الذنوب قنطرة البلايا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الملل الزوجي.. الخراب الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 4725 )           »          صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 8538 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 7940 )           »          الجمل الندية من ألقاب المسائل الفقهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 10 )           »          الحافزية في المؤسسة الوقفية وتحسين الأداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الغفور الرحيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 132 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 41 - عددالزوار : 14209 )           »          الغايــة مـن الجهــاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 20556 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-08-2025, 01:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,725
الدولة : Egypt
افتراضي الذنوب قنطرة البلايا

الذنوب قنطرة البلايا


كم من كلمة جرت على لسان عارف بالله، فكانت للقلوب غذاء، وللأرواح دواء، وللسائرين إلى ربهم مصباحًا يهتدون به في ظلمات الطريق، وصبغةً من نورٍ وهداية.
ومن تلك الكلمات الخالدة؛ قول الفضيل بن عياض رحمه الله: «إني لأعصي الله، فأجد ذلك في خُلُق زوجتي ودابتي».
وهي كلمة لو استقرت في وجدان المسلم؛ لكانت له مِرقاةً إلى التوبة، وزاجرًا عن الغفلة، ومفتاحًا لصلاح الحال وسعادة المآل.
لأنها كلمة تهزّ النفس من أعماقها، وتفتح عليها بابًا من أبواب الحقائق الكبرى: أن كل ما يُصيب المرء من تبدّل في حالٍ، أو ضيق في أمر، أو جفاءٍ في قلب، أو تغيّرٍ في أهل، إنما مردّه إلى ذنبٍ أذنب، وجريرةٍ بينه وبين ربّه لم يُمحَ أثرها بعد.
وياله من معنى عظيم: أن يرجع المرء باللائمة على نفسه عند كل بلاءٍ يطرق بابه، أو ضيقٍ يلمّ به، أو قلبٍ يتنكّر له، أو طاعةٍ تفوته، أو أهلٍ يتغيّرون عليه.
هنالك لا يلتمس الأعذار في الناس، ولا يلقي بالتبعة على الظروف، بل يفتش في خبايا قلبه عن ذنبٍ خفيٍّ أحدث عليه ما يكره. وهل في كتاب الله شاهد أصدق من قوله تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} ، وقوله: {من يعمل سوءًا يُجز به} ؟
وهذا هو السرّ الذي فهمه السلف؛ فما رأوا حادثًا يطرأ عليهم؛ إلا ردّوه إلى نفوسهم، وما نزلت بهم بليّة إلا قالوا: هذا بما كسبت أيدينا.
فهكذا كان دأب السلف؛ قلوب يقِظة، وضمائر حيّة، لا تترك حادثًا عارضًا دون أن تردّه إلى الذنب.

و لقد رُوي أن أحدهم نبح عليه كلب على غير عادته، فقال: (ما نبح عليّ هذا الكلب إلا بذنب أحدثتُه). ثم استغفر واسترجع، فما لبث أن سكن الكلب. أيّ قلب هذا الذي يقرأ في نباح الحيوان صحيفةَ ذنوبه؟!
ومن هنا تتجلّى عظمة الاستغفار، فهو التِّرسُ ضد المصائب، والملجأ من البلايا، والدَواء لكل علةٍ تنشأ من الذنوب.
فالذنوب أصل الشرور، ومصدر البلايا، وما على وجه الأرض كربٌ ولا همّ إلا وهو من جرّائها.
و العبد إذا أكثر من الاستغفار، ولاذ بربه؛ وجد الله غفورًا رحيمًا، يرفع عنه أثقال الذنوب، ويقيه شرورها وعواقبها.

فليكن لك – أيها السائر – في هذا المعنى زادٌ لا ينفد، فإذا وجدت قلبك يتنكّر، أو دنياك تتعسّر، أو أهلك يتغيّرون، فلا تفتّش عن علل الناس، بل فتّش عن ذنبك أنت؛ فإذا وقفت عليه سارعت إلى الاستغفار والتوبة، تطرق بهما أبواب السماء، حتى تُفتَح لك، وتجد ربك كما أخبر: «غفورًا رحيمًا».

فإن الطريق إلى الراحة أن تضع إصبعك على جرحك، لا على جراح الآخرين، ثم تبكي على خطيئتك بين يدي ربك، وتقول: (ربّ اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم).
فإن فعلت ذلك؛ وجدت السكينة تهبط عليك كما تهبط الرحمة على قلوب المخبتين.

منقول








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.85 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]