خطبة عن تعظيم الله في النفوس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اذكر الموت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الإنتصار على الهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الإقبال على الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 65 )           »          الخطاب فى القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 103 - عددالزوار : 64726 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 2279 )           »          إصلاح ذات البين.. مهمة.. وإنجاز عظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 7087 )           »          قواعد في الدعوة إلى الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 2603 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-11-2020, 09:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,251
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عن تعظيم الله في النفوس

خطبة عن تعظيم الله في النفوس
أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي




الخطبة الأولى



الحمد لله العظيم المتعال، ذي العظمة والكبرياء والجلال، له الأسماءُ الحسنى والصفاتُ العليا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ ذو العطاء والفضل، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله طيِّبُ الشمائل كريم الخصال؛ صلى الله وسلم عليه وعلى الصحب والآل.







أما بعد: أيها المؤمنون:



اتقوا الله تعالى حق تقواه، وراقبوه سبحانه مراقبة من يعلمُ أن ربَّه يسمعُه ويراه، وعظِّموا -أيها المؤمنون – ربَّكم بقلوبكم؛ فإن تعظيم الله جل وعلا من أعظم العبادات القلبية، وهو من أجلّ وأشرف أعمال القلوب.







وإن القلب المعظِّم لله الذي يقدُر ربه حق قدره؛ ويعظّمه سبحانه وتعالى حق تعظيمه؛ هو ذلك القلبُ الذي تحقق فلاحه ونجاحه وسعادته في دنياه وأُخراه، وإذا كان القلب معظِّماً لله فإن صاحب هذا القلب يعظم شرعَ الله، ويعظّم دينَ الله، ويعرف مكانةَ رُسُلِ الله، وعرف أحقية الله عز وجل بالذل والخضوع له؛ والخشوع والانكسار بين يديه.







ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: (( جاء حَبر من الأحبار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجرَ على إصبع، والماءَ والثرى على إصبع، وسائرَ الخلائق على إصبع فيقول: أنا الملك. فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الْحَبر؛ ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الزمر: 67] )).







إخوة الإيمان: ألا وإن من أعظم ما يعين العبدَ على تحقيق عبودية التعظيم للرب جل جلاله: أن يتفكّر في مخلوقاته العظيمة وآياته الجسيمة؛ الدالة على عظمة مبدعها وكمال خالقها، يقول جل شأنه: ﴿ مَا لَكُم لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح:13]: أي لا تعظمونه حق تعظيمه!!، ﴿ مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا * أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا * وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ﴾ [نوح: 13-18].







إنها آياتٌ عِظام وشواهدٌ جسام على عظمة المبدع وكمال الخالق ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران:190].







إنَّ تَفَكُّرَ المؤمنِ وتأمُّلَه في آيات الله العظيمة ومخلوقاته الباهرة تهدي قلبَه وتسوقُه إلى تعظيم خالقه، تفكر - أيها المؤمن - في هذه الأرض التي تمشي عليها وما خلق الله فيها ستُحِسُّ من خلال تأملك لها أنها مخلوق عظيم؛ في عظمة باهرة تبهر القلوب وتشدُّها، فإذا نظرت إلى ما علمنا عن مخلوقات عظيمة بين الأرض والسماء ازدادت لديك معرفة عظمة هذا الكون الفسيح، فإذا ما وسّعتَ النظر ونظرت فيما هو أعظم من ذلك وتأملت في السماوات السبع صغرت الأرض وما حولها أمام هذه السماوات المحيطة بها، ثم إذا تأملت في ذلكم المخلوق العظيم الذي قال الله عنه في أعظم آية في كتاب الله - قال جل شأنه -: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ﴾ [البقرة:255]: أي أحاط بها؛ فتتضاءل عظمة السماوات وعظمة الأرض أمام عظمة هذا الكرسي الذي هو مرقاة العرش، ثم تتضاءل هذه العظمة إذا تأمل العبد في النسبة بين عظمة الكرسي وعظمة العرش المجيد أوسعِ المخلوقات وأعظمِها، ثبت عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: ((ما بين السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء مسيرة خمسمائة عام، وبين السماء السابعة وبين الكرسي خمسمائة عام، والعرش فوق السماء، والله تبارك وتعالى فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه)).







وثبت في المسند من حديث أبي ذر - رضي الله عنه - مرفوعا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة)). هذه عظمة مخلوقات تأخذ بالقلوب وتشد النفوس، فإذا كانت هذه المخلوقات بهذا العظم فكيف الشأن بمبدعها!! وكيف الأمر بخالقها جل شأنه وعظم سلطانه وكمل في أسمائه وصفاته عز وجل!!







إذن ما بال الإنسان يتغافل ويتجاهل وينسى هذه الحقائقَ العظيمةَ والبراهينَ الساطعة!! ثم يكون غافلا عن تعظيم ربه وخالقه ومولاه بتوحيده وعبادته ورجائه والخوف منه.



إنَّ القلوب إذا عظّمت الله عظُم في النفوس شرعُ الله، وعظُمت حرمات الله، وصلحت أحوال العباد ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾[الحج:32].







إخوة الإيمان؛ إن صنوف الانحرافات وأنواع الأباطيلِ والضلالات منشؤها في جميع الناس من ضعف التعظيم لله أو انعدامه في القلوب؛ ألا فلنتق الله ربنا ولنكن معظمين لخالقنا ومولانا.. لِنُعَظِّمْ ربَّنا حق تعظيمه.. ولنكن عبادا خاضعين أذلاء لربنا العظيم وخالقنا الجليل..



اللهم وفقنا إلهنا لتعظيمك وتعظيم شرعك، واهدنا إليك صراطا مستقيما. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.







الخطبة الثانية



الحمد لله عظيمِ الإحسان، واسعِ الفضل والجود والامتنان؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد، ثبت في الحديث الصحيح عن نبينا - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في ركوعه وسجوده: ((سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ))، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وأما السجود فادعوا ))، وكان عليه الصلاة والسلام يقول في ركوعه: ((سُبْحَانَ رَبِّىَ الْعَظِيمِ))، ويقول في سجوده: ((سُبْحَانَ رَبِّىَ الأَعْلَى))، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: ((كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِى الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ)) وذكر الله جل وعلا تعظيما له سبحانه وتكبيرا وتوحيدا وتقديسا وتنـزيها هو عمارة حقيقية للقلوب، وهو الشفاء لأمراضها، وبه تتحقق به تقوى العبد لربه جل وعلا، ألا فلنكثر - أيها المؤمنون - من ذكر الله وعبادته؛ معظمين له جل وعلا مكبرين له سبحانه مقدسين موحدين. ولنعظم كتابه وسنة نبيه وشرعه، لِنُعظّمْ شعائره، ولنعظم حرماته، ولنربي على ذلك أهلينا ومن تحت أيدينا، حتى يرضى الله عنا؛ فنسعد في دنيانا وأخرانا.




اللهم بك آمنا وعليك توكلنا وإليك أنبنا....




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 74.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 72.69 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.31%)]