|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الكتب والمؤلفات عند ابن كثير مبارك بن حمد الحامد الشريف إن كتابة العلم وتدوينه، وتأليف الكتب والرسائل من أهمِّ وسائل حفظ العلم وتعلُّمِه، ونشره وتبليغه، وكم من عالم ضاع علمُه وانقطع أثره، بسب عدم رواية علمه وكتابة ذلك وتدوينه، ولو أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وحياته لم تكن مدوَّنة ومكتوبة، لَما عرَفها الناس وكذلك الشأن في أحكام الدين وشرائعه وتاريخ الإسلام وحوادثه، وكذلك كان المسلمون فيما مضى حريصين على الكتابة والتأليف والتدوين، فحفظوا كتاب الله، وحديث رسول الله، وأحكام الشريعة، وبيَّنوا الكفر والضلال والانحراف، ودافعوا عن دين الله، ورَدُّوا شبهات الملحدين، وانتحال المبطلين، وزيغ المبتدعين، مع ضعف إمكانات الكتابة والتدوين في وقتهم مقارنة بما نحن فيه الآن من تقدُّم أدوات الكتابة والطباعة والنسخ والتصوير والحفظ وجودة الورق وتنوعه، إلى غير ذلك من الوسائل المختلفة والمتقدمة. والدعاة إلى الله اليوم مطالبون بالسير على نهج سلفهم في الكتابة والتأليف، فعليهم أن يقتحموا هذا الميدان ويتعلموا فن الكتابة وأساليبها، وأن يتخصص فريق منهم في تعلم اللغات الحية - وخاصة الإنجليزية - لكتابة الرسائل والمقالات والكتب التي تشرح الإسلام وتبيِّن محاسنه، وتدعو الناس إلى الدخول فيه، وتردُّ على الشُّبه التي تثار حوله. وابن كثير رحمه الله ممن كان له جهود كبيرة في هذا المجال، فألَّف تصانيف نافعة ومفيدة، فقدَّم للمسلمين إنتاجًا نافعًا، وعلمًا غزيرًا، وكتبًا نافعة، وأثرى المكتبة الإسلامية بمؤلَّفات علمية قيمة، ولقد قال عنه شيخه الذهبي: "له تصانيف عدة مفيدة"[1]، وقال الزركلي: "تناقَلَ الناس تصانيفَه في حياته"[2]، وكذلك بعد وفاته إلى اليوم، قال ابن حجر: "وسارت تصانيفه في البلاد في حياته، وانتفع بها الناس بعد وفاته"[3]. وقد اشتغل رحمه الله بالتأليف حتى آخر حياته، يقول رحمه الله لتلميذه ابن الجزري مبيِّنًا له أنه مشتغل بالتأليف حين ذكر له كتابه الكبير جامع المسانيد: "لا زلت أكتب في الليل والسراج ينوص[4]، حتى ذهب بصري معه، ولعل الله أن يقيض من يكمله مع أنه سهل"[5]. بل إنه رحمه الله بعد أن كُفَّ بصرُه كان أيضًا يُكْتَب له، فقد ذكر ابنه زين الدين عبدالرحمن قوله: "لما أضرَّ الوالد كان يُؤَرخ له"[6]. وغالب مؤلَّفات ابن كثير رحمه الله في علوم الشريعة والحديث والفقه والتراجم، يقول الإمام ابن حجر: "وقد صنَّف التصانيف الكثيرة في التفسير والتاريخ والأحكام"[7]، وامتازت مؤلَّفات ابن كثير بوضوح العبارة، وسهولة الأسلوب، والبعد عن التعصب المذهبي، كما اتسم منهجه بالتجديد والتحرر الفكري، وقد استفاد من منهج شيخه ابن تيمية[8]. ولا تزال مؤلَّفاته مصادر رئيسة، ومراجع موثوقة، لا يستغني عنها الباحثون وطلبة العلم، خاصة كتابه في التفسير وكتابه في التاريخ[9]. وكتب ومؤلَّفات ابن كثير كما قال الدكتور مسعود الندوي: "طبع بعضها، وما زال بعضها الآخر مخطوطًا في مكتبات العالم، وقد بلغ عدد مجموع مؤلَّفاته عندنا في هذا الكتاب أربعة وثلاثين كتابًا ورسالة، وهذه الثروة العلمية الضخمة، لتدل على جَلَدِ ابن كثير وصبره في التصنيف والتأليف"[10]. مؤلفاته: 1- تفسير القرآن العظيم[11]. 2- فضائل القرآن. 3- اختصار علوم الحديث[12]. 4- الفصول في اختصار سيرة الرسول[13]. 5- الاجتهاد في طلب الجهاد[14]. 6- مولد الرسول صلى الله عليه وسلم [15]. 7- تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب[16]. 8- المسائل الفقهية التي انفرد بها الإمام الشافعي من دون إخوانه من الأئمة[17]. 9- النهاية في الفتن والملاحم[18]. وهناك كتب لابن كثير لا تزال مخطوطة؛ مثل: ♦ جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم السنن[19]. ♦ الأحكام الكبير[20]. ♦ والتكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل[21]. كما أن هناك مؤلفات لابن كثير ما زالت مفقودة، وأكثرها رسائل صغيرة حول موضوعات معيَّنة، وقد أشار إليها ابن كثير في تاريخه؛ مثل: زواج أم سلمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولاية الابن لأمِّه في عقد النكاح، قال ابن كثير: "وقد جمعت في ذلك مفردًا، بيَّنت فيه الصواب"[22]. وبطلان وضع الجزية عن يهود خيبر، وصرح ابن كثير أنه كتب في ذلك مصنفًا مفردًا[23]. بيع أمهات الأولاد، قال ابن كثير: "وقد أفردنا لهذه المسألة - وهي بيع أمهات الأولاد - مصنفًا مفردًا على حدته"[24]، وجزءًا في الأحاديث الواردة في المهدي[25]، وجزءًا في حديث كفارة المجلس[26]، وغير ذلك من الموضوعات والرسائل التي ذكرها ابن كثير، وأحال عليها في بعض كتبه كالتفسير والتاريخ. [1] طبقات ابن قاضي شهبة 3/ 115. [2] الأعلام 1/ 318. [3] الدرر الكامنة 1/ 400. [4] جاء في القاموس المحيط: "النوص: التأخر" ص 633 باب الصاد فصل النون. [5] المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد، لابن الجزري ص 23، وانظر منهج ابن كثير وجهوده في الدعوة إلى الله، د. إبراهيم المرشد، مرجع سابق. [6] تاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 357، وانظر المرجع السابق ص 665. [7] انباء الغمر 1/ 46. [8] انظر منهج ابن كثير وجهوده في الدعوة إلى الله، د. إبراهيم المرشد ص 666 مرجع سابق. [9] انظر حياة ابن كثير وكتابه تفسير القرآن العظيم، د. محمد الفالح ص 37، مرجع سابق. [10] الإمام ابن كثير سيرته ومؤلفاته، د. مسعود الندوي ص 88089 دار ابن كثير بدمشق، الأولى 1429هـ. [11] وقد اختصره أحمد شاكر ونسيب الرفاعي... وغيرهما. [12] وقد شرحه وعلق عليه عبدالرزاق حمزة، وسماه: الباعث الحثيث في شرح اختصار علوم الحديث، وأيضًا علق عليه أحمد شاكر. [13] وقد طبع بتحقيق الخطراوي ومحي الدين مستو، ونشرته دار التراث بالمدينة المنورة عام 1991م. [14] وقد طبع بتحقيق د. عبدالله عبدالرحمن العسيلان، ونشرته دار اللواء بالرياض 1400هـ. [15] وقد طبع بتحقيق محمد الأرناؤوط وياسين محمد السواس، وطبعته دار ابن كثير بدمشق عام 1987م. [16] قد طبع بتحقيق عبدالغني بن حميد الكبيسي، وطبع بدار حراء بمكة 1406هـ. [17] وقد طبع بتحقيق د. إبراهيم علي صندقجي. [18] وقد طبع مع البداية والنهاية بتحقيق د. عبدالله التركي، وطبعته دار هجر بالرياض عام 1419هـ . [19] وقد حققه د. عبدالملك بن دهيش، ونشرته مكتبة النهضة بمكة. [20] وقد وصل فيه إلى الحج كما ذكر ابن قاضي شهبة في تاريخه 3/ 416: "وشرع في أحكام كثيرة وحافلة، كتب منها مجلدات إلى الحج"، وقال السيوطي: "وشرع في كتاب كبير في الأحكام لم يتمه" طبقات الحفاظ ص 534. [21] ذكره المصنف في اختصار علوم الحديث 2/ 665، وانظر حياة ابن كثير وكتابه تفسير القرآن العظيم، د. محمد الفالح ص 5 طبعة مكتبة دار البيان 1425هـ. [22] البداية والنهاية 4/ 90-91. [23] انظر المرجع نفسه 4/ 219، 5/ 352، 12/ 102، 14/ 19. [24] المرجع نفسه 5/ 304. [25] انظر المرجع نفسه 6/ 247-248. [26] انظر المرجع نفسه 11/ 34. وانظر ابن كثير سيرته ومؤلفاته، د. مسعود الندوي، طبعة دار ابن كثير بدمشق 1420هـ، ص140-147.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |