التسلسل التاريخي للثورات الفلسطينية - الجزء الثاني

رسالة فلسطين · #1 30-05-2011, 11:57 PM

التسلسل التاريخي للثورات الفلسطينية

أضواء على أبرز انتفاضات الشعب الفلسطيني

[1] انتفاضة فلسطين الأولى 1987-1993

السبب المباشر ::
انطلقت انتفاضة فلسطين المباركة في قطاع غزة والضفة الغربية في 9/12/1987 على إثر قيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمّال الفلسطينيّين على حاجز " إيرز" الذي يفصل قطاع غزة عن بقية الأراضي الفلسطينية.

أما الأسباب غير المباشرة فهي ::

الإحتلال الإسرائيلي
الحصار السياسي والعسكري
الممارسات العدوانية الإسرائيلية
سوء الأوضاع في فلسطين

أسلحة الإنتفاضة ::

الحجارة الأداة الرئيسية فيها ونسبة إلى ذلك سمت الإنتفاضة بإنتفاضة الحجارة
العصيان المدني
السكاكين والزجاجات الحارقة

وقائعها ::

- خلال جنازة الضحايا اندلع احتجاج عفوي قامت الحشود خلاله بإلقاء الحجارة على موقع للجيش الإسرائيلي بجباليا؛فقام الجنود بإطلاق النار دون أن يؤثر ذلك على الحشود وأمام ما تعرض له من وابل الحجارة و المولوتوف طلب الجيش الإسرائيلي الدعم. وهو ما شكل أول شرارة للانتفاضة.
- عملت قوات الإحتلال على التقليل من أهمية الإنتفاضة وظنت أن الحياة ستعود إلى طبيعتها لكن انتقلت الإنتفاضة من جباليا في قطاع غزة إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين فلم يكن من الصهاينة إلا إستخدام القوة المفرطة للسيطرة على الوضع وأخماد الثورة فوصلت الانتفاضة إلى أعلى مستوى لها عندما نشر مصور إسرائيلي صور جنود يكسرون أذرع فلسطينيين عزل باستحدام الحجارة في نابلس.
- كانت السمة البارزة للانتفاضة هي بعدها الشعبي بالمظاهرات الحاشدة والإضرابات والعصيان المدني ضد الاحتلال كما دخل السجن 70% من الشعب الفلسطيني نساء وأطفال ورجال وحتى شيوخ.
- رافق الإنتفاضة ظهور حركة المقاومة الإسلامية حماس، وبدأت وتيرة الأحداث بالتزايد حتى عام 1991 حيث هدأت الإنتفاضة نسبيًا وتوقفت نهائيًا بعد توقيع إتفاق أوسلو عام 1993 .

حصيلة الإنتفاضة ::
فلسطينيًا :: 1400 شهيدًا و700 معاقًا جسديًا و 25000 معاقًا عقليًا من شدة التعذيب
صهيونيًا :: 160 قتيلًا

نتائج الإنتفاضة ::

استطاعت الانتفاضة أن تطلع العالم على القضية الفلسطينية وجعلته يهتم بها
الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني عبر الاعتراف الصهيوني الأميركي بسكان الضفة والقدس والقطاع على أنهم جزء من الشعب الفلسطيني وليسوا أردنيين
إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية التي أصبحت لها السيادة مكان الإدارة المدنية الإسرائيلية تنفيذاً للاتفاقات الموقعة

[2]انتفاضة النفق 1996

الأسباب ::
قيام الصهاينة بافتتاح نفق تحت أساسات المسجد الأقصى كان بعد سلسلة لا تزال متواصلة لحد الساعة من الحفريات.

وقائعها ::

- عام 95 حذر الشيخ حسن طهبوب من امتداد توسيع الحفريات والأنفاق باتجاه باب الأسباط من جهة الشرق و التي ستؤدي الي خلخلة أساسات المسجد الأقصى، وتصدع العديد من المواقع الإسلامية بداخله ولكن الصهاينة ادعوا أن عمر النفق يقترب من 2000 عام، وأن أعمال الحفر تبعد 700 متر عن المسجد الأقصى، ولا تهدده على حد زعمه.
- استغلال الصهاينة الإصلاحات القائمة في المصلى المرواني في المسجد الاقصى بعد المقايضة بين استكمال الإصلاحات وترميم المصلى على يد الأوقاف الإسلامية وبين قيامهم بافتتاح النفق أمام السياح وإجراء توسعات جديدة فيه.
- قوبلت هذه الخطوة بإضراب شامل في الضفة والقطاع، وانطلاق مظاهرات في القدس اصطدمت بشرطة الاحتلال ومن يسمونه حرس الحدود، وسرعان ما امتدت الصدامات والمواجهات العنيفة إلى مختلف أنحاء الضفة، وبعض أنحاء الأراضي المحتلة عام 48.
- مع استمرار المواجهات و إصرار الفلسطينيين على إغلاق النفق ، أعلن الجانب الصهيوني عن تعديل وضع النفق في الاستخدام المؤقت مما أدى الي تهدئة الأوضاع .

نتائجها::
فلسطينيًا : 90 شهيدًا.
إسرائيليًا : مقتل 13 جنديًا.

[3]الانتفاضة الفلسطينية الثانية 2000-....

أسباب انطلاقها ::
اندلعت رسميًا في 28 سبتمبر 2000، وهي مستمرة حتى الآن، بسبب دخول رئيس الوزراء الصهيوني "السابق" أرئيل شارون إلى باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه، الأمر الذي دفع جموع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدي له، فكان من نتائجه اندلاع أول أعمال العنف في هذه الانتفاضة .

تطوراتها ::

الإجراءات الإسرائيلية ::
- اعتبار الانتفاضة عناد فلسطيني .
- استخدام آلات الحرب مثل طائراتF16 والطائرة العمودية أباتشي والمدافع الثقيلة والدبابات، وتصعيدي سياسة اغتيالات الرموز والقيادات، ورفع حجم الاعتقالات.
- رد أحجار الأطفال الفلسطينيين .
- هدم البيوت .
- جرف الأراضي الزراعية.
- إغلاق المعابر.
- منع أكثر من 120 ألف عامل فلسطيني يعملون داخل الخط الأخضر من الوصول إلى أماكن عملهم.
- تعطيل الحركة الداخلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ووضع الحواجز على كافة مداخل المدن مانعة حركة السيارات و نقل البضائع .

2 - التحرك الفلسطيني::

- احتضان الشعب الفلسطيني للانتفاضة و اعتبارها ردًا على العدوان الصهيوني .

- محاولات السلطة الفلسطينية استئناف مفاوضات عملية السلام إلا أن الاحتلال لم يكترث بذلك..
- اتساع المشاركة الفلسطينية في يوميات الانتفاضة لتشمل فلسطينيي 48 الذين قدموا 13 شهيد، وبرز دورهم في رفضهم الفعاليات السياسية الصهيونية برغم وجود بعضهم في الكنيست وقادوا مظاهرات كبيرة ضد الإجراءات الاحتلال المتعسفة نحو فلسطينيي الضفة والقطاع.
- رفض السلام و المطالبة بتطبيق القرار 242 الذي يطالب بانسحاب الاحتلال عن الأراضي التي احتلتها في حرب 1967.
- ارتفاع حدة الخطاب الرسمي الفلسطيني والذي برز في تصريحات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خصوصا في لحظات تأبين الشهداء فكان يدعو إلى مواصلة الكفاح وتحمل التضحيات لنيل الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني

- كثرة العمليات الاستشهادية للمقاومة الفلسطينية .

3 - ردود الفعل العربية ::
- انتشار المظاهرات في الدول العربية و خرج لأول مرة شعوب دول الخليج تأييدًا لانتفاضة الأقصى.
- عقدت القمة العربية الطارئة في القاهرة نتيجة الضغط الشعبي وخرجت ببيان لم تصل فيه إلى مستوى آمال الشارع العربي، وإن كان فيه دعم وإعطاء صبغة شرعية أعمق لانتفاضة الأقصى.
- تسمية مؤتمر الدوحة الإسلامي المنعقد في نوفمبر/ تشرين الثاني بقمة الأقصى وخرج بيان القمة ناقما على الكيان الإسرائيلي وناقدا لأول مرة الموقف الأميركي المتسامح مع القمع الإسرائيلي.
- الدعوة من الشعوب العربية و الإسلامية إلى مقاطعة البضائع الأميركية والصهيونية ونشط مكتب المقاطعة العربية وعقد اجتماعا في العاصمة السورية دمشق .
- عودة الحركة الفنية للأغنية الوطنية وشعر المقاومة وامتلأت الفضائيات العربية بمواد غزيرة عن انتفاضة الأقصى واحتلت الانتفاضة المساحة الأكبر في أغلب الفضائيات العربية

4- المجتمع الدولي::

- أدان الاعتداءات الصهيونية والاستخدام غير المتوازن للقوة العسكرية وصدرت العديد من القرارات والمقترحات الدولية التي تعتبر وثائق إدانة للاحتلال

نتائجها ::
فلسطينيًا :: 4412 شهيد و48322 جريح، ناهيكم عن تدمير المنشآت والممتلكات والأراضي.
صهيونيًا :: 1063 قتيل و 3000 جريح، تدمير 10 دبابات من نوع ميركافاودمر عدد من الجيبات العسكرية والمدرعات الإسرائيلية.

تحرير الأرض وعودة اللاجئين العنوان الأبرز على المشهد الفلسطيني، وحين تشتد الملحمة يسطر الشعب الفلسطيني أروع الأمثلة في التضحية والفداء.
هو التاريخ الماثل بين أيدينا ينبئنا عن ثورات وانتفاضات لم توقف همة الثائرين عن السعي الحثيث؛ لتحصيل الحقوق مهما بلغت سياسة الاحتلال وغطرسته ومهما كان الثمن.
لا زال المسجد الأقصى في خطر، ولا زالت أرضنا يتهددها خطر التهويد والمصادرة، ولا زال شعبنا يواجه الموت والاعتقال والتشريد، وهذا يعني استمرار الثورة حتى التحرير.