الحوض والميزان يوم القيامة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4862 - عددالزوار : 1821950 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4428 - عددالزوار : 1170899 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 531 - عددالزوار : 302051 )           »          محمود شاكر (شيخ العربية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 90 )           »          داود وسليمان عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 67 )           »          أحداث في غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          شبهات حول موقف الأمويين من الإسلام والردود عليها (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          من أقدار الله في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          دعوة الملوك إلى الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-11-2022, 07:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,340
الدولة : Egypt
افتراضي الحوض والميزان يوم القيامة

الحوض والميزان يوم القيامة
د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني



إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ؛ أما بعدُ:
حَدِيثُنَا معَ حضراتِكم في هذه الدقائقِ المعدوداتِ عن «الحوض، والميزان يوم القيامة».

واللهَ أسألُ أن يجعلنا مِمَّنْ يستمعونَ القولَ، فَيتبعونَ أَحسنَهُ، أُولئك الذينَ هداهمُ اللهُ، وأولئك هم أُولو الألبابِ.

ممَّا يجب علينا الإيمانُ بهِ في القيامةِ: الإيمانُ بالحوضِ، وهو مورد عظيمٌ أعطاهُ الله لنبيِّنا محمدٍصلى الله عليه وسلم في المحشرِ يَرِدُه هو وأمَّتُهُ صلى الله عليه وسلم.


رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ قَدْرَ حَوْضِي[1] كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ[2] وَصَنْعَاءَ[3] مِنَ اليَمَنِ، وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الأَبَارِيقِ[4] كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ»[5].


وَرَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ المِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا»[6].


وَرَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عنْ أَنسٍ رضي الله عنه أنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «فَإِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً[7]، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ»[8].

وَرَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ الله بن مسعود رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ[9]»[10].

والحوضُ يكونُ في أرضِ المحشرِ ويستمدُّ ماءَه من الكوثرِ، وهو نهرٌ آخرُ أعطاهُ اللهُ لنبيِّناصلى الله عليه وسلم في الجنةِ.

قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ [الكوثر: 1].


وَرَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه أنَّهَا سُئلتْ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ [الكوثر: 1].


قَالَتْ: «نَهَرٌ أُعْطِيَهُ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم شَاطِئَاهُ عَلَيْهِ دُرٌّ مُجَوَّفٌ، آنِيَتُهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ»[11].


ويُذَادُ عن الحوض مَنْ بَدَّلَ، وغَيَّرَ دينَ اللهِ كما يَذود الساقي الناقةَ الغريبةَ عن إبله إذا أرادت الشرب مع إبله[12].


رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَأَذُودَنَّ عَنْ حَوْضِي رِجَالًا كَمَا تُذَادُ الغَرِيبَةُ مِنَ الإِبِلِ»[13].


وَرَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي الحَوْضَ، حَتَّى عَرَفْتُهُمُ اخْتُلِجُوا[14] دُونِي، فَأَقُولُ: أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ»[15].

قال العلماءُ: «هؤلاء صنفان:
أحدهما: عصاة مرتدون عن الاستقامة لا عن الإسلام، وهؤلاء مبدِّلون للأعمال الصالحة بالسيئة.


والثاني: مرتدون إلى الكفر حقيقة ناكصون على أعقابهم.


واسم التبديل يشمل الصنفين»[16].


فهذا هو حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وتلك صفته، ونحن في زمن العمل، فلنجتهد حتى نشرب منه شربةً لا نظمأ بعدها أبدًا، ولا نذاد عنه.

اعلموا أيها الإخوة المؤمنون أنه ممَّا يجب الإيمانُ به في القيامةِ: الإيمانُ بالميزانِ، وهو ميزانٌ حقيقيٌّ له لسانٌ وكِفَّتانِ، توزنُ فيه أعمالُ العبادِ، فيرجَّحُ بمثقالِ ذرةٍ من خيرٍ أو شرٍّ.


قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء: 47].


وقَالَ تَعَالَى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ [القارعة: 6 - 9].


وقَالَ تَعَالَى: ﴿ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ [المؤمنون: 102، 103].


قوله:﴿ ثَقُلَت: أي من رجحت حسناته على سيئاته ولو بواحدة[17].


قوله:﴿ الْمُفْلِحُونَ : أي الذين فازوا فنجوا من النار، وأُدْخلوا الجنة[18].


ورَوَى الإِمَامُ أَحمدُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنَ الْأَرَاكِ، وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ، فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ[19]، فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مِمَّ تَضْحَكُونَ؟».


قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ.


فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ»[20].


وَرَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ»[21].


وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه: «المِيزَانُ لَهُ لِسَانٌ، وَكِفَّتَانِ يُوزَنُ فِيهِ الحَسَنَاتُ، وَالسَّيِّئَاتُ، فَيُؤْتَى بِالحَسَنَاتِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، فَتُوضَعُ فِي كِفَّةِ المِيزَانِ، فَتَثْقُلُ عَلَى السَّيِّئَاتِ»[22].


أقولُ قولي هذا، وأَستغفرُ اللهَ لي، ولكُم.



الخطبة الثانية
الحمدُ لله وكفى، وصلاةً وَسَلامًا على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكملين الشُّرفا، أما بعد:
فإنه يوزنُ في الميزانِ يومَ القيامةِ ثلاثةُ أشياءَ:
الأول: الأعمالُ التي فعلها الإنسانُ سواءٌ كانت صالحةً أو سيئةً، فإنَّها تُجَسَّمُ، وتوزنُ، كالصلاةِ، والزكاةِ، والصومِ، والأمرِ بالمعروفِ، والنهي عنِ المنكرِ، والتسبيحِ، وغيرِها من الأعمالِ الصالحةِ، والكذبِ، والغِيبةِ، والنَّميمةِ، والسرقةِ، والنظرِ إلى النساء الأجنبياتِ، وغيرِها من الأعمالِ السيئةِ.


رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ»[23].


ورَوَى مُسْلِمٌ عن النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الكِلَابِيِّ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يُؤْتَى بِالقُرْآنِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وَآلُ عِمْرَانَ»[24].


ورَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي المِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ»[25].


الثاني: صحائف الأعمال التي فعلها الإنسانُ سواءٌ كانت صالحةً أو سيئةً.


رَوَى التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رضي الله عنه قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الخَلَائِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الحَافِظُونَ؟

فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟.


فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ.


فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ.


فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ.


فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ.


فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ.


فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللهِ شَيْءٌ»[26].


الثالث: العبدُ نَفسُهُ.
قَالَ تَعَالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا [الكهف: 105].


ورَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ بِسنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنَ الْأَرَاكِ، وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ، فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مِمَّ تَضْحَكُونَ؟»، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ»[27]، أي من جبلِ أُحُدٍ.


ورَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلمقَالَ: «إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ العَظِيمُ[28] السَّمِينُ يَوْمَ القِيَامَةِ، لَا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ».


وَقَالَ: «اقْرَؤُوا: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا [الكهف: 105]»[29].


قال العلماء: تارة توزن الأعمالُ، وتارة توزن الصحفُ، وتارة يوزن فاعلُها[30].


الدعـاء...
اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد، الصمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحدٌ أن تغفر لنا، وترحمنا.

ربنا اغفر لنا، وتبْ علينا، إنك أنت التواب الغفور.

اللهم ثبِّت قلوبَنا على الإيمان.

اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحينا ما علمتَ الحياة خيرًا لنا، وتوفنا إذا علمت الوفاة خيرًا لنا.

اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، ونسألك القصد في الغنى والفقر، ونسألك نعيمًا لا ينفَد، ونسألك قرةَ عينٍ لا تنقطع، ونسألك الرضا بعد القضاء، ونسألك بَرْد العيش بعد الموت، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زيِّنا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين.

أقولُ قولي هذا، وأقمِ الصلاةَ..

[1] قدر حوضي: أي طول شاطئه.

[2] أيلة: مدينة من مدن الأردن.

[3] صنعاء: البلد المعروف في اليمن.

[4] الأباريق: جمع إبريق، وهو إناء يشرب فيه.

[5] متفق عليه: رواه البخاري (6580)، ومسلم (2303).

[6] متفق عليه: رواه البخاري (6579)، ومسلم (2292).

[7] أثرة: أي يفضل عليكم غيركم في الأموال. [انظر: «شرح صحيح مسلم»، للنووي (12/ 232)].

[8] متفق عليه: رواه البخاري (3163)، ومسلم (1061).

[9] أنا فرطكم على الحوض: أي متقدمكم إليه. [انظر: «النهاية في غريب الحديث» (3/ 434)].

[10] متفق عليه: رواه البخاري (6575)، ومسلم (2289).

[11] متفق عليه: رواه البخاري (4965)، ومسلم (400).

[12] انظر: «شرح صحيح مسلم»، للنووي (15/ 64).

[13] صحيح: رواه مسلم (2302).

[14] اختلجوا: أي اقتطعوا. [انظر: «شرح صحيح مسلم»، للنووي (15/ 64)].

[15] متفق عليه: رواه البخاري (6582)، ومسلم (2304).

[16] انظر: «شرح صحيح مسلم»، للنووي (15/ 64-65).

[17] انظر: «تفسير ابن كثير» (5/ 496).

[18] انظر: «تفسير ابن كثير» (5/ 496).

[19]تكفؤه: أي تميله.

[20] صحيح: رواه أحمد (3991)، وصححه الألباني (3192).

[21] متفق عليه:رواه البخاري (7563)، ومسلم (2694).

[22] رواه البيهقي في «الشعب» (1/ 447).

[23] متفق عليه:رواه البخاري (7563)، ومسلم (2694).

[24] صحيح: رواه مسلم (825).

[25] صحيح: رواه أبو داود (4749)، وأحمد (27517)، وصححه الألباني.

[26] صحيح: رواه الترمذي (2639)، وصححه الألباني.

[27] صحيح: رواه أحمد (3991)، وأحمد (6994)، وصححه أحمد شاكر، والألباني (3192).

[28] العظيم: أي في الجسم، وليس في الأعمال الصالحة. [انظر: «مرقاة المفاتيح»، للقاري (8/ 3520)].

[29] متفق عليه: رواه البخاري (4729)، ومسلم (2785).

[30]انظر: «تفسير ابن كثير» (3/ 390).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 104.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 103.09 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.64%)]