|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() أكاذيب المنصرين بخصوص السجود للمسيح د. يزيد حمزاوي وتتَّفق النُّسخ العربية مع نُسخةِ الملِك جيمس الإنجليزية في الترجمة، كما هو مبيَّن في النصِّ المختصَر التالي: "… We have seen his star in the East، and have come to worship him.... I too may come and worship him...and they saw the child with Mary his mother and they fell down and worshiped him". وهذا المقطَع المذكور هو مثالٌ واضح عن أسوأِ أنواع الترجمة والتلاعُب بالكلمات؛ إذ إنَّ كلمة السجود الوارِدَة في المقطَع المذكور هي ترجمةٌ خاطئة ومغرِضة وتحريف صريح للألْفاظ والمعاني، والدليل على ذلك أنَّ النُّسخة القياسيَّة المنقَّحة الجديدة NRSV عدَّلت الترجمةَ وغيرتها، وهذا هو النصُّ الجديد الذي تبنَّته: "We observed his star at its rising and have come to pay him homage… I may also go and pay him homage… they saw the child with his mother Mary، and they knelt down and paid him homage". لقدِ اختارتِ الترجمات الإنجليزية المنقَّحة مصطلح To pay homage "التحية" بدل Worship "السجود"، وهو ما فعلتْه كذلك الترجمةُ المسكونية LA TOB وترجمة Le semeur وla bible de Jerusalem الفرنسيَّة، التي اختارتْ مصطلح Rendre Hommage "التحية" بدل مصطلح السجود vénérer أو Adorer "سجود العبادة". كان هذا مثالاً مِن بيْن المِئات عنِ التحريف في الترجمة، ولننتقل الآن إلى نوعٍ آخَر من التحريف وهو التحريفُ بالإضافة، فمِن الأدلَّة الواهية التي يستدلُّ بها النصارَى على ألوهية المسيح، اجتماع التلاميذ حولَ المسيح والسجود له جماعيًّا عندَ فراقه لهم وصعوده إلى السَّماء، وهو موقف - كما يقول كثيرٌ من النصارى - تعبُّدي مهيب لا يَليق إلاَّ بالله، وقد ذُكر ذلك السجود في نهاية إنجيل لوقا 24: 51 – 52: (وَأَخْرَجَهُمْ خارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، ورفَعَ يَدَيْه وبارَكَهُم، وفِيما هو يُبارِكُهُم، انْفَردَ عَنْهُم وأُصْعِدَ إلى السَّمَاء، فَسَجَدُوا له ورجَعُوا إلى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيم). ومِن المدهشِ أنَّنا إذا بحثْنا عن هذه الآية في النُّسخة القياسيَّة المنقَّحة RSV لسنة 1952 لا نجِد عبارة السجود نهائيًّا؛ لأنَّها ببساطة حُذِفت، وحذف معها الصعود إلى السَّماء مع أنَّها مِن المعتقدات الكنسيَّة الأساسيَّة! وقدمت لنا النسخةُ القياسية المنقَّحة الجديدة NRSV معلومة مهمَّة؛ إذ إنَّها عند ذكْرها الآية التي تُشير إلى السجودِ في متْن إنجيل لوقا، وضعتْ إحالة إلى الهامش وردَ فيها أنَّ جملة: "وسجَدوا له غير موجودة في المخطوطات القديمة المهمَّة"، وهذا ما قالتْه بالضبط بالإنجليزية: "Other ancient authorities lack worshiped him". أمَّا النسخة القياسيَّة المنقَّحة RSV الطبعة الكاثوليكيَّة لسنة 1978، فقد أعادتْ جملة السجود للمسيح إلى المتْن، لكن أشارتْ في الهامش أنَّها حُذفت أو غير موجودة في بعضِ المخطوطات القديمة، وهذا ما قالتْه بالإنجليزية تحديدًا Other ancient authorities omit worshiped him..". ومعنَى ذلك أنَّ أقدم وأهمَّ مخطوطات الكتاب المقدَّس لا تتضمن السجودَ للمسيح، وإنما هي إضافةٌ لاحِقة ممَّن يريدون جعلَ المسيح إلهًا بالرغم عنه، والترجمات الحديثة تضعُنا أمامَ معرض مكشوف للمتون والهوامش المتضارِبة، وللحذف والإضافةِ، والحذف وإعادة الإضافة، وهذا يدلُّ، بلا مواربة، أنَّنا بصدَد نصوص لا تمتُّ إلى الوحي الإلهي بصِلة، وإنَّما نحن أمامَ مترجمين ومنقِّحين خلاَ لهم الجوُّ، ففعلوا بالكتاب المقدَّس هذه الأفاعيل الشنيعة، في ظلِّ غياب النُّسخ الأصلية التي ضاعتْ إلى الأبَد. وأخيرًا: أعود إلى الكذبةِ الكُبرى التي أشرتُ إليها في مستهلِّ المقال، وهي كذبةُ القس المنصِّر ثروت، فقد استدلَّ بجزء مِن قصَّة وردتْ في الإنجيل، كان أبطالها المسيح وتلميذه توما الشكَّاك، فقد وردَ في إنجيل يوحنا 20: 26 – 29: (.. وبَعْدَ ثَمانِيَةِ أيَّامٍ كان تلامِيذُه أيضًا داخِلا وَتُومَا مَعَهُم، فجاءَ يَسُوعُ والأَبْوابُ مُغَلَّقَة، ووقَفَ في الوَسْطِ وقال: "سَلاَمٌ لَكُم!"، ثُمَّ قالَ لِتُومَا: "هاتِ إِصْبعَكَ إلى هُنا وأَبْصِرْ يَديَّ، وهَاتِ يَدَكَ وَضَعْها في جَنْبِي، ولا تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بل مُؤْمِنًا"، أجابَ تُومَا وقال له: "رَبِّي وإِلهِي!"، قال له يَسُوعُ: "لأَنَّكَ رَأَيْتَني يا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى للَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوا"). فقرأ القس المزوِّر الآية هكذا "..فسجَد توما للمسيح، وقال له: ربِّي وإلهي"!!! والقصَّة كما هي أمامنا لا يوجد فيها على الإطلاقِ كلمة "سجد"، وهي كلمةٌ أضافها القسُّ ثروت مِن كيسه، وزادها إلى النصِّ دون خوف ولا وجَل ولا حياء مِن وحي شيطانه، وأنا متيقِّن أنَّه تعمَّد اختيار هذه القصَّة دون غيرها؛ وذلك ليقرنَ كلمة السجود بكلمتي ربي وإلهي التي وردتْ في النص؛ ليثبتَ بالكذب أنَّ السجود المذكور هنا ليس بمعنَى التحية والإكرام، وإنَّما هو سجودُ العبادة والتأليه. والقس ثروت يعرِف أنَّ ثَمَّة مِن العلماء والخبراء بالكتاب المقدَّس مَن يعلم أنَّه يكذِب ويزوِّر الآية، لكنَّه كغيره مِن قساوسة الإعلام التلفزيوني يستهدفون ببرامجِهم الكاذبة عوامَّ النصارى، الذين لا يقرؤون الكتابَ المقدَّس، والغاية مِن ذلك الكذب تثبيتُ النصارى على عقائدهم الباطلة ووقَف الهروب الجَماعي مِن دين الكنيسة واعتناق الإسلام، خصوصًا في مصر التي تصلنا منها أخبارٌ متواترة عن إسلامِ الآلاف مِن القبطيَّات برغم اضطهادهنَّ وحبسهنَّ في الأديرة. وإنَّني شخصيًّا لا ألوم القسَّ ثروت على كذبه في الفضائيات وعلى المباشر؛ لأنَّه يَنتمي إلى المدرسة التنصيريَّة التي ترَى أنَّ الكذب مِن أجل المسيح دينٌ وقُربة وشطارة تبشيريَّة، وزعيم هذه المدرسة هو بولس الذي كان يرَى أنَّ الله بحاجةٍ إلى مَن يكذب له لدعمه وتعزيزه، فصِدقُ الله لا يكون صدقًا ومجد الله لا يكون مجدًا إلا ببعضِ الأكاذيب التي تزيِّنه وتعضده وتقويه! قال بولس ببجاحةٍ في رسالته إلى رومية 3: 7: (فإنَّهُ إنْ كانَ صِدْقُ اللهِ قدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لمَجْدِه فلماذَا أُدَانُ أنَا بَعْدُ كَخاطِئٍ؟!). لا شكَّ أنَّ مكيافيلي يُعدُّ قزمًا صغيرًا أمامَ عملاق الكذب بولس هذا؛ لأنَّ ميكيافيلي بكل خبثه لم يدَّعِ لحظة أنه يكتب وحيًا من الله، كما أنَّه لم يزعم يومًا أنَّ أكاذيبه هي نصرةٌ للدِّين، في حين كذب بولس صار آية إنجيليَّة يتلوها النصارى والمنصِّرون آناءَ الليل وأطرافَ النهار! أمَّا في الإسلامِ فقد قطَع الطريق على الكذب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديثِه الصحيح المتواتِر ((مَن كذَب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعدهَ مِن النار))، ومع أنَّه ظهرتْ في فترات مِن التاريخ الإسلامي عصابةٌ خبيثة زعمتْ أنها لا تكذب على النبيِّ وإنَّما تكذب له! إذ كانتْ تضع بعضَ الأحاديث؛ مِن أجْل دعمِ بدعة مِن البِدع، أو التأكيد على خُلق معيَّن في فَضائل الأعمال، إلاَّ أنَّ جهابذةَ الحديث مِن علماء أهل السُّنة وقَفوا ينخلون السنَّة النبويَّة نخلاً، ويستخرجون تلك الأحاديثَ ويصنفون كتبًا خاصَّة بها، هي كتبُ الأحاديث الموضوعة والمنكَرة والضعيفة، ولم يَسلمْ أولئك الكذَّابون من فعلتهم البغيضة إذ أُدرجتْ أسماؤهم في قوائمِ العار في طبقاتِ الوضَّاعين والمتروكين والمدلِّسين وغيرها. إنَّ الإسلامَ لا يحتاج إلى مَن يكذب له؛ لأنَّه الصِّدق ذاته، فهو دِين الفِطرة الذي تُقبل عليه العقول والقلوب، بينما دِين بولس المؤسّس على مصادمة العقول السويَّة والفِطر السليمة هو مَن انتشر في العالمين بالتحريفِ والتلفيقِ والاختلاق والتزوير، وهو الذي يحتاج إلى مَن يكذِب له حتى يروجَ بيْن الناس، كيف لا؟! وهو دينٌ لا يُصدِّق بعقائده إلاَّ مَن انتكست فِطرته وألغَى عقله؟! فلا شكَّ أنَّ الإيمان بتجسُّد الإله، والخطيئة الأصليَّة والكفَّارة، والثالوث واللاهوت والناسوت، وموت الإله وقيامته، وميلاده مِن عذراء واختتانه، وضرْبه بالصفعات والبَصق في وجهه... يحتاج إلى مَن يكذب له بشدَّة ويكذب له بقوَّة ويكذب له باستمرار؛ لعلَّ وعسى أن يَخدعَ أحدًا هنا أو أن يُضلَّ آخَر هناك.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |