللهم أعذ ذرياتنا من مضلات الفتن... اللهم أعذ ذرياتنا من الشيطان ونزغاته.. اللهم احفظ ذرياتنا بحفظك واكلأهم برعايتك يا خير الحافظين اللهم وسع في أرزاق ذرياتنا وأصلح لهم أمور دينهم ودنياهم. ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين...
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |