|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ليالي رمضان راشد عبدالرحمن العسيري ليالي رمضان، مطيَّة المتَّقين إلى ربِّ العالمين، وزاد المسافرين في الدَّربِ الطويل، أعدَّ الله فيها مِن الأجر الكبير والثواب العميم ما تَهْفو إليه النُّفوس، وتتطلَّع إليه الأرواح. ليالي رمضان ليستْ كبقيةِ اللَّيالي، ليالٍ مضيئة مبارَكة خصَّها الله بتنزُّل الرَّحَمات والبرَكات، وفتح أبواب الجِنان، وهي تزداد شرفًا بشرفِ الزمان، فكيف إذا اجتمع مع شَرفِ الزَّمان شرفُ العِبادة والطاعة. وها هي هذه الليالي المبارَكة قدْ بدأت بالتناقُص، فكما كنَّا بلهفةٍ واشتياق لاستقبالها والأُنس بها، ها هي تستعدُّ للرحيل، وقد حملتْ في صحائفها أجورَ الصائمين والقائمين، والذاكرين والمستغفرين. ليالي رمضان مليئةٌ بالأعمال الصالحة التي يتقرَّب بها المؤمنون، فالسعيدُ مَن عمِل فيها واغتنمَها. ليالي رمضان تعظُم منزلةً أنَّ في كل ليلة مِن لياليها عتقاءَ عند المليك الغفَّار، يعتق الله مِن النار ما شاء ومَن شاء مِن خلْقه؛ قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا كانتْ أوَّلُ ليلة مِن رمضان، فُتِّحتْ أبوابُ الجنة فلم يُغلقْ منها باب، وغُلِّقتْ أبواب جهنم فلم يُفتحْ منها باب، وصُفِّدتِ الشياطين، ويُنادِي مناد: يا باغيَ الخير أقبِل، ويا باغيَ الشرِّ أقصِر، ولله عتقاءُ مِن النار، وذلك في كلِّ ليلة)). ليالي رمضان ليالٍ عامِرة بتلاوةِ القرآن؛ فقدْ كان جبريلُ - عليه السلام - يَلْقَى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في كلِّ ليلة مِن ليالي رمضان فيدارسه القرآن؛ لذا كان همُّ الصالحين تلاوةَ كتاب ربِّهم آناءَ الليل وأطراف النهار؛ ليكون شفيعًا لهم يومَ القيامة؛ يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الصِّيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ يومَ القيامة؛ يقول الصيام: أي ربِّ، منعتُه الطعامَ والشهوات بالنهار، فشفِّعْني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النومَ بالليل، فشفِّعْني فيه، قال: فيُشفَّعَانِ)). ليالي رمضان صلاة وتهجُّد وقِيام؛ يقول المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام رَمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تَقدَّم مِن ذنبِه)). ليالي رمضان، دعاء وتضرُّع وابتهال، ومناجاة لربِّ الأرض والسماء، يقول الحق سبحانه: ï´؟ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ï´¾ [البقرة: 186]. ليالي رمضان مِن أفضل ليالي العام، ليلة مِن لياليه خيرٌ من عبادة ألف شهر؛ قال عنها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تَقدَّم مِن ذنبِه)). ليالي رمضان سُويعات معدودات، أفضلُها وأمثلها وقتُ السَّحَر، هذه الساعة الشريفة المبارَكة، والتي قال الله فيها مثنيًا على عبادِه المتقين: ï´؟ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ï´¾ [الذاريات: 18]، فيها مِن التجليات والبرَكات ما لا يَعلمها إلاَّ الله؛ يقول عنها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يَنزِل ربُّنا - تبارك وتعالى - كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدُّنيا حين يبقَى ثُلُث الليل الآخِر، يقول: مَن يدعوني فأستجيبَ له؟ مَن يسألني فأعطيَه؟ مَن يستغفرني فأغفرَ له؟))، فحريٌّ بنا أن نغتنمَها، وخاصَّة في هذه الأيَّام المعدودات. فليكُن همُّنا فيما بقِي مِن ليالي هذا الشهر المبارَك أن نُرِيَ الله منا خيرًا بالاجتهاد في الطاعاتِ والقُربات، وعدَم تفويت هذه الساعات، فالمحرومُ مَن حُرِم هذه الليالي المبارَكة، جعَلَنا الله ممَّن ينال ثوابَها وبركتَها.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() كانوا معنا! راشد عبدالرحمن العسيري يمرُّ علينا رمضان وحال الدُّنيا في تغيُّر واختلاف، وهذه حِكمة الله في خَلْقه، وسُنَّته الجارية على عباده، فكم مِن قريب وعزيز مِن الآباء والإخوان والأحباب كانوا معنا في عامٍ مضَى، وهم الآن في قُبورهم موسدون، كأنهم ما عاشُوا ولا ساروا ولا ضحِكوا، اندرستْ سيرُهم، وما بقِي منهم إلا ذِكرُهم! أتراهم لو كانوا معنا، فما كان بوُسعهم أن يفعلوا؟ أتراهم سيضيِّعون أوقاتهم؟ أم سيعمرونها في طاعةِ خالقهم؟ أتراهم سيؤدُّون ما افترضَه الله عليهم؟ أم سيُسوِّفون أعمالَهم؟ أتراهم..؟ أتراهم..؟ أتراهم..؟ هذا حال مَن يتمنَّى أن يعود إلى الدنيا ليزيدَ حسناتِه ويمحو سيئاتِه! ولكن ما بال مَن لاحت أمامَه الفُرص، وما زال في عمرِه متَّسَع، هل سيصحو مِن غفلته، ويعتبر بمَن مضى، ويغيِّر مِن نهجه وسيرته، أم سيبقى في غفلتِه وغيِّه، حتى يفاجئه طارِقُ الموت بلا استئذان، فهل نعتبر بمَن مضى، أم نجعل أنفسنا عبرةً لمن بعدنا؟! فُرَص تتوالَى، ومِنح تتعاقَب، والعُمر فُرص، ولا فائدة مِن الندم على عُمر قد مضى، أو ساعة قد فاتتْ، أو فرصة قد ولَّت، إذا لم تستغلَّ في مرضاة الله. هذا نبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - يحضُّنا على اغتنام الفُرص، والمسارعة في اقتناصها؛ يقول - عليه الصلاة والسلام -: ((اغتنمْ خمسًا قبل خمس: شبابَك قبلَ هَرَمِك، وصحَّتَك قبل سَقَمِك، وغناءك قبل فَقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك))، فُرص غالية بيَّنها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ويَدْعونا لاغتنامها، فإذا لم تُستغلَّ في حينها، فلا فائدةَ من التحسُّر حال انقضائها. فما دامتْ هذه الفُرص بين أيدينا فلنستعدَّ لاغتنامها، ولنغيِّر فيها من أنفسنا، ولنستغلَّها قبل أن نندَمَ على ضياعها. ولا أعظمَ مِن مِنح الله، ولا أطيبَ مِن التعرُّض لنفحاته وعطاياه، خاصَّة في مواسم الخيرات والبَركات، فالحكيم مَن يتعرَّض لنفحات مولاه، ويستغل مواسم الطاعاتِ ليظفرَ بأعْلى الدرجات. وهذا رمضان قد مضَتْ أيَّامه، وتصرَّمت لياليه، وعن قريبٍ يتأذَّن بالرحيل، فهل يَسعُنا أن نلحق بأجوره، فأبوابُ الطاعات فيه أكثرُ مِن أن تُحصَى، وأنواع القُربات أكثر مِن أن تُعدَّ، فهل مِن مشمِّر، وهل مِن لاحِق بالرَّكْب، وهل مِن معمِّر لساعاته ولحظاته. فلنُرِ الله من أنفسنا خيرًا، فرمضان فرصة ومِنحة، فهو قد يأتي مرةً أخرى، وقد لا يأتي، فقدْ يأتي رمضان ونحن تحتَ التراب سلَّمنا الروح لبارئها، وقد يأتي رمضان ونحن على الصِّيام غيرُ قادرين. فالحمدُ لله الذي بمنِّه بلَّغَنا رمضان، ونسأله تعالى أن يُعيننا على الصِّيام والقِيام، وأن يُوفِّقنا للتَّمام، وأن يحسِن لنا الختام، وأن يجعلَنا من عتقائِه مِن النيران.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() حاجتنا لرمضان عمر مكطوف تهفو النفوس إلى رمضان رغم المشاق، وتستريح الأرواح إلى شم عبيره، وتنسُّم رُوحانيته الصافية، والمسلمون اليوم في أشد الحاجة إلى رمضان؛ ليساعدهم في انتصارهم على عدوهم لداخلي (النفس)، والخارجي (الشيطان)، والشيطان له صولة وجولة في نفوسهم، لطالما صدَّها عن الصراط المستقيم، وحادَ بها عن النَّهج القويم، كثيرًا ما سوَّل لها المعاصي والذنوب والآثام، وزيَّن لها الشهواتِ والشبهات، فإذا كان هذا حالَهم، فما أحوجهم إلى مُعِين يعينهم على ما هم فيه، وأي معين، إنه رمضان، وما أدراك ما رمضان؟! إنه مبعوث العناية الإلهية، يُصفَّد فيه الشيطان، وتغلق فيه أبواب النيران، وتجتاح روحانيته مستعمرات الطغيان، نحتاج رمضان لنخلوَ بأنفسنا محاسبين، معاتبين، متأملين في سيرنا الحثيث إلى الله، ونسأل أنفسنا: هل نحن في طريق النجاة سائرون، أم عنه حائدون؟! نحتاج رمضان لنتقلل من أعمالنا الدنيوية، ونكون في سياحة ربانية؛ ذِكرًا وتسبيحًا وتهليلاً، نحتاج رمضان لنفتح فيه كتاب ربنا تالين له، ومتدبرين متأملين في معانيه وأسراره، واقفين عند مبانيه؛ لنحصل بكل حرف على عشر حسنات، إلى أضعاف كثيرة. نحتاج رمضان لنقرأ فيه القرآن؛ فهو شهر القرآن، ليذكِّرنا بسنن النصر، ويجيبنا على سؤالنا: متى تنتصر الأمة؟! متى تتحلل من قيود الذل؟! وتستيقظ من رقدتها التي طالت، نحتاج رمضان لنقرأ فيه النصر في بدر (يوم الفرقان)، والنصر في فتح مكة، وعين جالوت، وفتح الأندلس، ويعلمنا الدروس من موقعة: بواتييه (بلاط الشهداء)، ويذكرنا بانتصاراتنا، فنحن اليوم في أمسِّ الحاجة إلى شيء يعيد لنا الأملَ المفقود. نحتاج رمضان لكي يخرجنا من واقعنا في سياحة إيمانية إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وصحابته الكرام، وكأننا نتأمَّلُ مسجدهم وصلاتهم وإفطارهم وهم يدعون: (ذهَب الظمأ، وابتلَّت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله)، نتعلم من خلال هذه الرحلة المباركة الصبرَ والطاعة المطلَقة والمراقبة والإيمان باليوم الآخر. نحتاج إلى شهر القرآن لنقرأ فيه سنن الله، وكيف يعامل الله الطواغيت؛ فالأمة اليوم تعاني من تسلُّط مجرميها، وقسوة ظلاَّميها، وطغيان أعدائها، وفجور أرباب الهوى فيها، تعاني أهلَ الغفلة والإعلام الماجن والفجور والسفور، تعاني شياطين الإنس، أما شياطينُ الجن فهي مسلسَلَة. نحتاج رمضان لمقاومة هوى النفس، والنزعات الشيطانية، لمقاومة العين التي طالما تطلَّعت إلى ما حرم الله، ومقاومة اليد التي كثيرًا ما بطشت بغير حق، وآذت واستولت وفعلت ما فعلت، لمقاومة الأذن وهي تتلذَّذ بسماع الغِيبة والنميمة والفحش وسوء القول، ï´؟ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ ï´¾ [النساء: 148]، فأهلاً يا رمضان، الكل بانتظارك لتكون شاهدًا لنا لا علينا، وعونًا لنا على أنفسِنا، لنقاوم كلَّ ما نواجه في حياتنا؛ قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((رُبَّ صائِمٍ حَظُّهُ من صِيامِهِ الجوعُ والعَطَشُ، ورُبَّ قائِمٍ حَظُّهُ من قِيامِهِ السَّهَرُ)) صححه الألباني.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() مبارك عليك الشهر (11) أ. محمود توفيق حسين عندما تنفردين بزوجك الموظف البسيط وقد بانت عليك الجديَّة وتلحِّين عليه أن يعمل حسابَه على سلفة من العمل لشراء المجففات والمكسرات لرمضان، مثلما اعتاد خلقُ الله على شرائها ويطلب منكِ أن تسيري الأمور في حدود ما تيسَّر له حتى لا يستدين على الزبيب والجوز والتين المجفف والقراصيا وقمر الدين فترفضين وتحتجِّين عليه بأنه (موسم يا رجل).. لا تفكري بأنه من قدر رمضان أن نتبضَّع له بل فكري في أنه من قدر رمضان أن نتورَّع فيه لا تفكري بأن هذه عادة الناس بل فكري في أنه ليس من سنَّة خير الناس لا تفكري في أن مطاولة الناس في المخيلة والترف تبيض الوجه في الدنيا بل فكري في أن مطاولة الصالحين في مجاهدتهم وطاعاتهم تبيض الوجه في الآخرة. مبارك عليك الشهر وقد خرجتِ منه من أَسر الشكليات إلى الجوهر
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() مشاريع رمضان تولد كبيرة وصال تقة ما يولد كبيرًا لا نحتاج إلى كثير جهد لإنمائه؛ فقد كفاك بولادته كبيرًا ذلك، إنما نحتاج إلى جَلَد وقوة ومثابرة لكي نحافظ على حجمه.. مشاريع رمضان تولَد كبيرة، فلنحرص على أن تبقى كذلك، وألا تضيع منا في زحمة الساعات وتوالي الأيام وتقادمها.. ولنسأل الله أن يتسلمها منا متقبلة.. وإن لم نستطِعْ بناء محيطنا اللائق بنا، فلا أقل من التأقلم معه.. وإلا فحياة خنوع وذل ونكد وضيق وغمٍّ وهم.. رمضان يعلِّمنا أننا إن كنا قادرين - خلاله - على تكوين بيئتنا وبناء محيطنا النوراني بمنَّة الله وفضله وجوده، فإننا - من باب أولى، وعلى الأقل - قادرون على التأقلم مع أجوائه الإيمانية. فإن لم يكن لا بناء وتكوين، ولا تأقلم وتعوُّد، فلنتَّهم قلوبنا وضعفَ همتنا وقبلها نيَّاتنا.. فالزمان زمن نفحة ومنَّة وكرم وعفو وجُودٍ إلهي.. والمحروم من حرم نفسه العفوَ والجِنان والزاد والتجارة الرابحة وقد سالت بها السماء، واحتملتها السيول زبدًا رابيًا متبرجًا للطالبين، لا يحتاج إلى طول سبر، ولا إلى كثرة غوص: منةً من المنان الجَوَاد الذي أخذ على نفسه عهد عتق رقاب عباده كل ليلة، القائل على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: ((إذا كانت أول ليلة من رمضان صُفِّدت الشياطين ومردةُ الجن، وغُلِّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، ونادى منادٍ: يا باغيَ الخير، أقبل، ويا باغيَ الشر، أقصِرْ، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة))؛ صححه الألباني. اللهم لا تحرمنا بذنوبنا الوقوفَ على باب عفوك، واجعلنا يا كريمُ يا رحيم من عتقائك في هذا الشهر الكريم.
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() الميزان الحقُّ ما تعادلت كِفَّتاه.. رمضان فرصتنا حتى تتعادلَ كِفَّتا الميزان.. وصال تقة ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ï´¾ [المؤمنون: 59 - 61]. عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله، ï´؟ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ï´¾ [المؤمنون: 60]، هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو يخاف الله عز وجل؟ قال: ((لا، يا بنت أبي بكر، يا بنت الصِّدِّيق، ولكنه الذي يصلِّي ويصوم ويتصدَّق، وهو يخافُ الله عز وجل)). • ريح مرسلة.. • سبَّاقون بالخير.. • أولئك الذين يسارعون بالخيراتِ.. • ولا ضامن لهم من الديَّان الحسيب سريع الحساب إلا هو سبحانه.. صيام وقيام وبرٌّ وإحسان وصدقات وقربات.. طاعة وإخلاص، وجدٌّ واجتهاد.. تلك كِفَّة الميزان.. وكِفَّتها الأخرى: شفقة ووجَل وخشية من عدم القَبول، ومن توقُّع المكروه وسوء العاقبة، وما يطلع عليه عند لقاء الديان.. تلك الموازين الحق.. والمغرور من غرَّه عمله.. فيا ليت شعري، أخوفٌ من سيئات قد سوَّدت الصحائف، هي تحت مشيئة التوبة والأوبة والإنابة؟ أم من حسنات كالجبال، رد وهباء وعِهْن منفوش؟ إلا أن تتغمدَنا برحمتك وعفوِك وبِرِّك وإحسانك..
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() رمضان فرصة لتنويع العبادات وصال تقة ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ï´¾ [البقرة: 208]. 1- اعملوا بجميع الأعمال ووجوه البِرِّ: رمضان فرصتنا لنسدر بالرُّوح في رياض المحبة والخضوع والطاعة، ولنُحييَ السنن المهجورة، ولننوِّع العبادات، ولنجرِّب تلك التي لا نمنح أنفسنا فرصة النهل منها باقي أيام السنة.. 2- خُذوا بجميع عرى الإسلام وشرائعه وشعب الإيمان، واعملوا بجميع أوامره، واتركوا جميع زواجِرِه ما استطعتم من ذلك. 3- أقيموا شعائرَ الإسلام واشتغلوا بها عمَّا عداها. 4- ادخلوا بكل جوارحِكم في شرائع الدِّين، قلبًا وقالبًا، روحًا وجسدًا. رمضان فرصتنا لتحقيق الدخول في السِّلم كافة. اللهم مددَك وعونك وتوفيقك وقبولك..
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() إني صائم... إني صائم راشد عبدالرحمن العسيري الصيام مدرسةٌ جامعةٌ يتعلَّم فيها المسلم معاني عظيمةً تُعينه على تقوية النفْس وتهذيبها، والسمو بها إلى الأفْضل والأكمل. والمتمعِّن في الصيام يجد أنَّ غايته هي تقوى الله - عزَّ وجلَّ - وتعظيم حُرماته، وجِهاد النَّفْس على مخالفةِ الهوَى، والبُعد عمَّا حرَّم ونهى. فليس المقصود مِن الصيام مجرَّد الامتناع عنِ الطعام والشراب وسائرِ المفطِّرات الحسيَّة فقط، بل وجَب حفظُ الصوم وصونُه مِن كلِّ ما يدنسه أو ينقص أجْرَه، فوجَب الامتناع عن مفطِّرات أُخَر، لا يكمل صيام أحد إلا بالامتناعِ عنها؛ قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يدَع طعامَه وشرابَه)). فكما يصوم المسلِم عن المفطِّرات الحسيَّة المباحة، وجَب عليه أن تصومَ جوارحُه عن كل ما يُذهِب أجْر صومِه من المفطِّرات المعنويَّة، وكما أنَّ للجسم صيامًا فإنَّ للجوارح صيامًا أيضًا: فصيام العينين غضُّهما عمَّا حرَّم الله، وصيام الأُذنين حفظُهما عن سماع ما حذرونهى، وصيام اللِّسان صونه عن قولِ ما منَع وزجَر، وهي أمورٌ قد غفل عنها كثير مِن الناس، فقدْ يصوم الصائِم عن الطعام والشَّراب، ويُفطِر على غيرِهما، قدْ ملأ يومَه بأقوالٍ وأفعال تنقص مِن أجْره صومه، أو قد تُبطل عملَه؛ يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رُبَّ صائمٍ حظُّه مِن صيامه الجوعُ والعطَش، ورُبَّ قائمٍ حظُّه من قيامه السَّهَرُ)). وقد أرْشدَنا نبيُّنا - عليه الصلاة والسلام - إلى طريقةِ حِفظ صيامنا ممَّا قد يخلُّ به، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((إذَا أصْبَح أحدُكم يومًا صائمًا، فلا يرفُث ولا يَجْهَل، فإنِ امرؤٌ شاتَمه أو قاتَله، فليقلْ: إنِّي صائِمٌ إنِّي صائِم)). هذا التوجيهُ النبويُّ يترُك أثرًا في النفس المسلِمة لبيان عظمةِ هذا الأمْر، وتربية للأمَّة على الأخلاق الرفيعة، والسماحَة في القول والفِعل؛ لتكون درسًا تستفيد منه في رمضان وفي سائِر شهورِ العام. وقدِ اعتنى سلفُنا الصالح بصومِ الجوارح عن المحرَّمات اعتناءَهم بصومِ الجِسم عن المفطِّرات؛ رُوي عن جابرِ بن عبدالله - رضي الله عنهما - قوله: "إذا صُمتَ فليصُم سمعُك وبصرُك ولسانُك عن المحارِم، ودَعْ عنك أذَى الجار، وليكُن عليك سكينةٌ ووقارٌ يومَ صومِك، ولا تجعلْ يومَ صومِك ويومَ فِطرك سواءً". ويقول ابنُ القيِّم - رحمه الله تعالى -: "الصَّومُ هو صومُ الجوارح عنِ الآثام، وصوم البَطن عن الشَّراب والطعام، فكما أنَّ الطعام والشراب يقطعُه ويفسده، فهكذا الآثام تقْطَع ثوابَه وتُفسد ثمرتَه، فتصيِّره بمنزلة مَن لم يصُمْ". ورُوي عن أحدِ الصالحين قوله: "ليس الصومُ صومَ جماعةٍ عن الطعام، وإنَّما الصوم صومُ الجوارح عنِ الآثام، وصَمْت اللِّسان عن فُضول الكلام، وغضُّ العين عن النَّظَر إلى الحرام، وكفُّ الكفِّ عن أخذ الحُطام، ومنْع الأقدام عن قبيحِ الإقدام". فحريٌّ بالمسلِم أن يحفظ صيامَه عمَّا حرَّم الله مِن الأقوال والأفعال، وأن يحرِص على صونِه عن كل ما يجرحه، وينقص مِن أجْرِه، ويخرجه مِن هيئته، ولنأخذْ مِن مدرسة الصيام زادًا يُعيننا على الصالحات بعدَ رمضان.
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() في رمضان اسأله أن يرحم فيك ضعف الإنسان وصال تقة ذنبك.. ذاك الذي جاهرت به، وذاك الذي تلبَّس عليك مع الطاعة، وذلك الذي خفي عن أعين الناس.. دمعة وزفرة وسجدة بين يدي القويِّ سبحانه معترفًا بضعفك وبغلبة شهوة نفسك المركبة جِبلَّة فيك، تسأله أن يرحم فيك ضعف الإنسان، وأن يغيثك من الأمَّارة بالسوء، وألا يكلك إلى نفسك طرفة عين.. والأوبة مِنَّة، والتوبة فضل، والدمع والاعتراف أول خطوة على طريق الهداية.. ومضة: فلسفة الذنب: ليست هذه دعوة إلى اقتراف الذنوب، ولا إلى تنحل الملائكية والقداسة والتنزيه، إنما هي دعوة إلى الإصاخة إلى صوت الفطرة داخلنا.. إلى إعمال الفكر في إنسانيتنا بعد الوقوع في الذنب.. تُعِين الشاردَ على الأوبة، والمتعاليَ على الرضوخ والإذعان. فرُبَّ ذنبٍ يقرِّبك من مولاك، يجعل قلبك يسجد بين يدي القوي سبحانه معترفًا بضعفك، وبغلبة شهوة نفسك المركبة جبلَّة فيك، تسأله أن يرحم فيك ضعف الإنسان، وأن يغيثك من الأمارة بالسوء، وألا يكلك إلى نفسك طرفة عين، ويجعل روحك تسجد لغافر الذنب الرحيم التواب، العليم بضعف عباده وبتلبُّس الشهوة بهم، وضعفهم أمامها، القابل لتوبتهم ولأوبتهم واستغفارهم.. وذنب يعرِّفك نفسك، ويجعلك تكيل لها الاتهامات.. يعلِّمك أنك مهما بلغت من مراتب العلم والتقوى إنسانٌ، وإن أردت محاكاة الملائكية والسير في دروب النور، فطبعك الآدمي غلاب.. يعلِّمك ألا تزكِّي نفسك، وألا تتعالى على الخَلْق بعلمك أو بأخلاقك، ويذكرك أنك مهما اجتهدت فأنت معرَّض للابتلاء والتمحيص والفتنة، فيجعلك لا تظن بنفسك خيرًا، وتبتعد عن العُجب والغرور.. يعلِّمك السير في دروب المجاهدة، وتكلُّف الإخلاص حتى يصير ديدنك، والتصبر إلى حين البلوغ للصبر، والتخوف حتى يصبح الخوف فيك جبلَّة، والتورع حتى يصبح الورع سجيتك، والتعفف حتى يصبح العفاف نهجك.. ونفسك المحبة للحق ابتداءً، المتجاذفة بين الطاعة والعصيان، يمدها النور تارة والظلام أخرى، هي نفس إنسان قبل كل شيء، نبتتها طيبة لكنها اجتيلت، وأوشك الهوى أن يستعبدها، تطلع إليها وانفُضْ عنها العتمة، جاهِدْها.. اجلدها.. علِّمها أن تسير على درب الوصول خاضعة خانعة منقادة.. وتبقى فلسفتك في التعامل مع الذنب بعد وقوعك فيه الفيصل بينك وبين من حادُوا وشردوا وقطعوا على التوبة سبل الإياب..
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() مبارك عليك الشهر [12] أ. محمود توفيق حسين عندما تكون جدتك قد جاءتكم زائرةً في الشهر الكريم وتجلس بينكم وعيناها ممتلئتان بالغبطة والتقدير بنسلها وهي سعيدة بأن صرت شابًّا وأخذَت تذكرك بطفولتك، ولثغتك القديمة وتعلُّقك بها، وسيرك خلفها وأنت ممسك بثوبها جيئة وذهاباً تذكرك وهي تأكل بطاقم أسنانها وتسحب الكلام منك سحباً، ولا زالت مبتسمة وأنت تردُّ بغير اهتمام.. تتعجل إنهاء إفطارك، لتذهب مع الصحبة إلى المقهى ومع ذلك فهي تحاول معك مرةً وراء مرة، كأنها لا تصدق أنك لا تعبأ بوجودها وأنه لم يعد فيك أيُّ شيء من ذاك الولاء الذي كان في الطفل المتمسك بثوبها ويناديك أصحابك من الشارع فتقوم رغم أنها طلبت أن تجلس إليك قليلاً.. يا حفيدها؛ تَراجَعْ، وابتسم في وجهها الطيب، وأشعرها بسعادتك بوجودها وقل لأصحابك من الشرفة أنك ستجلس مع جدتك وستقابلهم في وقت لاحق لا تفكِّر بأنها من عالم آخر، بل فكِّر بأنك منها لا تفكِّر بأن حديثها البسيط لم يعد يناسبك بل فكِّر في أن من يناسبك حديثهم لا يدعون لك وهي تدعو فكِّر بأنك لأقرانك طوال العام.. فاجعل لكبار السن والأهل نصيباً منك في رمضان. مبارك عليك الشهر وقد خرجت منه مكرماً للكبار
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |