|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطورة إدمان المعاصي والذنوب السيد مراد سلامة الخطبة الأولى أما بعد أمة الإسلام: حديثنا في هذا اليوم الطيب الميمون عن خطورة إدمان المعاصي والذنوب، إنها الذنوب التي أدمنها كثير من المسلمين إلا من رحم ربك.. العنصر الأول: إدمان المعاصي والذنوب: ومعنى إدمان الذنوب أن الإنسان يواظب على الذنب ولا يستطيع أن يتركه أو أن يبتعد عنه حتى يصير الذنب له عادة يقول ابن القيم: " حتى إن كثيراً من الفساق ليواقع المعصية من غير لذة يجدها ولا داعية إليها إلا لما يجد من الألم بمفارقتها " اهـ. المنكرات والسيئات، قد عمت وانتشرت وبسبب شؤم هذه المعاصي التي سادت وانتشرت بين المسلمين خرب العمران والبلاد وتعطلت المصالح، وإذا بالغلاء الفاحش يضرب بأطنابه في كل مكان، والمسلمون في كل بقاع الأرض يشكون من هذه الابتلاءات والمصائب المتتابعة عليهم، ألم يعلموا أن الجزاء من جنس العمل؟ إن الله سبحانه وتعالى ما ينزل مصيبة في الأرض ولا بلاءً من السماء ينزل إلى الأرض إلا بسبب معصية، إلا بسبب فاحشة، إلا بسبب شيوع المنكرات والسيئات والمعاصي. نعيب زماننا والعيب فينا ![]() وما لزماننا عيب سوانا ![]() ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ![]() ولو نطق الزمان لنا هجانا ![]() وليس الذئب يأكل لحم ذئب ![]() ويأكل بعضنا بعضاً عيانا ![]() طبيعة النفس البشرية: يقول الله تعالى وهو يصف لنا النفس البشرية ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [يوسف: 53]. يقول السعدي - رحمه الله-: أي: لكثيرة الأمر لصاحبها بالسوء، أي: الفاحشة، وسائر الذنوب، فإنها مركب الشيطان، ومنها يدخل على الإنسان ﴿ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي ﴾ فنجاه من نفسه الأمارة، حتى صارت نفسه مطمئنة إلى ربها، منقادة لداعي الهدى، متعاصية عن داعي الردى، فذلك ليس من النفس، بل من فضل الله ورحمته بعبده.. ووصف ابن القيم طبيعة النفس وما فيها من بعض العلل التي لا تبرأ منها إلا بالتزام الشرع وبتهذيب الإيمان وبتطهير وتمحيص الطاعات لله سبحانه وتعالى، فقال: "في النفس كبر إبليس، وحسد قابيل، وعتو عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود، واستطالة فرعون، وبغي قارون، وقحة هامان، وهوى بلعام، وحيل أصحاب السبت، وتمرد الوليد، وجهل أبي جهل"، وهذه كلها هي من أوصاف من كانوا بارزين في أبواب عظمى من المعاصي. ثم قال: "وفيها من أخلاق البهائم: حرص الغراب، وشره الكلب، ورعونة الطاووس، ودناءة الجعل، وعقوق الضب، وحقد الجمل، ووثوب الفهد وصولة الأسد، وفسق الفأرة، وخبث الحية، وعبث القرد، وجمع النملة، ومكر الثعلب، وخفة الفراش، غير أن الرياضة والمجاهدة تذهب ذلك كله، فمن استرسل مع طبعه فهو من هذا الجند -يعني: من جند هذه الحيوانات وشاكلتها- ولا تصلح سلعته لعقد: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ ﴾ [التوبة:111]"، أي: أن النفس الخبيثة لا يمكن أن تكون ثمناً للجنة، ولا أن تكون جزءاً من هذا العقد الرباني. ثم قال: "فما للمشتري إلا سلعة هذبها الإيمان، فخرجت من طبعها إلى بلد سكانه التائبون العابدون". إذاً: لكي نفهم أصل المسألة نعلم أن طبع النفس البشرية تميل إلى المعصية، والبيئة تحض أو تسهل أمرها، ومن هنا نعلم أن المسألة تحتاج إلى مجاهدة كبيرة، ولذلك من هذا المنطلق ومن حكمة هذا التشريع قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون). العنصر الثاني: صور من إدمان المعاصي والذنوب ولإدمانها عباد الله صورا عديدة تتشكل بحسب المجتمعات والبيئات وخذ على سبيل المثال لا الحصر إدمان التهاون بالفرائض والواجبات: وتلكم عباد الله طامة الطامات حيث نرى ونشاهد من البشر من لا يأبه ولا يبالي بفرائض الله فهو متهاون بالصلاة لا يصلي ولا يصوم ولا يزكي ولا يحج ويأمر بمعروف أو ينهى عن منكر فاذا نصحته ووعظته ينبري قائلا: ساعة الحساب تفرج، عيش دنياك، متحبذهاش يا شيخ ترى هؤلاء على الشاشات والفضائيات أمام المقاهي والنوادي أدمنوها حتى أنه يضر بدينه ودنياه ولا يبالي هؤلاء الذين سمى الله تعالى في كتابه ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59، 60]. إدمان الكذب والتدليس على الناس: وهذا من أخطر أوجه الإدمان في ذلك العصر ولقد تلونوا لنا فلبسوا للأمة جلود الضأن وقلوبهم قلوب الذئاب يقلبون الحقائق ويلبسون الحق بالباطل المعروف عندهم منكرا والمنكر معروفا والحق عندهم باطل والباطل عندهم حق، الظلم في ميزانهم عدل والجور حق، والعدل عندهم ظلم. حالهم: عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ؛ قَالَ: سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَخْرُبُ صُدُورُهُمْ مِنَ الْقُرْآنِ، وَتَبْلَى كَمَا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ، وَلا يَجِدُونَ لَهُ حَلاوَةً وَلا لَذَاذَةً، إِنْ قَصَّرُوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ؛ قَالُوا: ﴿ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الممتحنة: 12]، وَإِنْ عَمِلُوا مَا نُهُوا عَنْهُ؛ قَالُوا: ﴿ إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلك ﴾ [النساء: 48، 116]، أَمْرُهُمْ كُلُّهُ طَمَعٌ لَيْسَ مَعَهُ خَوْفٌ، لَبِسُوا جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ، أَفْضَلُهُمْ فِي أَنْفُسِهِمُ الْمُدَاهِنُ. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين يلبسون الناس جلود الضأن من اللين ألسنتهم أحلى من السكر وقلوبهم قلوب الذئاب يقول الله عز وجل أبي يغترون أم علي يجترئون ؟ فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا" أخرجه الترمذي وسنده ضعيف. • إدمان الظلم والبغي بغير الحق حتى زين الشطان لكثير من هؤلاء ان ما يقومن به عدل ورحمة وصدق الله تعالى ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [فاطر: 8]. حتى ترسخ في نفوسهم قول فرعون ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ * وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴾ [غافر: 26، 27]. فهل هناك أطرف من أن يقول فرعون الضال الوثني، عن موسى رسول الله- عليه السلام- «إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ»؟!! أليست هي بعينها كلمة كل طاغية مفسد عن كل داعية مصلح؟ أليست هي بعينها كلمة الباطل الكالح في وجه الحق الجميل؟ أليست هي بعينها كلمة الخداع الخبيث لإثارة الخواطر في وجه الإيمان الهادئ؟ إنه منطق واحد، يتكرر كلما التقى الحق والباطل، والإيمان والكفر. والصلاح والطغيان على توالي الزمان واختلاف المكان. والقصة قديمة مكررة تعرض بين الحين والحين. فأما موسى- عليه السّلام- فالتجأ إلى الركن الركين والحصن الحصين، ولاذ بالجناب الذي يحمي اللائذين، ويجير المستجيرين: «وَقالَ مُوسى: إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ».. قالها. واطمأن. وسلّم أمره إلى المستعلي على كل متكبر، القاهر لكل متجبر، القادر على حماية العائذين به من المستكبرين. وأشار إلى وحدانية الله ربه وربهم لم ينسها أو يتركها أمام التهديد والوعيد. كما أشار إلى عدم الإيمان بيوم الحساب. فما يتكبر متكبر وهو يؤمن بيوم الحساب، وهو يتصور موقفه يومئذ حاسرا خاشعا خاضعا ذليلا، مجردا من كل قوة، ما له من حميم ولا شفيع يطاع. وهكذا لم يبق باطل في الأرض إلا زينه أهله، بكل وسيلة من الوسائل المتاحة لهم، ودعوا إليه، وأوجدوا له أنصارا يكثرون سواده ضد الحق وأهله. تحاكموا فاستطالو في تحكمهم ![]() وإما قليل كأنما الأمر لم يكن ![]() لو أنصفوا أنصفوا ولكن بغوا ![]() فبغى عليهم الدهر بالأحزان والمحن ![]() وأصبحوا ولسان الحال ينشدهم ![]() هذا بذاك ولا عتب على الزمن ![]() والمسلمون يصفقون لأمثال هؤلاء ولا يغيرون المنكرات بعد ذلك إذا ابتلاهم الله بالمصائب يضجون ويشكون، ولم يعلموا أن الجزاء من جنس العمل، وأن هذه الابتلاءات والمصائب ما نزلت إلا بسبب ما كسبته أيدينا، ثم بعد ذلك نعيب الزمان عجباً والله إن الزمان لا يفسد إلا بفساد أهله، ولا يصلح إلا بصلاح الناس، إن صلح الناس كان الزمان صالحاً، وإن فسد الناس كان الزمان فاسداً، إدمان شرب المحرمات كالخمر والمخدرات: وهذا هو سرطان العصر الذي ضرب الأمة في مقتل فهذا مدمن للدخان وهذا مدمن للحشيش وهذا مدمن للبانجو وهذا مدمن للخمر كشفت أحدث إحصائية أصدرتها الجمعية المصرية لمكافحة الإدمان أن نسبة مدمني المخدرات في مصر بلغت 6 ملايين مدمن منهم 2 مليون فتاة وسيدة. وأثبتت الإحصائية كذلك أنه خلال عام 2003-2004 قد وصلت قضايا المخدرات إلى 38 ألف قضية 75% منها تعاطي، وأن 90% من المدمنين تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 21 عاماً بمعنى أن 75% من المدمنين الموجودين داخل السجون من الشباب. كما أثبتت الإحصائية كذلك أن 62% من متعاطي المخدرات من قاطني المناطق العشوائية. من جانب آخر أثبتت الإحصائية الصادرة عن الجمعية أن حجم الاتجار في المخدرات في مصر وصل إلى 160 ملياراً. بمعنى أن عدد المدمنين يزيد سنوياً برغم كل أشكال المقاومة. والمصريون ينفقون 28 مليار سنويا تقريبا على الحشيش و7 مليار على السجائر. كما أوضحت الإحصائية كذلك إن الإدمان في تلك الفترة من 2003-2004 لكل أنواع المخدرات وأن متعاطيها من جميع الفئات أخي المسلم هذه كانت بعض صور الإدمان للمعاصي والذنوب على اختلاف أشكالها وألوانها. العنصر الثالث: خطورة إدمان المعاصي والذنوب أمة الإسلام إن خطورة ذلك الإدمان لا تأتي على المدمن فحسب بل إنها تدمر الأخضر واليابس والأدلة على ذلك كثيرة عباد الله نذكر منها: أن الذّنوب تُورِث الذِّلّة والمهانة: روى الإمام أحمدُ في الزُّهد وغيرُه عن جُبيرِ بنِ نُفيْر قال: لما فُتِحَتْ قبرص فُرِّقَ بين أهلِها فبكى بعضُهم إلى بعض، ورأيتُ أبا الدرداءِ جالساً وحدَه يبكي، فقلتُ: يا أبا الدرداء! ما يبكيكَ في يومٍ أعزَّ اللهُ فيه الإسلامَ وأهلَه؟ قال: ويحَك يا جبير؛ ما أهونَ الخلقِ على اللهِ إذا أضاعوا أمرَه. بينا هي أمةٌ قاهرةٌ ظاهرةٌ لهم الملكُ، تركوا أمرَ اللهِ فَصَارُوا إلى ما ترى إنه ليس هناك أحدٌ بينه وبين الله نَسب، ولذا قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم. كان عطاء ابن أبي رباح عُبيداً أسوداً لامرأة من مكة وكان أنفه كأنه باقلاء، فجاءه سليمان بن عبدالملك وهو أمير المؤمنين جاء هو وابناه إلى عطاء، فجلسوا إليه وهو يصلي فلما صلى انفتل إليهم، فما زالوا يسألونه عن مناسك الحج، وقد حوّل قفاه إليهم ثم قال سليمان لابنيه: قوما؛ فقاما، فقال: يا بَني لاتَنِيَا في طلب العلم، فإني لا أنسى ذلّنا بين يدي هذا العبد الأسود. وكان محمد بن عبد الرحمن الأوقص عنقُه داخلٌ في بدنه، وكان منكباه خارجين كأنهما زُجّان، فقالت أمه: يا بني لا تكون في مجلس قوم إلا كنت المضحوكَ منه المسخورَ به، فعليك بطلب العلم؛ فإنه يرفعك، فولى قضاء مكة عشرين سنة، وكان الخصم إذا جلس إليه بين يديه يرعد حتى يقوم. ومرت به امرأة وهو يقول: اللهم اعتق رقبتي من النار، فقالت له: يا ابن أخي وأي رقبة لك! • أنّ صاحبَ المعصيةِ تلعنُه حتى البهائم، بخلاف صاحب الطاعة قال مجاهدٌ في تفسير قولِه تعالى: ﴿ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ ﴾ قال: إن البهائمَ تلعنُ عصاةَ بنى آدم إذا أشتدت السنةُ وأمسكَ المطر، وتقول: هذا بشؤم معصية ابن ادم. أما صاحب الطاعة عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ حَتَّى النَّمْلُ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ». عن قتادَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَمُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: «مُسْتَرِيحُ، أَوْ مُسْتَرَاحٌ مِنْهُ» قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مُسْتَرِيحُ وَمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: «الْعَبْدُ الصَّالِحُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَهَمِّهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ» رواه البخاري ومسلم. حِرْمانُ الطاعة: يقول ابن القيم: حُبُّ الكتابِ وحبُّ ألحانِ الغناء في قلبِ عبدٍ ليس يجتمعـان. وذلك أن الطاعة قُربةٌ إلى الملك الديان، فلا يجد عبدٌ لذة الطاعة إلا بابتعاده عن المعصية، ولذا قال سبحانه في المنافقين: ﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴾ [التوبة:46]. قال الفضيل: إذا لم تقدر على قيام الليل، وصيام النهار، فاعلم أنك محروم مكبل كبلتك خطيئتك. وقال شابٌ للحسن البصري: أعياني قيام الليل، فقال: قيدتك خطاياك. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الأخرة. أن الذنوب والمعاصي سبب في زوال النِّعم. قال سبحانه ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112] قال الإمام الشافعي: إذا كنت في نعمةٍ فارعَها ![]() فإن المعاصي تُزيلُ النّعم ![]() وحُطها بطاعةِ ربِّ العباد ![]() فَرَبُّ العبادِ سريعُ النِّقَم. ![]() • سوء الخاتمة: واعلم علمني الله وإياك وحفظنا الله من المعاصي والذنوب أن من أثر الذنوب على العبد سوء الخاتمة فمن سنن الله الجارية في عباده أن من عاش على شيء مات عليه. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |