أخلاقيات التعليق على الفيس بوكات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اذكر الموت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الإنتصار على الهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الإقبال على الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 65 )           »          الخطاب فى القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 103 - عددالزوار : 64727 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 2279 )           »          إصلاح ذات البين.. مهمة.. وإنجاز عظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 7087 )           »          قواعد في الدعوة إلى الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 2603 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-09-2020, 03:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,251
الدولة : Egypt
افتراضي أخلاقيات التعليق على الفيس بوكات

أخلاقيات التعليق على الفيس بوكات

السيد مراد سلامة








عناصر الموضوع
أولاً: الالتزام بروح الإسلام عند التعليق وذلك بعدة نقاط:
1- حسن الظن وعدم اتهام النيات.
2- التجرد وعدم الحزبية.
3- أن تعلم أن الله تعالى يراك وأن الملائكة تخط ما خطت يداك.

ثانياً: الالتزام بأخلاق الإسلام ويكون ذلك بعدة نقاط
1- اذا قدم لك معلومة فلا تبخل عليه بالشكر، وقولك (جزاك الله خيراً).
2- عدم الانتحال وهو عند نقل المشاركة نسبتها إلى قائلها.
3- عدم السب أو الشتم أو التجريح.
4- التماس العذر للنشار.
5- التثبت مما ينشر من الأخبار.

الخطبة الأولى
الحمد لله المجيب لكل سائل، التائب على العباد فليس بينه وبين العباد حائل.
جعل ما على الأرض زينة لها، وكل نعيم لامحالة زائل.
حذر الناس من الشيطان وللشيطان منافذ وحبائل.
فمن أسلم وجهه لله فذاك الكيّسُ العاقل، ومن استسلم لهواه فذاك الضال الغافل.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تنزه عن الشريك وعن الشبيه وعن المشاكل.
من للعباد غيره؟ ومن يدبر الأمر؟ ومن يعدل المائل؟ من يشفي المريض؟ من يرعى الجنين
في بطن الحوامل؟
من يجيب المضطر إذا دعاه؟ ومن استعصت على قدرته المسائل؟
من لنا إذا انقضى الشباب وتقطعت بنا الأسباب والوسائل؟
لبِسْتُ ثَوبَ الرَّجَا وَالنَّاسُ قَدْ رَقَدُوا
وَقُمْتُ أَشْكُو إِلَى مَولَايَ مَا أَجِدُ!

وَقُلْتُ: يَا عُدَّتِي فِي كُلِّ نائبَةٍ
وَمنْ عَلَيْهِ لِكَشْفِ الضُّرِّ أعْتَمِدُ!

أَشْكُو إِلَيْك أُمُورًا أَنْتَ تَعْلَمُهَا
مَا لِي عَلَى حِمْلهَا صَبْرٌ وَلَا جَلَدُ!

وَقَدْ مَدَدتُّ يَدِيْ بِالضُّرِّ مُبْتَهِلًا
إِلَيْكَ يَا خَيرَ مَنْ مُدَّتْ إِلَيْهِ يَدُ!

فَلَا تَرُدَّنَّهَا يَا رَبِّ! خَائِبَةً
فَبَحْرُ جُودِكَ يَرْوِي كُلَّ مَنْ يَرِدُ!


ونصلي ونسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
إلهي لا تعذبني فإني
مقر بالذي قد كان مني

ومالي حيلة إلا رجائي
وعفوك إن عفوت وحسن ظني

فكم منزلة لي في البرايا
وأنت علي ذو فضل ومن

إذا فكرت في ندمي عليها
عضضت أناملي وقرعت سني

يظن الناس بي خيراً وإني
لشر الناس إن لم تعف عني


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [الأحزاب: 69، 70].

أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثاتها بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

اعلم علمني الله وإياك: أن مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك من أكثر المواقع انتشارا ومن أكثر المريدين مجالسة.

والواقع المر أن كثيرا من الرواد وغيرهم لا يلتزمون بروح الإسلام وخاصة عند التعليق على خبر ما ولا يلتزمون بأخلاق الإسلام عند المجادلة أو التعليق لذا رأيت أن ضع عدة نقاط لتكون دستورا للتعليق على الصفحات والمنشورات.

أولا: الالتزام بروح الإسلام عند التعليق وذلك بعدة نقاط
1- حسن الظن وعدم اتهام النيات:
أن يحسن المسلم الظن بصاحب المنشور وألا يتدخل في نيته فالنوايا لا يعرفها إلا رب البرايا قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12].
قال ابن كثير: يقول تعالى ناهيًا عباده المؤمنين عن كثير من الظنّ، وهو التهمة، والتخون للأهل، والأقارب، والناس، في غير محله؛ لأنَّ بعض ذلك يكون إثمًا محضًا، فليجتنب كثيرًا منه احتياطًا. وروينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ولا تظنَّنَّ بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرًا، وأنت تجد لها في الخير محملاً[1].

وقال سفيان الثوري: الظنُّ ظنَّان: أحدهم إثم، وهو أن تظن وتتكلم به، والآخر ليس بإِثم، وهو أن تظن ولا تتكلم[2].

قال الحافظ: المراد ترك تحقيق الظن الذي يضر بالمظنون به، وكذا ما يقع في القلب من غير دليل[3].

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا[4].

عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ يَقُولُ: هَلَكَ النَّاسُ، فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ.
َقالَ أَبُو إِسْحَاقَ: لاَ أَدْرِى أَهْلَكَهُمْ بِالنَّصْبِ، أَوْ أَهْلَكُهُمْ بِالرَّفْعِ[5].

قال ابن الجوزي رحمه الله:
لأنه إنما قال ذلك لأحد معنيين إما للإزراء عليهم والاحتقار لهم وتفضيل نفسه أو للقطع عليهم باستحقاق العقوبة فكأنه يقنطهم من رحمة الله والوجه الثاني بفتح الكاف على معنى هو الذي يحكم عليهم بالهلاك برأيه لا بدليل من أدلة الشرع والأول أظهر وأشهر [6].

2- التجرد وعدم الحزبية:
أن يتجرد المسلم من الحزبية المقيتة والعصبية العمياء فبعض المعلقين لا يرى إلا أنفه ولا يسمع إلا نفسه لذا تراه دائما متحاملا على الأخرين فهو لا يرى إلا جماعته و لا يرى إلا حزه لذا تراه يتخبط خبط عشواء.

قد جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا مع النبي في غزاة، فكسع رجل من المهاجرين -أي ضرب -رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فقال رسول الله: «ما بال دعوى الجاهلية؟ » قالوا: يا رسول الله، كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال: « دعوها فإنها منتنة »[7].

3- أن تعلم أن الله تعالى يراك وأن الملائكة تخط ما خطت يداك:
عندما تعلق على منشور ماء لابد أن تستحضر معية الله تعالى وتعلم أن الله يراك وإنك محاسب عما تخطه يداك.

فإن ربنا سبحانه وتعالى معنا بعلمه أينما كنا قال تعالى: ﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [الحديد: 4].
رقيب علينا، شهيد على أعمالنا أينما كنا في بر، أو بحر، أو جو، أو ليل، أو نهار، أو حضر، أو سفر، أو بيت، أو قفر، ﴿ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُم ﴾ [الأنعام: 3]،﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19] ﴿ سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ﴾ [الرعد: 10] هذه معية الله العامة.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-09-2020, 03:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,251
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أخلاقيات التعليق على الفيس بوكات

اعلم أنك مسؤول عما كتبته أمام الله تعالى:
الخط يبقى زماناً بعد كاتبهِ
وكاتب الخط تحت الأرض مدفونُ

والذكر يبقى زمانا بعد صانعه
وخالد الذكر بالإحسان مقرونُ


وقال أخر:
كتبت وقد أيقنت وقت كتابتي
بأن تفنى ويبقى كتابها

فإن كتبت خيراً سأجزى بمثله
وإن كتبت شراً سألقى حسابها


وقال أخر:
وما من كاتب إلا سيفنى
ويبقى - الدهرَ - ما كتبت يداه

فلا تكتب بكفك غير شيء
يسرك يوم القيامة أن تراه


ثانيا الالتزام بأخلاق الإسلام ويكون ذلك بعدة نقاط:
1- اذا قدم لك معلومة فلا تبخل عليه بالشكر و قولك (جزاك الله خيرا ):
إذا أفادك الناشر بمعلومة أو بقصة طريفة فلا تبخل عليه بالشكر و الثناء عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن لا يَشكُر الناس، لا يَشكُر الله)[8].

قال القاضي: "وهذا إمَّا لأنَّ شكْره تعالى، إنَّما يَتمُّ بمطاوعته وامتثال أمره وأنَّ ممَّا أمَر به شُكْر الناس الذين هم وسائط في إيصال نِعَم الله إليه، فمن لم يُطاوعه فيه، لم يكن مُؤدِّيًا شكْر نِعَمه، أو لأنَّ مَن أخَلَّ بشكْر من أَسدى نِعمة من الناس، مع ما يرى من حرْصه على حبِّ الثناء والشكر على النَّعماء، وتأذِّيه بالإعراض والكُفران - كان أوْلَى بأنْ يَتهاون في شكْر من يَستوي عنده الشكْر والكفران[9].

قال بعض العارفين: "لو علِم الشيطان أن طريقًا تُوصِّل إلى الله أفضلُ من الشكر، لوقَف فيها، ألا تراه قال: ﴿ ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 17]، ولم يَقل: لا تَجدُ أكثرهم صابرين، أو نحوه [10].

وقال ذو النون المصري -أبو الفيض -: "الشكر لِمن فَوقكَ بالطاعة، ولِنظيرك بالمُكافأة، ولمن دونَك بالإحسان والإفضال"[11].

عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:« من استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فأثنوا عليه حتى تعلموا أن قد كافأتموه »[12].

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

أما بعد:
2- عدم الانتحال وهو عند نقل المشاركة نسبتها إلى قائلها:
وهذا ما نره كثيرا ما ترى أن البعض ينقل الكلام وينسبه إلى نفسه و هذ نوع من السرقة الخفية ان يسرق الانسان جهد غيره و علمه ثم ينسبه الى نفسه.

" السرقة العلمية بمعناها المتعارف عليه ليست مخلة بالآداب فحسب، بل إنها لا تجوز شرعا، لاشتمالها على محظورين:
الأول: الاعتداء على الحقوق المادية والمعنوية للغير، فإن حقوق التأليف والاختراع أو الابتكار مصونة شرعا، ولأصحابها حق التصرف فيها، ولا يجوز الاعتداء عليها، كما قرر مجمع الفقه الإسلامي في دورة مؤتمره الخامس 1409هـ - 1988م.

الثاني: الغش والتدليس، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا[13] وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور[14][15].

3- عدم السب أو الشتم أو التجريح:
عباد الله: ومما هو شائع حتى من بعض الأخيار السب و الشتم و اللعن أما لصاحب الموضوع و أما تعليقا على الموضوع.
وهذا مما لا يليق بك كمسلم لأنه يدخل صاحبه دائرة الفسق.
عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر [16].

ومن لعن مسلماً فكأنما قتله عن ثابت بن الضحاك، وكان من أصحاب الشجرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حلف على ملة غير الإسلام فهو كما قال، وليس على ابن آدم نذر فيما لا يملك، ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة، ومن لعن مؤمنا فهو كقتله، ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله"[17].

وقد اشتملت سورة الحجرات على آيات كثيرة محذرة من هذا: منها قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن: من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم»[18].

لم يكن من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم السب والشتم، فعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا، وَلاَ لَعَّانًا، وَلاَ سَبَّابًا، كَانَ يَقُولُ عِنْدَ المَعْتَبَةِ: «مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ» [19].

قَالَ زُهَيْرٌ:
ومَنْ يَجْعَل المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرضِهِ *** يَفَرْهُ، ومَنْ لَا يَتَّقي الشَّتْمَ يُشْتَم
وَقَالَ مالِكُ بنُ الرَّيْبِ:
وقد كُنْتُ محموداً لدى الزّاد والقِرَى *** وعنْ شَتْمِ إبنِ العَمّ وَالجارِ وانِيا

4- التماس العذر للنشار:
التماس الأعذار للآخرين: كان الحسن البصري يقول: إذا بلغك عن أخيك ما تكره فابحث عن عذر، فإن لم تجد له عذراً فقل: لعل له عذراً. " [20].

قال أحدهم:
سَامِحْ أَخَاكَ إِذَا وَافَاكَ بِالْغَلَطِ
وَاتْرُكْ هَوَى الْقَلْبِ لا يُدْهِيْكَ بِالشَّطَطِ

فكم صَدِيْقٍ وفيٍّ مُخْلِصٍ لَبِقٍ
أَضْحَى عَدُوًّا بِمَا لاقَاهُ مِنْ فُرُطِ

فَلَيْسَ فِي النَّاسِ مَعْصُوْمٌ سِوَى رُسُلٍ
حَمَاهُمُ اللهُ مِنْ دَوَّامَةِ السَّقَطِ

أَلَسْتَ تَرْجُوْ مِنَ الرَّحْمَنِ مَغْفِرَةً
يَوْمَ الزِّحَامِ فَسَامِحْ تَنْجُ مِنْ سَخَطِ


5-التثبت مما ينشر من الأخبار:
و هذا من اخطر الأمور أن ينقل المرء المنشور و الخبر دون أن يتثبت من صحة أو كذبه و الله تعالى قال ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 83].

و﴿ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].

فجعل صفة الذي ينقل بلا تثبّت جعله فاسقا، وهذا مما جعل هذا الفعل يَكْرَهُهُ كل من في قلبه إيمان لأنه آمن ليخرج من الفسوق، ولهذا سبيل الخلاص من ذلك أن تنقل ما يُحتاج في نقله شرعا، وما لا يحتاج إليه فاكتمه، ومن حدث بكل ما سمع فهو أحد الكاذبين أو أحد الكاذبين «وكفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع».


[1] تفسير ابن كثير- ط دار طيبة (7/ 377) رواه أحمد في الزهد كما في الدر المنثور (7/ 565).

[2] تفسير البغوي - طيبة (7/ 345).

[3] فتح الباري - ابن حجر (10/ 481).

[4] أخرجه مالك (2/ 907، رقم 1616)، وأحمد (2/ 287، رقم 7845)، والبخاري (5/ 1976، رقم 4849)، ومسلم (4/ 1985، رقم 2563)، وأبو داود (4/ 280، رقم 4917)، والترمذي (4/ 356، رقم 1988) وقال: حسن صحيح. وأخرجه أيضًا: الطبراني في الأوسط (8/ 222، رقم 8461)، والبيهقي (7/ 180، رقم 13813).

[5] أخرجه مالك (2/ 984 رقم 1778) وأحمد (2/ 465 رقم 10006) والبخاري في الأدب المفرد (1/ 267 رقم 759)، ومسلم (4/ 2024، رقم 2623)، وأبو داود (4/ 296 رقم 4983). وأخرجه أيضًا: ابن حبان (13/ 74، رقم 5762).

[6] كشف المشكل من حديث الصحيحين (ص: 1027).

[7] أخرجه مسلم "113" 180 ) وصحيح ابن حبان (13/ 330).

[8] أخرجه أحمد (2/ 295، رقم 7926)، والطيالسي (ص 326، رقم 2491)، وأبو داود.

[9] تحفة الأحوذي (6/ 74).

[10] فيض القدير (1/ 672).

[11] الجامع لأحكام القرآن (1/ 398).

[12] السنن الكبرى للبيهقي (4/ 334).

[13] أخرجه الدارمي (2/ 323، رقم 2541)، والقضاعي في الشهاب (1/ 228، رقم 351)، وابن عدى.
(7/ 207)، وأحمد (2/ 50، رقم 5113)، والطبراني في الأوسط (3/ 63، رقم 2490).

[14] موقع اسلام ويب مركز الفتوى.

[15] أخرجه: البخاري 7/ 44 (5219)، ومسلم 6/ 169 (2130) (127).

[16] أخرجه أحمد (1/ 385، رقم 3647)، والبخاري (1/ 27، رقم 48)، ومسلم (1/ 81، رقم 64)، والترمذي (4/ 353، رقم 1983).

[17] أخرجه أحمد(4/ 33، رقم 16432)، والبخاري (5/ 2247، رقم 5700)، ومسلم (1/ 104، رقم 110)، وأبو داود (3/ 224، رقم 3257)، والترمذي (4/ 115، رقم 1543)، وقال: حسن صحيح. والنسائي (7/ 19، رقم 3813)، وابن ماجه.

[18] أخرجه أحمد (2/ 379، رقم 8918)، والترمذي (5/ 17، رقم 2627) وقال: حسن صحيح. والنسائي في الكبرى (6/ 530، رقم 11726)، والحاكم (1/ 54، رقم 22)، وابن حبان (1/ 406، رقم 180).

[19] أخرجه أحمد (3/ 126، رقم 12296)، والبخاري (5/ 2247، رقم 5699).

[20] شرح صحيح البخاري (3/ 5).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 78.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.80 كيلو بايت... تم توفير 2.09 كيلو بايت...بمعدل (2.65%)]