الاعتراف يهدم الاقتراف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 30258 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 170 - عددالزوار : 53346 )           »          التمدد الشيعي في المغرب العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 6 )           »          المشروع الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 768 )           »          الصالون الأدبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 25408 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 43 - عددالزوار : 15705 )           »          وقفات مع حديث الشفاعة العظمى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 5338 )           »          شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 867 - عددالزوار : 75202 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 32713 )           »          من أحكام سجود السهو (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-09-2021, 05:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,990
الدولة : Egypt
افتراضي الاعتراف يهدم الاقتراف

الاعتراف يهدم الاقتراف



حسام بن عبدالعزيز الجبرين








الحمد للهِ الَّذِي شرعَ الشرائعَ رحمةً وحِكْمةً ليبلونا أينا أحسن عملا، أمرناَ بطاعتِه لا لحَاجتِهِ بلْ لنفعنا، يغفرُ الذنوبَ لكلِّ مَنْ تاب إلى ربه ودنا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له يجزل العطايَا لمنْ كان مُحسنًا، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولهُ رفَعَه فوقَ السموات فدَنَا، صَلَّى الله وسلم عليه وعلى آلِهِ وأصحابه الكرام الأمَنَاء، أما بعد:







فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، واسمعوا رحمني الله وإياكم إلى قول بلال بن سعد - رحمه الله -: "اعلموا أنكم تعملون في أيامٍ قصارٍ لأيامٍ طوالٍ، في دار زوالٍ لدارِ مُقامٍ، ودارِ حزنٍ ونَصَب لدارِ نعيمٍ وخُلْد".







إخوة الإيمان: سؤالٌ عظيم طَرَحَه أفضل الأمّة! على أفضل الرسل!، سؤال يتعلق بمخ العبادة؛ يريد أن يدعو به في أفضل العبادات العملية! فتعالوا إلى هذا الخبر.. أخرج الشيخان عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي، قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ". وفي رواية لمسلم: عَلِّمْنِي يا رَسولَ اللهِ، دُعَاءً أَدْعُو به في صَلَاتِي، وفي بَيْتِي..







الله أكبر.. صدّيقُ الأمةِ المبشرُ بالجنةِ أرشده الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذا الدعاء العظيم، فتعالوا نتأمل جملَه..







" عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي "؛ لأن في الصلاة أعظم العبادات العملية، وفي سجودها أقربُ ما يكون العبد من ربه!







" قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا " فالصدّيق على منزلته العالية ليس معصومًا، وليس بين المخلوقين وبين الخالق سبحانه نسب؛ إنما محض العبودية والافتقار من العبد، ومحض الجود والإحسان من الرب عز وجل.







وفي هذا الاعتراف افتقار لله وانكسار وهذا لبّ العبودية! وفيه هضم للنفس مع ربها العظيم! الذي لا يزال العبد يتقلّب في نعمه وآلائه، ولو قضى العبد عمره في طاعة ما جزى نعمة نَفَسِه الدائم في يقظته ومنامه! ولا جزى نعمة القلب الذي ينبض من قبل ولادته لم يتوقف! فكيف بالنعم الأخرى الكثيرة!







فحق الله سبحانه كبير ولا يستطيع العبدُ أن يلحقَ له جزاءً فكيف مع قلة طاعتنا وكثرة ذنوبنا!







وهذا الاعتراف بالتقصير ينفعُ ويرفعُ العبد عند ربه جل وعز.







وجاء في الدعاء العظيم: " ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ " وهذا إقرار بالوحدانية واستجلاب للمغفرة، ففي الإسلام العلاقة بين العبد وربه لا تحتاج إلى وسطاء، بل تضرعٌ وانكسارٌ وطلبٌ من الرب سبحانه بلا واسطة! بخلافِ دياناتٍ أخرى ينكسرون لمخلوقين طلبًا لغفران ذنوبهم، فالحمد لله على نعمة الهداية للإسلام.







" ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ " جملة تضمنت التوحيد والاستغفار، وقوام الدين بهما؛ فقد قرن الله بين التوحيد والاستغفار في مواضع قال سبحانه: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾محمد19 وفي موضع آخر: ﴿ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ. وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ ﴾ هود2،3







وفي قوله " فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ " تنكيرٌ يفيدُ أن المطلوبَ غفرانٌ عظيمٌ، مغفرة يتفضل بها سبحانه على عبده المقصرِ الظالمِ لنفسه.







"وكلما ازداد العبدُ تواضعًا لله وعبوديةً ازداد إلى الله قربًا ورفعةً ومن ذلك توبته واستغفاره "







" فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ " وفي هذا توسل بأسماء الله سبحانه قال جل وعز ﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف:180] وقد اقترن (الغفور) و(الرحيم) في القرآن الكريم أكثر من سبعين مرة! ولعله من أسرار ذلك أنه غفور للعباد لأنه سبحانه رحيم.







قال ابن حجر: " هذا الدعاء من الجوامع لأن فيه الاعتراف بغاية التقصير وطلب غاية الإنعام؛ فالمغفرة ستر الذنوب ومحوها، والرحمة إيصال الخيرات ". اهـ







إخوة الإيمان:



ونجد أن هذا الدعاء وافق سيد الاستغفار في ثلاثة أمور: وافَقَهُ في التوحيد وافقه في الاعتراف لله بالذنب ووافقه في طلب المغفرة.







اللَّهُمَّ إنِّا ظَلَمْنا أنفسنا ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لنا مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِا، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.







الخطبة الثانية







الحمد للهِ العفوِ الغفّار، وأشهد إلا إله إلا الله الواحدُ القهّار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى المختار، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأخيار والتابعين ومن تبعهم بإحسان، أما بعد:







إخوة الإيمان: فإن التوبة ليست نقصًا بل هي من أفضل الكمالات وهي واجبة على جميع الخلق، وهي الغاية وبها كمال القرب من الله عز وجل، قال سبحانه ﴿ لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾التوبة117 وقال عز وجل ﴿ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 73].







وبالمغفرة نال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة يوم القيامة؛ ففي "الصحيحين" في حديث الشفاعة: " ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، عَبْدًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبهِ وما تَأَخَّرَ ".







عباد الرحمن: وقد أخبرنا سبحانه عن دعواتٍ غفر لأهلها، فيها اعتراف بالاقتراف وهم سادات البشر!







فهذا أبونا آدم عليه السلام و أُمّنا حواء ﴿ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]، وهذا يونس بن متّى ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 87، 88].







وهذا خبر موسى عليه السلام قبل النبوة لما قتل خطأ؛ ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [القصص: 16] وستجد في دعوات أفضل الأنبياء عليه الصلاة والسلام استغفارًا كثيرًا ودعواتِ مغفرةٍ متنوعةٍ كثيرةٍ عامةٍ وخاصة، مجملةٍ ومفصلة.







يقول إسحاق الموصلي:" الاعتراف يهدم الاقتراف "، ومصداقها في التنزيل ﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [التوبة: 102].







ختامًا: احرص على ملازمة هذا الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر في صلواتك واجعله ضمن دعواتك..



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.02 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]