|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#26
|
||||
|
||||
![]() ولا شَكَّ أن الشاعر قد استحضر قوله - تعالى -: ï´؟ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ ï´¾ [هود: 44]. وكذلك قوله في استنهاض المسلمين، وحثهم على تَحكيم كتاب الله في إنصاف الشعوب، على أن يكون الله على ذلك شاهدًا: "اسْتَشْهِدُوا الرَّحْمَنَ فِيهِ عَلَيْكُمُ ![]() وَكَفَى بِرَبِّكَ شَاهِدًا وَحَسِيبَا" [10] ![]() وهو من قوله - تعالى -: ï´؟ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ï´¾ [النساء: 79]، وقوله - عزَّ وجلَّ -: ï´؟ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ï´¾ [النساء: 6]. ويقول في معرض وصفه لحالةِ الناس المتردية من جَرَّاء الحروب، وما تُحدثه من ويلات وكروب، حتى غدا الغنيُّ المترف طاويَ الحشا. "وَطَوَى الْحَشَا مَنْ كَانَ مِنْ ![]() مَنٍّ وَمِنْ سَلْوَى غِذَاؤُه"[11] ![]() وهو من قوله - تعالى -: ï´؟ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ï´¾ [البقرة: 57]. وهكذا تزين الديوان بهذه الاقتباسات القرآنية، وغيرها من الاقتباسات من كلام النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهذا يؤكِّد صلةَ غنيم الوثيقة بكتاب الله، وأنَّ هذا الأخير كان بمثابة الزاد الذي يندفع به "غنيم" لترسيخ آرائه وأفكاره، وإيضاح معانيه وموضوعاته. وفي إطار الأغراض، يتناولُ "غنيم" المدحَ فيسخِّره في خدمة عقيدته، لا يبغي به مادةً زائلة، أو مَنصبًا مزورًا، وإنَّما يَمدح من كان وثيقَ الصِّلة بدينه، عالِمًا بأحكام شريعته، فهو يقول في مدح "هيكل باشا": "رَجُلُ الْعَقِيدَةِ لاَ يُقَدِّسُ غَيْرَهَا ![]() إِنْ قَدَّسَ الْمُتَلَوِّنُونَ الدِّرْهَمَا ![]() بِيعَتْ مَبَادِئُنَا فَمَا أَبْصَرْتُهُ ![]() فِي السُّوقِ سَاوَمَ حَرَّةً أَوْ سُووِمَا" [12] ![]() وإذ يمدح فيه طريقته في الكتابة، يَجعل قلمَه كضميره عفيفًا نقيًّا، سواء في حالة هجومه على خصمه، أو هجوم خصمه عليه: "عَفَّ الْيَرَاعَةِ وَالضَّمِيرِ كِلَيْهِمَا ![]() سِيَّانِ هَاجَمَ خَصْمَهُ أَوْ هُوجِمَا" [13] ![]() كما يَمدح فيه كتابتَه في السيرة النبوية: "حياة محمد"؛ لِمَا له من نفع يعود على الناس بفَهْمِ سيرة نبيهم - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما ذكر ما تَميز به هذا الكتاب من سهولة في التناوُل، ووضوح في العرض: "خَلَّدْتَ لِلْإِسْلاَمِ سِيرَةَ أَحْمَدٍ ![]() فَحَلَلْتَهَا لِلنَّاسِ لُغْزًا مُبْهَمَا" [14] ![]() وذكر من صفاته: الشهامة والشجاعة، حتى كأنه جيش يواجه الأعداء: "مَا كُنْتَ فَرْدًا إِذْ وَقَفْتَ مُنَافِحًا ![]() بِلْ كُنْتَ جَيْشًا لاَ يُفَلُّ عَرَمْرَمَا" [15] ![]() كما أنه جعل الوطنَ سبيلاً إلى إرساء العقيدة، ولو كان الموضوع يتعلَّق بمجال المرأة، يقول مخاطبًا "الريف": "حَيَّيْتُ فِيكَ الثَّابِتِينَ عَقَائِدًا ![]() وَالطَّاهِرِينَ سَرَائِرًا وَقُلُوبَا ![]() وَالذَّاهِبَاتِ إِلَى الْحُقُولِ حَوَاسِرًا ![]() يَمْشِي الْعَفَافُ وَرَاءَهُنَّ رَقِيبَا"[16] ![]() وهو في معرض وصفه لجمال الطبيعة، واستمتاعه بأُنْسها، لم ينسَ أن يعزوَ ذلك الجمال إلى قدرة البديع - سبحانه - دون أن يستغلَّها في وصف ملاهيه ولياليه الحمراء، وأن يَجعل منها أداةَ مشاركة في الأنس المذموم، والمتعة الحرام: "وَلَمْ أَرَ كَالطَّبِيعَةِ ذَاتَ حُسْنٍ ![]() مُبَاحٍ تَشْتَرِيهِ بِغَيْرِ مَالِ ![]() يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |