خطبة عن البر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اذكر الموت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الإنتصار على الهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الإقبال على الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 65 )           »          الخطاب فى القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 103 - عددالزوار : 64727 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 2279 )           »          إصلاح ذات البين.. مهمة.. وإنجاز عظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 7087 )           »          قواعد في الدعوة إلى الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 2603 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-11-2020, 10:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,251
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عن البر

خطبة عن البر
أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي




الخطبة الأولى
إخوة الإيمان: كما أن العبودية لله تستلزم القيام بحقوقه تعالى؛ فكذلك تستلزم أيضاً القيام بحقوق عباد الله، فإن على كل مسلم حقوقا يجب أن يؤديها لإخوانه المسلمين، وتزداد هذه الحقوق مع الأقارب، ويتصدر في هذه الحقوق الوالدان؛ فقد قرن الله حقَّهما في البر بتوحيده جل وعلا، وجَعَلَ عقوقَهما من أكبر الكبائر بعد الإشراك به سبحانه، فقال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]. وقال جل وعلا: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [النساء: 36]؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد البر بهما؛ مع اللطف ولين الجانب، فلا يُغلِظُ لهما في الجواب، ولا يَحدُّ النظرَ إليهما، ولا يرفعُ صوتَه عليهما، بل يكونُ بين يديهما مِثلُ العبد بين يدي سيده تذللاً لهما. وقال الهيثمي عند قوله تعالى: ﴿ وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23] أي: الّلينُ اللطيفُ؛ المشتملُ على العطف والاستمالة؛ وموافقة مرادِهما وميلِهما ومطلوبهما ما أمكن؛ لا سيما عند الكبر. ثم قال تعالى بعد ذلك: ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ﴾ [الإسراء: 24] فأمر سبحانه بعد القول الكريم بأن يُخفِض لهما جناحَ الذل من القول، بأن لا يُكلمَهُما إلا مع الاستكانة والذل والخضوع، وإظهار ذلك لهما، واحتمالِ ما يصدرُ منهما، ويريَهما أنه في غاية التقصير في حقهما وبرهما. ولا يزال على نحو ذلك حتى ينثلج خاطرُهما، ويبرد قلبُهما عليه، فينعطفا عليه بالرضا والدعاء، ثم يأمره الله بعد ذلك أن يدعوَ لهما: ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24].

وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعل حقَّ الوالدين مقدماً على الجهاد في سبيل الله؛ ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ((الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: ثمَّ برُّ الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله)).
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل استأذنه في الجهاد: ((أحيٌّ والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد)) [رواه البخاري].
وعنه رضي الله عنه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد)) [رواه الترمذي وصححه ابن حبان].
وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على من أدرك أبويه أو أحدهما ثم لم يَدْخُل الجنة، روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر؛ أحدَهما أو كليهما؛ ثم لم يدخل الجنة)).

فبر الوالدين من أعظم القربات وأجلِّ الطاعات، وببرهما تتنـزل الرحمات وتُكشف الكربات، ومما ورد في كشف الكربات بسبب بر الوالدين والإخلاص لله في ذلك قصةُ الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار؛ فلم يستطيعوا الخروج منه، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة، فادعوا الله بها؛ لعله يفرجُها؛ فقال أحدهم: ((اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صِبْيةٌ صغار كنت أرعى عليهم، فإذا رجعت إليهم فحلبت بدأت بوالدي اسقيهما قبل ولدِي، وإنه قد نأى بي الشجر (أي بعد عليّ المرعى) فما أتيتُ حتى أمسيت، فوجدتُهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغَون عند قدمي (أي يبكون)، فلم يزل ذلك دَأْبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنتَ تعلمُ أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا، ففرّج الله لهم.. إلخ )).

ولما علم سلفنا الصالح بعظم حق الوالدين، قاموا به حق قيام.
فهذا ابن سيرين إذا كلم أمه كأنه يتضرع إليها، قال ابن عوف: دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه، فقال: ما شأن محمد أيشتكي شيئاً؟ قالوا: لا، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه.
وهذا حيوة بن شريح، وهو أحد أئمة المسلمين والعلماء المشهورين، يقعد في حلقته يُعَلِّمُ الناسَ ويأتيه الطلابُ من كل مكان ليسمعوا عنه، فتقول له أمه وهو بين طلابه: قم يا حيوة فاعلف الدجاج، فيقوم ويترك التعليم.

عباد الله؛ ومع وجود هذه النماذج المشرقة قديما وحديثا؛ فإنه يوجد نماذجُ سئة؛ عُجِّلَت لها العقوبةُ في الدنيا؛ مع ما ينتظرها في الآخرة؛ يقول العلماء: (كل معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق، فإنه يعجَّل له في الدنيا)، وكما تدين تدان، ولذا كانت دعوة الوالدين مستجابة؛ فالحذر الحذر أيها الأبناء صغارا كنتم أو كبارا.

عباد الله، وإن مما يدل على عِظَم بر الوالدين استمرار برهما حتى بعد وفاتهما، ومن ذلك الدعاءُ لهما، وبرِّ أصحابهما، والصدقة عنهما، وغير ذلك.
اللهم اغفر لنا ولوالدِينا كما ربونا صغارا، ووفقنا للقيام ببرهما أحياء وأمواتا.

الخطبة الثانية
أيها الإخوة المؤمنون: لا أظن أنه تخفى علينا النصوصُ الواردة من الكتاب والسنة في فضل بر الوالدين، وحرمةِ عقوقِهما وأنه من كبائر الذنوب.
ولكن ينقصنا العمل بما نعلم، ونحذر من الغفلة التي تصيبنا أحياناً كثيرة مع زحمة الأعمال الدنيوية عن مواضع البر، كمجالسة الوالدين ومؤانستهما وإدخالِ السرور عليهما؛ وتفقدِ أخبارِهما؛ والسؤال عن أحوالهما؛ وسؤالِهما عن حاجتهما وتفقدها، والقيام بطاعتهما وخدمتهما.

أخي المسلم إن البر بالوالدين يتوجب أكثر كلما ازدادت حاجتُهما إليك؛ وزاد ضعفهما بين يديك، بل هناك يعظم الأجر ويزداد بإذن الله. وكذلك فإن حق الأم أعظم فهي التي حملتك في بطنها تسعة أشهر، وتألمت من حملك، وكابدت آلام وضعك، وغذتك الطعام اللذيذ، وألبست اللباس الجميل، وسهِرَتْ ونُمت، وتألَّمَت لألمك، وسَهِرت لراحتك، وحـمَلت أذاك وهي غيرُ كارهة، وتحمَّلت أذاك وهي صابرة، فلتعلم أنها الآن ترجو حسن برك وجميل عطفك وصلاح أمرك.


أختم بهمسة في آذان الأباء أن يعينوا أبناءهم على برهم؛ وذلك ببرهم لوالديهم، وحسنِ تربيتهم لأبنائهم، والرفقِ بهم والصبر عليهم، والقرب منهم، وإبرازِ محبتهم، والدعاء لهم في حضرتهم؛ وفي غيابهم.
اللهم أعنا على بر والدِينا أحياء وأمواتا، اللهم وفق الأحياء منهم؛ ومدهم بالصحة والعافية، واعمر أوقاتهم بطاعتك؛ وألسنتهم بذكرك، ووفقنا لكسب رضاهم ودعائهم، اللهم من توفيته منهم فنور قبره، واغفر خطأه وزللـه، اللهم اجزهم عنا خيراً، اللهم اجمعنا وإياهم في دار كرامتك ومستقر رحمتك.
اللهم أصلحنا وأصلح شبابنا وبناتنا، ووفقهم في دينهم ودنياهم، وأقر بصلاحهم وتوفيقهم أعينَنا؛ يا سميع الدعاء.
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين؛...

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.81 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.55%)]