{ فأما اليتيم فلا تقهر } - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 221 - عددالزوار : 21926 )           »          الفرق بين الفقه وأصول الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          هل يقتضي النهي فساد المنهي عنه (الاتجاهات، المآخذ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 35 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 53 - عددالزوار : 41040 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 109 - عددالزوار : 69046 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 34496 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14646 - عددالزوار : 869611 )           »          شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 617 - عددالزوار : 200012 )           »          كبر الهمَّة في العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          علماء الحديث مهرة متقنون/ الإمام البخاري وشيخه أبو نعيم نموذجا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-05-2025, 12:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,489
الدولة : Egypt
افتراضي { فأما اليتيم فلا تقهر }

﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾

د. حسام العيسوي سنيد
المقدمة:
أوصى الإسلام بالاهتمام بالضعفاء، وأمرنا بالاعتناء بهم، والرحمة والعطف عليهم؛ فمن لا يَرْحَم لا يُرْحَم، وهذه سمة من سمات ديننا الحنيف، وخصيصة من خصائصه الكثيرة، ومن هؤلاء الضعفاء- الذين أوصى الله بهم- اليتامى: ممن فقدوا عطف آبائهم وأمهاتهم، وحرموا الرعاية والتوجيه والاهتمام، أوصى الإسلام أن يوفر المجتمع بديلًا لهذه الرعاية، ومزيدًا من الحب والعطف والاهتمام بهم، وهذا ما يظهر في العناصر الآتية:
1- القرآن يوصي باليتامى:
في أكثر من موضع من مواضع القرآن الكريم، يوصي باليتامى، ويوجه العناية إلى الاهتمام بهم، وهذه بعض المواضع:
في سورة البقرة: يقول المولى تبارك وتعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 220].

فقد سئل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بعد نزول قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [الإسراء: 34]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10][1]- عن مخالطة اليتامى في أموالهم: أيخالطوهم أم يعتزلوهم؟ فأجيب: إن مخالطتهم على وجه الإصلاح خير من اعتزالهم؛ فهذا من متطلبات الأخوة في الدين: ﴿ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ﴾ [الأحزاب: 5]، ثم ينبههم بأنه: ﴿ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ﴾ [البقرة: 220]، وهذا من يسر الله، ودفعًا للمشقة والعنت عن عباده: ﴿ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 220][2].


وقد نَكَّر الله تبارك وتعالى الإصلاح: ﴿ قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 220]؛ لأن "المطلوب هو الإصلاح بكل وسائله، وهو الغاية المطلوبة، فإن كان الإصلاح بمخالطتهم وضمهم إليهم، من غير أن تؤكل أموالهم، فالمخالطة سائغة جائزة؛ ولذا قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ﴾ [البقرة: 220]"[3].

في سورة النساء: يقول تعالى: ﴿ وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾ [النساء: 6][4].

فهذا توجيه آخر للحفاظ على أموال اليتامى، وأداء الأمانة في أموالهم، والنهي عن الأكل منها إلا بالمعروف بين الناس، وختام للآية بنفس التنبيه للآية السابقة؛ فالله رقيب وشاهد ومحاسب للأولياء ﴿ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾[5].

وفي سورة الضحى: يقول الله عزَّ وجلَّ مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾ [الضحى: 9]، قال مجاهد: "أي: لا تحتقره"[6]، وقال سفيان: "لا تظلمه بتضييع ماله"[7]؛ والمراد: "كن لليتيم كالأب الرحيم؛ فقد كنت يتيمًا فآواك الله"[8].

2- وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالأيتام:
أوصى رسولنا الكريم بالأيتام في أكثر من حديث، ومنها:
في الحديث الذي رواه البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم هكذا»، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرَّج بينهما.

وروى مسلم عن أنس رضي لله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من عال جاريتين[9] حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين» وضمَّ أصابعه.

وقد يسأل سائل: لمَ فرَّج في الأول بين أصابعه، وضم في الثاني؟ لأن الضعف حين يكون أقوى- في البنات- فالقرب يكون أكثر، مع تحقق القرب فيهما.

وروى النَّسائي بإسناد جيد عن أبي شُرَيْح: خُوَيْلد بن عمرو الخزاعي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أُحَرِّجُ حق الضعيفين: اليتيم والمرأة». ومعنى أحرج: "ألحق الحرج- وهو الإثم- لمن ضيع حقهما، وأحذر من ذلك تحذيرًا بليغًا، وأَزجر عنه زجرًا أكيدًا"[10].

3- أنت تستطيع: من أهم الاستفادات من رمضان:
الاستفادات من رمضان كثيرة، ينبغي أن نقف عندها؛ ومن هذه الاستفادات: بيان قوة نفوسنا، وظهور قوانا الحقيقية، وبيان أن المسلم مستطيع، لا ضعيف عاجز.

فالمسلم في رمضان جمع أعمالًا كثيرة في الجانب الإيماني: يصوم ويصلي ويقرأ القرآن، وفي الجانب السلوكي: يضبط نفسه، ويهذب خلقه، وفي الجانب العملي: يمارس عمله ويتقنه، ويساير وظيفته بجد واجتهاد.

هذا يدل على قوة المسلم وقدرته على إنجاز الأعمال الكبيرة، يستطيع أن يتغلب على الهزيمة النفسية وضعفه الموهوم.

هذه من أكبر الاستفادات من رمضان، ما عليك إلا أن تستكمل المسير، وتحدد أهدافك، وتضع خطتك، فتوفيق الله حليفك، وإعانته حتمًا محققة.

[1] انظر: الصابوني، مختصر تفسير ابن كثير، (1/ 193، 194).

[2] انظر: الصابوني، صفوة التفاسير، (1/ 141).

[3] محمد أبو زهرة: زهرة التفاسير، دار الفكر العربي، (2 / 711).

[4] معنى بدارًا: مبادرة قبل بلوغهم.

[5] انظر: الصابوني، صفوة التفاسير، (1/ 358، 359).

[6] المرجع السابق، (3/ 573).

[7] المرجع السابق، (3/ 573).

[8] المرجع السابق، (3/ 573).

[9] الجاريتان: البنتان.

[10] أبو زكريا النووي، رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، دار إحياء الكتب العربية (فيصل عيسى البابي الحلبي)، ص77.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.94 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]