|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وماذا بعد الحج؟ عادل عبدالله هندي الحمد لله والصلاة والسلام على سَيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،..... صلَّى عليك الله ما قرأَ الورَى آيَ الكتابِ وسُورةَ الفُرقانِ مِنَّا السلامُ عليك ما هبَّ الصَّبَا فوقَ الرُّبَى وشقائقِ النُّعمانِ أما بعد: فحيّاكم الله تعالى أيها الأخوة المسلمون الأحباب، طبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنّة منزلًا ومقعدًا. ها نحن أيها الأحبة الأكارم، نودّع أيّام موسم العشر الأول من ذي الحجّة وأيام الحج الأكبر. لكن لم تنته أيام الخير ومناسبات الطاعات؛ فسيظل المؤمن عابدًا لربه مهما اختلفت المناسبات، استقبلناها أم ودّعناها.. وما أسرع الأيّام، فمنذ أيام كنا نستقبل -نحن وجميع المسلمين على مستوى الأرض- أفضل أيام الله على الإطلاق، وتاقت النفوس المؤمنة -ولا زالت- لبيت الله الحرام.. ولقد منَّ الله تعالى على بعض عباده بزيارة بيته الحرام في هذا العام، وأداء فريضة الحجّ المباركة، فتشرّبت قلوبهم محبّة الله ولذّة القرب منه سبحانه، وتاقت أفئدتهم لمغفرة الذنوب وستر العيوب، فيا بشراهم بقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ». ويا سعدَهم ويا حظَّهم بقوله عليه الصلاة والسّلام: «مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». فلله الحمد والمِنّة إذ وقف الحجيج أمامَهُ، مستغفرون، تائبون، عائدون إلى رحابه، وصدق القائل حين قال: عيونٌ إلى الرحمنِ ترنُو ضراعةً فينهَلُّ فيضٌ من مدامِعِها سكبا حجيجٌ كموجِ البحر في زحمةِ التُّقَى يُلبِّيه ربُّ العالمين إذا لبَّى عاد الحجَّاج بعد أداء مناسكهم، عادوا من ذلك فرحين بما آتاهم الله من فضله، ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ خيرٌ من الدنيا وأعراضها وأغراضها التي ما هي إلا طيف خيال، مصيره الزوال والارتحال، فهنيئًا للحجاج حجُهم، وللعُبَّاد عبادتهم واجتهادهم. وعناصر اللقاء على النحو التالي: أولا: منافع الحج... هكذا تعلّمنا من الحجّ: وتعد مناسبة الحج المبارك من أهم وأعظم مناسبات الإسلام، وله من المنافع الكثير والكثير، ولعلّ من أهم وأجلّ منافع الحج ومقاصده ومعانيه التي نتعلمها، ما يأتي: 1- التربية على وحدة الأمة؛ فهي أمّة واحدة، وهكذا أرادها الله تعالى. 2- تربية الأمّة على الإتباع المجرّد من الهوى والعصبية. 3- المسلم بعد الحج يفتح صفحة جديدة تماماً مع الله عز وجل. 4- التذكرة بأحوال الدار الآخرة. 5- إعلان مبدأ المساواة بين جميع أبناء الأمّة. 6- تذكير المسلمين بالحرب الشرسة مع الشيطان. 7- التربية العملية على لين الجانب وحفظ اللسان عن الخبيث من القول. 8- ترسيخ معاني التضحية والبذل لله ولدينه العظيم. ثانيًا: علامات قبول الحج: أولا: المُداومَةَ على الأعمال الصالحة والثبات، والاستقامةَ عليها حتى الممات، قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99] فإنّ من علامة قبول العمل عند الله، أن يوفق العبد لعمل خيرٍ آخر، فالحسنة تجر الحسنة والسيئة تجر السيئة، إلا فمن أراد أن يعرف هل قبل الله منه أولاً فليرَ نفسه كيف هو بعد الحج؟ هل زاد إيمانه ويقينه؟ هل زادت صلته بالله؟ هل رقّ قلبه وخشع لذكر الله، هل ذرفت عيونه بكاء من خشية الله؟ هل ازداد محافظة على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة؟ هل ازداد تعلقه بالقرآن وبذكر الله؟ هل زادت همته في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ هل ابتعد من الحرام، هل ترك الربا والزنا والمحرمات.... هل وهل...؟!!! ثانيًا: من علامات قبول الحج: الزُّهد في الدنيا والرغبة في الآخرة: قيل للحسن البصري -رحمه الله-: ما الحجُّ المبرور؟ قال: "أن تعودَ زاهدًا في الدنيا راغبًا في الآخرة". ثالثًا: العوْدَة أكثر اتباعًا للمنْهج الإلهي والنبوي، لا سيما وقد كانوا في المناسك يقتفون أثر النبي الحبيب مصداقا لتوجيهه: «خذوا عني مناسككم». وصدق القائل ينادي على أهل الحج: فيا حُجَّاج بيت الله كونوا على المنهاجِ روَّادًا عِظامًا وتلك العُروةُ الوُثقى شِعارٌ فلا ترضَوا لعُروتها انفِصامًا رابعًا: أن يكون للحج أثره على أقواله وأفعاله: فأين أثر الحج على من عاد وما زال: يظلم ويسفك الدماء ويساند الظالمين؟ وأين أثر الحج على من عاد وما زال: ينهب أموال الناس ويأكلها بالباطل؟ وأين أثر الحج على من عاد وما زال: يأكل الرِّبا ويقبل الرشوة ويتعامل بالمحسوبية؟ وأين أثر الحج على من عاد وما زال: يقطع الرّحِم، ويشيع الخصومات والتنازع في المجتمع؟ وأين أثر الحج على من عاد وما زال: يناهِض دين الله ومنهجه، ولا يقبل به حاكمًا ولا حكمًا؟!! وأين أثر الحجّ على من عاد وما زال: يأكل حقّ أخته في الميراث، ويظلم البنات ولا يعدل بين الأبناء؟ وأين أثر الحج على من عاد وما زال: يفرِّق بين المتحابين، ويزيد الشحناء والبغضاء بين الناس؟!!! ثالثًا: وماذا بعد الحجّ: أولا: إدامة الذكر والعبادة لله تعالى مع استمرارها إلى آخر لحظة في الحياة: يقول الله تعالى عن موسم الحج وما يجب أن يتبعه من عملٍ: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [البقرة: 200 - 202]. فالعبادة ليس لها وقت محدد ولا مكان محدد، لكن المسلم يتعبّد الله في كل وقت ومكان وحال.. ولذا يقول الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]، ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلّم: «إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا» فالعمل والعبادة مطلوبان إلى آخر لحظة في الحياة.. ولا يتوقف عمل العبد وعبادته لربه على مكان أو مناسبة زمانية مّا... وليتذكّر كل مسلم ومسلمة أطاع الله في يوم من الأيام قول الله تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92]... ثانيًا: شكر النعمة لصاحب النعمة: ففضل الله على من حجّ هذا العام عظيم، ونعمته بالغة، تستوجب الشكر والامتنان لصاحب العطاء والكرم سبحانه، ومن لم يشكر نعمة الله قد تكون عقوبته ذهاب النعمة، كالصحة والولد والمال والحب في الله وقبول الناس له وصلاح الحال.... الخ، يقول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، ويقول سبحانه ضاربًا المثل بقرية كانت آمنة مطمئنة لكنها ما شكرت نعمة الله عليها، فكانت عقوبتها سلب النعم منها، فيقص علينا سبحانه في كتابه المجيد: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112]. ولقد كان نبينا الحبيب يوصي أصحابه بكثرة شكر النعمة، وسؤال الله الإعانة على ذلك: ففي الحديث عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: «يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ»، فَقَالَ: "أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ". ويكون شكر النعمة بالآتي: ♦ الإقرار باللسان لصاحب النعمة بأنه المعطي والوهّاب. ♦ اليقين القلبي بأنّ الذي يعطي ويمنح هو الله وليس غيره. ♦ استخدام كل جارحة ونعمة في طاعة المعطي جلّ في عُلاه.. وهذه هي الترجمة الحقيقية للشكر... ثالثًا: المبادرة الدائمة إلى التوبة النصوح: إنّ العبد الذي رأى مهبط الوحي، والبلد الأمين، وطاف بالكعبة، بل إن المسلمين في بقاع الأرض كلها لمّا رأوْا آيات الله الفيّاضة على عباده في يوم عرفة -يوم الحجّ الأكبر- ورأوْا المشاعر والشعائر، لحريّ بهم أن يبادروا بالتوبة إلى ربهم العلي الكريم؛ لا يعجزه شيء، وليس عليه بعزيز أن يتوب على عباده، والأحرى بكل مسلم في زمن تتقلب فيه القلوب والأفئدة بين الحق والباطل، بين الخير والشر، في زمن كثر فيه موت الفجأة، ويموت الشباب والبنات... لا عذر لأحد في عدم التوبة والأوبة السريعة إلى الله، يقول الله تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31] ويقول عزّ وجلّ مقسِّمًا الناس إلى صنفين: إما تائب وإما ظالم، فيقول عزّ مِن قائِل: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11]، وفي الحديث مما يرغّب في التوبة السريعة إلى الله: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا» وفي الحديث أيضًا: «إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ، أَوْ ثُلُثَاهُ، يَنْزِلُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ». فهنئيًا لمن أعلنها توبة نهائية بعدم العودة إلى ذنب اعتاده، أو تقصير جُبِل أو تعوّد عليه في طاعة، هيا فلننهض جميعًا؛ نحافظ على الصوات والطاعات، نستغفر الله في السر والعلن، نلجأ إليه في كل حين، نتوب إليه من كل ذنب، نبكي بين يديه أو نتباكى بين يديه سبحانه. والمؤمن يسير إلى الله بجناحي الخوف والرجاء معًا، فلا هو يظل خائفًا من عقوبة خالقه بلا رجاء في رحمته، ولا هو دائم الرجاء من الله العفُوّ بلا خوف من عقوبته وسخطه.. رابعًا: الأثر السّلوكي للعبادة: إنّ المعلوم لدى عقلاء الأمّة أن كل عبادات الإسلام تربي الفرد والمجتمع على حسن السمت والسلوك، وما كان ولن يكون الإسلام عبارة عن عبادات ظاهرية أو أقوال تتردد على الألْسُن؛ بل هو عقيدة وشريعة وأخلاق عمليّة. إننا بحاجة إلى نري الدنيا كلها أثر العبادات على المسلمين، وذلك من خلال الحياة والعيش بأخلاق العبادات، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصيام يربي على المراقبة والتقوى، والزكاة تطهر النفس البشرية من الغل والحقد والكراهية والبخل والطمع، والحج -عبادة الإسلام الكبرى، والفريضة العظمى- تربي على السمت الحسن، والقول النقي، واللفظ الجميل، يقول الله تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197]. فالأصل في حياتنا أن نحفظ سلوكنا عن الخطأ، ومن بين صور الترجمة السلوكية للحجاج وغيرهم الآتي: 1- حفظ الألسن عن قول السوء، يقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ». 2- ينبغي أن تتحوّل عقيدة المسلم وعبادته إلى ترجمة سلوكية وعملية، وصدق النبي الحبيب حين علمنا قائلاً: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ». 3- المحافظة على حقوق الجيران والأصحاب: «خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ». 4- صناعة المعروف وبذل الخير إلى الغير: «أَحَبُّ النَّاسِ إلى اللهِ، أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، يَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ يَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ يَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا». 5- أن يكون المسلم مفتاحًا للخير مغلاقًا للشرّ: يقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ، مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ». خامسًا: أن نفهم الإسلام فهمًا صحيحًا: فيكون دينًا يدخل في حياتنا كلها، حياتا وموتًا، يقظة ومنامًا، صلاةً وسلوكًا، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾... فهيّا لنحيا بالإسلام قولا وعملاً، خُلُقًا وسُلوكًا، فهمًا وتطبيقًا، روحًا ومعنىً... أن نعي أنّ الإسلام الصحيح هو ذلكم الدين الذي يدخل في كل ناحية من نواحي الحياة!! فهو دين ودولة، دنيا وآخرة، حق وقوة، سياسة واقتصاد. ♦♦♦♦ الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلامًا على سيد الأنبياء والمرسلين، وبعد: فلقد كرّم الله العلم والعلماء، وعظّم من شأن تلقي العلم وطلبه، فقال تعالى: ﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]، وأمر الله نبيه بطلب الاستزادة من العلم، فقال له: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]. ويقول النبي: «وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ بِهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ». وها نحن نلتقي مع بدايات عام دراسي جديد، حريٌّ بطلبة العلم إحسان طلب العلم، والسعي في طلبه من مظانه الصحيحة، والعمل على نشره نشرًا يرضي الله والرسول، ومهمّة طالب العلم أن يكون مخلصًا في طلبه، متواضعًا في تلقيه، آمرًا بمعروف بالمعروف، وناهيا عن منكر بلا منكر، وساعيًا في بذل العلم للناس.. نسأل الله تعالى أن يوفقهم في طلب العلم، ويجنبهم الفتن، ويحفظ دماءهم من الإراقة الحرام، وأن يحفظ عقولهم من الشبهات، وأعينهم من الشهوات، وأن يحفظ قلوبهم من الفتن والملذات... نسألُ الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه... اللهمّ أصلِح ذوات بيننا. اللهمّ احفظ مصرنا من كل سوء وبلاء، واصرف عنها سوء المعيشة وشرّ الغلاء... اللهمّ أعِد إلينا كرامتنا، ويسّر أمورنا، واحفظ أعراضنا، وحقِّق أمانينا، وثبِّت إيماننا.... اللهمّ أذِقْنا حلاوة الإيمان بك والقرب منك... اللهمّ انصر المسلمين المستضعفين في كل مكان. اللهمّ عليك باليهود الغاصبين المتجبرين، اقذف الرعب في قلوبهم وقلوب من والاهم وأيّدهم وعاونهم. اللهم تقبّل من حجّاج بيتك الحرام.. وارزقنا قريبًا برحمتك زيارة بيتك واقبلنا وتقبّلنا يا أرحم الراحمين... اللهم آمين...
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |