دهاء بدهاء.. والبادئ أظلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 869 - عددالزوار : 119254 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024268 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301514 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40256 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367122 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-09-2022, 10:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,245
الدولة : Egypt
افتراضي دهاء بدهاء.. والبادئ أظلم

دهاء بدهاء.. والبادئ أظلم
مصطفى شيخ مصطفى




شدَّني للكتابة عن هذا الشَّاعر أبياتٌ في قصيدةٍ شَهيرة له من "مجمهرة عدي بن زيد"، وهذه بعض أبيات مختارَة منها:
أتعرِف رسمَ الدار من أمِّ معبد
نعم، ورماك الشوقُ قبل التجلُّدِ

وعاذلةٍ هبَّتْ بليلٍ تلومني
فلمَّا غلَتْ في اللَّوم قلتُ لها اقصدي

أَعَاذِل إنَّ الجهلَ من لذَّة الفتى
وإنَّ المنايا للرجال بمرصَدِ

أَعَاذِل ما أدنى الرَّشاد من الفتى
وأبعدَه منه إذا لم يسَدَّدِ

كفى زاجرًا للمرء أيَّامُ دهرهِ
تروح له بالواعظاتِ وتَغتدي

فنفسك فاحفظها عن الغيِّ والرَّدى
متى تغوِها يَغوى الذي بك يَقتدي

عن المرء لا تسلْ وسَل عن قرينهِ
فكلُّ قرينٍ بالمقارن يَقتدي

ستدرِك من ذي الفحش حقَّك كله
بحِلمِك في رِفق ولمَّا تشدَّدِ

ولا تقصرَن عن سَعي مَن قد ورثتَه
وما اسطعتَ من خيرٍ لنفسك فازددِ

وبالعدلِ فانطق إن نطقتَ ولا تلُم
وذا الذمِّ فاذمُمْه وذا الحمدِ فاحمدِ


فخلف هذا الشعر عقلٌ وحكمة وأدب، يظهر ذلك من الأسلوب والمعنى، وللشَّاعر قصائد أخرى تتجلَّى فيها شاعريَّة الشاعر وعُذوبة ألفاظه وحُسن بيانه، رغم أنَّ الشاعر جاهليٌّ تحسُّ وأنت تقرأ له بسهولة اللَّفظ ووضوحِ المعنى ونَقاء الفكر.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-09-2022, 10:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,245
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دهاء بدهاء.. والبادئ أظلم

ومن قصائده في السجن:
ليس شيءٌ على المنون بباق
غير وجهِ المُسبَّح الخلاَّقِ

فاذهبي يا أُميمُ غير بعيدٍ
لا يُؤاتي العناقُ مَن في الوثاقِ

واذهبي يا أُميم إن يشأ اللـ
ـهُ يُنفِّسْ من أزم هذا الخناقِ

أو تكُن وجهةٌ فتلك سبيلُ النْ
نَاس لا تمنعُ الحُتوف الرَّواقي

أبلغا عامرًا وأبلِغ أخاه
أنَّني موثقٌ شديدٌ وثاقي

في حديد القسطاس يرقُبُني الحا
رِسُ والمرءُ كُلَّ شيءٍ يُلاقي

فاركبوا في الحرام فُكُّوا أخاكُم
إنَّ عيرًا قد جُهِّزت لانطلاقِ


اقترب الشَّاعر من الحكَّام فأصابه شرُّهم واكتوى بنارهم.

سعى للنعمان بأن يملك الحيرةَ دون إخوته ونصح له عِند كسرى، وقدَّم له الأسئلةَ والإجابات التي جعلَت كسرى يَختاره، وسعى للنعمان بالاستدانَة من أغنياء عَصره حتى يستعين للوصول إلى حُكم الحيرة وبمعونةٍ ودهاء ومَكر من عديِّ بن زيد، الذي وضعَه الوشاةُ في صفِّ المناوئين للنعمان، فما كان من النُّعمان إلاَّ أن أودعه السجنَ، فبدأ ينشد القصائدَ ويناشِد كسرى حتى أمر أن يسيِّر للنعمان رسولاً يأمره أن يفرِّج عن عدي بن زيد.

وبدهاء العربيِّ ومَكْره عندما علِم النعمانُ بن المنذر بوصول الرسول - رسولِ كسرى - أرسل إلى السجن مَن قَتل عديَّ بن زيد خَنقًا، وأظهر للرسول أنَّه تأخَّر في المجيء وأنَّ عديًّا قد مات قبل أيام.

ثم ظهر للنُّعمان خطؤه في تصديق الوشاةِ، وندم ندمًا شديدًا وليس ساعة مندم.

ليجد في الطريق ابنًا لعديٍّ يتَّسم بالوسامة والجمال والأدَب ويُحسن الكتابةَ في العربية والفارسيَّة، اقترح على كسرى أن يكون زيد من كُتَّابه، وعندما رآه الملك ورأى جمالَه - وكانت الفُرس تستبشر بالجميل والوَسيم - ضمَّه إلى كتَّابه.

في بلاط فارس أدرك ما تحبُّ ملوكُهم وما تكره، فقد وجد مكتوبًا عندهم صفات للنِّساء تفضِّلها ملوك الفُرس، وهنا يظهر دَهاء العربيِّ من جديد؛ فذَكر زيدٌ لكسرى أنَّ هذه الصِّفة موجودة في نِساء النُّعمان، وطلب من الملِك أن يُرسل معه أحد خاصَّته الذين يجيدون العربيَّة ليكون شاهدًا على النُّعمان؛ (وشهد شاهدٌ من أهله).

سار المركب المؤلَّف من زيد بن عديٍّ وأحدِ خاصَّة كسرى، سُلِّم كتاب كسرى إلى النُّعمان وكان ارتكاسه سريعًا، وقال بلسان عربيٍّ: أما وجد في بقر السواد ما يَكفيه من النِّساء حتى جاء إلى نسائنا.

عاد الركبُ إلى كسرى وتوجَّه الملِك إلى زيد بن عدي:
ماذا أجاب النعمان؟
إنِّي لأكرم نفسي أن أَذكر ما قال.

سأل مبعوثَه الخاص: فأجاب بما قال النُّعمان، في الحال كتب كتابًا للنُّعمان يأمره بالمثول إليه،
ضاقَت الأرضُ بما رَحُبَت على النُّعمان فأخذ يعرِض نفسَه على القبائل العربيَّة علَّ أحدًا يجيره من كسرى، ومن يستطيع أن يفعلَ ذلك حتى وصل إلى هانئ بن قبيصة من شيبان، وقيل: هانئ بن مسعود، فأجارَه وأشارَ عليه، وقال له: لا أُلزِمك بتلك المشورة؛ تَذهب بالهدايا وتَعتذر، فإن قَبِل منكَ كان خيرًا، وإلاَّ فتموت وحدك ميتةً عزيزة.

وأبنائي ونسائي؟
هم في كنفي، يصيبُهم ما يصيبُ أبنائي وبناتي.
نِعم الرأي.

حمل الهدايا، وإلى كسرى توجَّه، وفي ردهات القَصر يصادِف زيد بن عدي، وإليك الحوار يبدؤه زَيدُ بن عدي:
"انجُ نعيم إن استطعتَ النجاة"، صغَّر النعمانَ مهانةً وإذلالاً له.

أجاب النعمانُ:
أفعلتَها؟ لئن نجوتُ لأقتلنَّك قتلةً ما قُتلها عربيٌّ قطُّ قبلك.

واسمعوا إلى جواب الفتى زيد بن عدي:

والله لقد أخيت لك آخية لا يقطعها المهر الأَرِنُ (النشيط).

أُحكمَت أيدي كسرى على النُّعمان وأُودع سجن خانقين حتَّى مات.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.28 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]