|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة رسائل للشباب أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي الخطبة الأولى الشباب عماد الأمم، وسلاح الشعوب، يؤثرون في الأمة سلبًا أو إيجابًا، يدفعون عجلة التأريخ نحو أمل مشرق، ومستقبل مضيء، أو يديرونها إلى الوراء جهلاً وحمقًا. والتاريخ يشهد على هذه الحقيقة، وأيام الزمن صور وعبر.. فالشباب قوة الأمم، وفخارها وذخرها وسندها، ولذا كان لا بد من حديث خاص نخاطب فيه الشباب، شعاره الصدق والمحبة، وعنوانه الصراحة والتجرد.. فإليك أيها المبارك.. إليكَ يا أمل الأمة.. إليك يا سليل المجد.. يا حفيد العز.. كلماتٍ ملؤها الصدق والوفاء، دفعني لها حبك وحب الخير لك. فأملي أن تعيرني سمعك، ليكون الحديثُ حديثَ القلب إلى القلب، دعنا نتحدث بكل وضوح وصراحة وموضوعية.. وإليك أهدي في هذا المقام خمس رسائل نفعنا الله بها جميعا. الرسالة الأولى: لماذا خلقت؟ ما الغاية من وجودك؟.. الإجابة واضحة بدهية، خُلقنا لعبادة الله.. والسؤال الأهم: هل حياتنا، أفعالنا، أقوالنا، أخلاقنا، مشاعرنا، أفراحنا، وأحزاننا، آلامنا، وآمالنا.. هل هي لله، وفي مرضاة الله أم لا؟.. إن مسألة العبودية ليست حكرًا على المساجد والفرائض المعروفة فحسب؛ بل في كل الأماكن والأوقات والأحوال؟.. ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام:162]. انظر أخي في نفسك.. ماذا يملأ قلبك؟ ماذا تحب؟ ومن تحب؟ ولماذا تحب؟ متى تفرح وتسر؟.. ولماذا ولمن؟.. أين تحب الجلوس؟ مع من؟ ماذا تسمع؟ بماذا تتحدث؟ أقوالك أفعالك.. لمن تصرفها؟ وما الذي يحركها؟... أسئلة كثيرة تحتاج منك أيها المبارك وقفةً جادة للمحاسبة والمراجعة. لتجعل كلَّ حياتك وفق ما يرضي ربك ومولاك جل وعلا. الرسالة الثانية: قل لي: من تصاحب؟ أقُلْ لك: من أنت؟.. النفس تؤثر وتتأثر سلبًا أو إيجابًا، وكلما كثرت الخلطة وطالت.. كثر ذلك التأثر وزاد.. قال صلى الله عليه وسلم : (( المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل )).. وهذا الواقع يشهد على ذلك؛ فانظر إلى نفسك، نفسك أنت، كم من الخصال والطباع الحسنة والسيئة التي لم تكن عليها من قبل.. ها أنت ذا مارستها شيئًا فشيئًا حتى غدت عادة لك.. انظر حال المدخنين مثلاً؛ كان أولُ عودٍ أحرقه الواحد منهم تقليدًا ومحاكاة، وربما مجاملة لآخر، حتى أصبحت عادة وطبعًا.. وإن السؤال الذي يتحرج من طرحه كثيرٌ من الشباب، ولا يرغبون سماعه، ويتهربون منه حتى في صراعهم مع أنفسهم، هل أصدقاؤك وأحبابك؟ أصدقاء صلاح واستقامة أم لا..؟ والجواب على هذا السؤال تعرفه من خلال: ماذا يقول هؤلاء الأصدقاء؟ ماذا يفعلون؟ هل آراؤهم.. طباعهم.. توافق الشرع؟ هل ترضي الله؟ هل جلوسك معهم يقربك من ربك أم على العكس من ذلك؟.. يحافظون على الصلاة والواجبات أم يضيعونها؟.. أفعالهم أفعال العقلاء والرجال أم أفعال السفهاء؟.. هل تصرفاتُهم نافعةٌ لهم ولأهلهم ومجتمعهم ووطنهم وأمتهم أم في جانب الضياع والفساد؟.. ربما قد تعلو كثيرًا من مجالس شبابنا الضحكاتُ والنكت، فلماذا يكون بعدها هموم وحسرات، وغموم وآهات. والإجابة بكل جلاء: لأن هذه المجالس لا ترضي الله ولا ترضي ضميره المؤمن ولا ترضي القريب والصديق والحبيب، وخاصة حينما تكون هذه المجالس تُبعد عن طاعة الله والعبودية له. أخي الحبيب.. من تحب؟ من تجالس؟ من تصاحب؟ أولئك الذي تعلق قلبُك بهم.. اعلم أنك مثلهم وتتأثر بهم في دينك ودنياك، واعلم أنك ستحشر معهم يوم القيامة؟.. فالمرء مع من أحب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. الرسالة الثالثة: أين الاعتزاز يا أيها الشباب بديننا وشخصيتنا الإسلامية.. إننا نرى بعض شبابنا في موقف تلو موقف يظهر منهم فيها تنازلٌ عن ديننا ومبادئنا؛ ومخالفةٌ لما عليه أهلونا ومجتمعاتنا من الصفات الطيبة. انظر إلى لبس بعض شبابنا لألبسة عجيبة من موضات سيئة، وكيف يعبثون بأشكالهم ورؤوسهم لهثا وراء تقليد لكفار أو فسقة فجار أو تَميّعٍ أو تأنث. إن الذي كذلك لهو سُفلي الاهتمام.. ضعيف الإرادة والشخصية، لأنه يُقاد ولا يقود.. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا التقليد السيئ؛ روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري t عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( لتتبعنَّ سننَ من كان قبلكم شبرًا شبرًا، وذراعًا ذراعًا، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم))، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟، قال: ((فمن!)).. أيها الشاب المسلم: أنت والله العزيز وهم الأذلون.. أنت الشريف وهم الوضعاء ﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الاْعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران:139]. فأنت على مر العصور قائدٌ لا مقود، فلتحرص على تحقيق ذلك. الخطبة الثانية الرسالة الرابعة: احذر من الفهم الخاطئ للرجولة ومظاهرها، فهناك لدى بعضٍ من الشباب فهمًا سقيمًا لهذه الرجولة. بصراحة: هل من الرجولة الاهتمام الزائد بالملبس والمظهر، وطول الوقوف أمام المرأة لتصفيف شعرك..؟ هل من الرجولة ملاحقة بنات المؤمنين، ورمي الأرقام، والمعاكسات والتفنن في اصطيادهن وإغوائهن..؟ هل من الرجولة سماع الأغاني السيئة ورفع صوت جهاز التسجيل والتراقص بالسيارة..؟ هل من الرجولة شرب الدخان والشيشة والجلوس في المقاهي التي تمتلأ بعجاجهما؟ هل من الرجولة التفحيط والتهور في قيادة السيارة..؟ هل من الرجولة الفزعات التي فيها تعديات وظلم للآخرين؟ هل من الرجولة السرقة؟ هل من الرجولة قلة الأخلاق وعدم المبالاة بالآخرين ومضايقتهم؟ هل من الرجولة تقليب القنوات والتفنن في الوصول إلى القنوات الهابطة للنظر إلى الفساد والرذيلة مما أنتجته شياطين الإنس؟ هل من الرجولة السفر للبحث عن أماكن العهر والضلال والتبجح بالحديث عن الموبقات..؟ هل من الرجولة رفع الصوت على الوالدين والتكبر عليهما؟ هل من الرجولة الإهمال في الدراسة وعدم احترام المعلمين؟ هل من الرجولة الإهمال في الوظيفة وعدم المبالاة؟ لا والله ليست الرجولة في هذه الأفعال السيئة. إن الرجولة في السير وفق ما يرضي الله مما يرتقي بك في دينك ودنياك؛ من مظاهر التقوى والجد والاجتهاد فيما ينفع والتحلي بالأخلاق الفاضلة. قال الله ومن أصدق من الله قيلا: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور: 36-37]. الرسالة الخامسة والأخيرة: أيها الأخ المبارك.. إذا أردت الطمأنينة والسعادة في الدنيا والآخرة فعليك بالقرآن والسنة قراءة وتدبرا وعملا، والحذر من الإعراض عنهما، اسمع ماذا قال الله في مصير المعرض: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾ [طه: 124-126]. ثم انظر ماذا قال الله في الفريقين أهلِ الهداية وأهلِ الضلالة: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الأنعام: 125]. كلنا نبحثُ عن السعادة، وإنها والله في صلاة خاشعة تناجي فيها مولاك تطلبه العفو وأنت تعلم بأنه يحب العفو، تلجأ إليه ليتوب عليك وأنت توقن بأنه التواب، تطلبه المغفرة وأنت تعلم بأنه الغفور، تسأله الهداية والثبات عليها حتى الممات وأنت توقن بأنه قريب يجيب دعوة الداع إذا دعاه.. إن السعادة في طاعة الله في المساجد في الصلاة في الدعاء في القرآن في بر الوالدين وصلة الأرحام في الأخلاق الفاضلة، في التوكل على الله مع الجد في الأخذ بالأسباب النافعة.. إن السعادة مع الرفقة الصالحة.. اللهم اهدنا وشبابنا إلى طريق الرشد والفلاح. اللهم اغفر لنا وتب علينا.....
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |