الغفلة وعدم الاهتمام بما يحصل من كسوف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اذكر الموت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الإنتصار على الهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الإقبال على الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 65 )           »          الخطاب فى القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 103 - عددالزوار : 64730 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 2282 )           »          إصلاح ذات البين.. مهمة.. وإنجاز عظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 7089 )           »          قواعد في الدعوة إلى الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 2607 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-07-2020, 05:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,251
الدولة : Egypt
افتراضي الغفلة وعدم الاهتمام بما يحصل من كسوف

الغفلة وعدم الاهتمام بما يحصل من كسوف
الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل






الحمدُ لله نحمَدُه، ونستعِينُه ونستَهدِيه، ونستَغفِره ونتوبُ إليه، ونعُوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله، دلَّ أمَّته على الخير, وحذَّرَها من الشرِّ، صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحابته، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ:
فيا عباد الله، اتَّقوا الله -تعالى- واحذَروا عُقوبات الذنوب والمعاصي، واعلَموا أنَّ الله - سبحانه وتعالى - يُنذِر عباده، ويُخوِّفهم بما يُجرِيه من آياتٍ تُنبِّه العاقل والناصح لنفسه، فيرجع إلى الله، ويستغفره ويتوب إليه، وقد كثُرت في هذه الأزمان الكسوفات، وهي آياتٌ يُخوِّف الله بها عِباده، ومن المصائب التي وقَع الكثير من المسلمين فيها عدمُ الاعتبار والخوف، بل أصبحت عند البعض عادةً وشيئًا طبعيًّا، وأصبحوا ينقلون الأخبار فيها قبل حُصولها؛ لما يسمعونه من أهل الحساب، وما يذكره أهلُ الهيئة من ذلك لا ينافي وقوعها للتخويف، وقد أخبرنا نبينا - صلوات الله وسلامه عليه - أنَّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((فإذا رأيتُم ذلك فصلُّوا)).

وعن عائشة - رضِي الله عنها - قالت: ((خسفت الشمس في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فصلى بالناس، فقام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثم فعل في الركعة الثانية مثلما فعل في الأولى، ثم انصرف وقد أنجلت الشمس، فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنَّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتُم ذلك فادعوا الله وكبِّروا وصلُّوا وتصدَّقوا، ثم قال: يا أمَّة محمد، ما من أحدٍ أغير من الله أنْ يزني عبده أو تزني أمَتُه، يا أمة محمد، والله لو تعلَمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا))[1]؛ متفق عليه.

فيا عباد الله:
نبيُّنا - صلوات الله وسلامه عليه - الذي لا يَنطِق عن الهوى يفزَعُ إلى الصلاة، ويأمر بها، وبالدعاء والصدقة، وكثير من الناس - عياذًا بالله من حالهم - يرَوْن هذا الأمر شيئًا عاديًا أو طبعيًّا، ولا يهتمُّون له، ولا يخافون من عُقوبات الذنوب والمعاصي، ولا يرَوْن أنَّ في ذلك تنبيهًا وتخويفًا، إنَّ الكثير من القلوب قد رانَتْ عليها المعاصي، وسوَّدتها الذنوب، فلا تحسُّ ولا تتألَّم.

عباد الله:
إنَّ الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار من مخلوقات الله - سبحانه وتعالى - يصرفها كيف يشاء، تسيرُ بنظامٍ دقيق على وفْق ما قدَّر - جلَّ وعلا - فلا أحد يستطيع صرفَها أو شيئًا منها عن مَجراه، ولا تقديم لهذا على هذا، بل الله - سبحانه وتعالى - هو المتصرِّف فيها وحدَه لا شريك له، جعل الليل سكنًا، والنهار نشورًا، فلو تأخَّر طلوعُ الفجر عن وقته ولو ساعات، وتأخَّر غروب الشمس عن وقته ولو ساعات، ما الذي يحصل من الخوف والفزع والقلق والتعب؟ يقول - جلَّ وعلا -: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [القصص: 71، 72].

ويقول - جلَّ وعلا -: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ﴾ [الفرقان: 47].

وقال - سبحانه وتعالى -: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 61-62].

فهذه الآيات الدالَّة على قُدرته ووحدانيته، وتصريفه فيها وحدَه لا شريك له، وتخويف العباد بما يحصل فيها بقُدرة الله وتدبيره من تغيُّرات ليَرجِعوا إلى الله خالقهم وخالقها، نجد البعض لا يهتمُّ ولا يَخاف، بل هو كالبهيمة لا يهمُّه إلا ملء بطنه، وإشباع شهوة فرجه - عياذًا بالله من حال أهل السوء والغفلة.

فيا عباد الله:
هذه الآيات والمواعظ تمرُّ بكم وتتكرَّر، والله - سبحانه وتعالى - ينذركم ويحذركم؛ لترجعوا إليه بصدق وتوبة خالصة، فاحذَرُوا التمادي في الغيِّ والمعاصي، وتناسي العقوبات، فإنَّكم على خطرٍ، واحذَرُوا من تقليد أعداء الإسلام، والتأثُّر بآرائهم.

احذَرُوا من أعداء الله الذين لا يقرُّون بربٍّ ولا دِينٍ، ولا جنَّة ولا نار، واشكُروا الله على نعمة الإسلام والعقيدة السليمة، اشكُروه بالعمل، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، عَضُّوا على سنَّة نبيِّكم بالنواجذ، وإيَّاكم ومُحدَثات الأمور، تآمَروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر قبل أنْ يحلَّ بكم ما حلَّ بِمَن أضاع أوامر الله، وارتكب محارمه، ولم يتَّعظ بالمواعظ.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
قال الله العظيم: ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 37-40].

بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.

أقول هذا وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.

واعلَمُوا أنَّكم في خطَر من عُقوبات الذنوب والمعاصي، والغفلة عمَّا يقَع بكم، ومن ذلك ما يحصل من كُسوف الشمس والقمر، وضعف الاهتمام والخوف، واللجوء إلى الله، بل قد أصبح مثلُ هذا شيئًا عاديًّا عند بعض الناس، لا يهتمُّ له، ولا يُبادِر للصلاة التي حثَّ عليه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عند ذلك، بل كثر الكلام فيها قبل وقوعها ممَّا يسمع من أهل الحساب، وكأنَّ ذلك شيء عادي، ونبينا - صلوات الله وسلامه عليه - الذي لا ينطق عن الهوى خرج يجرُّ رداءه خوفًا وإشفاقًا من الله - سبحانه وتعالى - نبينًا - صلوات الله وسلامه عليه - الذي غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر يخاف عندما يحصل الكسوف، ويأمُر بالصلاة والصدقة، وحُثالة الخلق ومَنْ تلطَّخوا بالمعاصي يأمنون ولا يهتمُّون! إنها مصيبةٌ أصابت النفوس والقلوب.

فاتَّقوا الله يا عباد الله، وارجعوا إليه.



[1] البخاري: (1044) - الفتح: 2 /615، ومسلم [1 - (901)] بنحوه.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.36 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]