على قلوب أقفالها حتى يفتحها الله - عز وجل - - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سماحة النفس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حدث في الرابع والعشرين من شعبان 1143 وفاة إمام الشام الفقيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الأمانة أمانة... حتى في الأشياء الصغيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الأقدار الحزينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 585 )           »          نظرات نفسية في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 527 )           »          مفارقات بين الخلق والخالق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 31 )           »          نحن والوقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          صديقي رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3143 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-02-2020, 10:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,275
الدولة : Egypt
افتراضي على قلوب أقفالها حتى يفتحها الله - عز وجل -

على قلوب أقفالها حتى يفتحها الله - عز وجل -
أحمد فريد




سمع غلامٌ شهده عمر - رضي الله عنه - قوله - تعالى -: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)[محمد:24]، فقال الغلام: على قلوب أقفالها حتى يفتحها الله - عز وجل -، فأعجب به عمر - رضى الله عنه -، فلما استخلف استعمله.
ومن تأمل حال السلف في كثرة بكائهم عند سماع القرآن تعجب من حالهم، سمع زرارة بن أبي أوفى قوله - عز وجل -: (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ)[المدثر:8-10] فشهق شهقة فمات.
ولما نزل الموت بمحمد بن المنكدر بكى بكاءً شديداً، فأحضروا له أبا حازم الزاهد، فسأله أبو حازم عن سبب بكائه؛ فقال: سمعت الله - عز وجل - يقول: (وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)[الزمر:47] فأخاف أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب، فأخذ أبو حازم يبكى معه، فقالوا له: أتينا بك من أجل أن تخفف عنه فزدت في بكائه، فأخبرهم بما قال.
وكان عمر - رضي الله عنه - يسمع الآية من القرآن فيمكث في بيته، ويعوده الناس. وكان الحسن كثير البكاء، فسأل عن كثرة بكائه فقال: أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالى.
وكان يزيد الرقاس يبكي ويقول: يا يزيد من يبكي بعدك لك، من يترضى ربك عنك.
قال ابن الجوزى - رحمه الله -: من لم يكن له مثل تقواهم؛ لم يعلم ما الذي أبكاهم.
ومن لم يشاهد جمال يوسف - عليه السلام -؛ لم يعلم ما الذي آلم قلب يعقوب - عليه السلام -.
مَنْ لم يَبِت وَالُحبُّ حَشْوُ فُؤاده *** لم يَدْرِ كَيْفَ تُفَتَّتُ الأكْبَادُ
قال ابن القيم - رحمه الله -: لا بد من سنة الغفلة، ورقاد الهوى، ولكن كن خفيف النوم، فحراس البلد يصيحون: دنا الصباح.
فالعبد قد يمر بأوقات يزداد فيها إيمانه ويقينه، ويصفو قلبه من الشواغل والشهوات والشبهات، ويحصل له حضور قوى عند سماع القرآن، فيمس القرآن شغاف قلبه، فإذا به يستحضر الآخرة كأنه يرى ويشاهد، ويحس بشيء من عظمة الله - عز وجل - الذي تكلم بهذا الكلام المعجز؛ فلا يملك نفسه عن البكاء، وهذه الحال الإيمانية تكرر عند الصالحين، فكأنهم في حضور دائم، وخشوع كامل، وقد تعرض للمخلطين من أمثالنا الذين خلطوا عملاً صالحاً مع آخر سَيّئاً، وعسى الله أن يتوب عليهم في نادر من أحوالهم؛ فكان أقفال الغفلة على قلوبنا، فإذا فتح الله - عز وجل - هذه الأقفال استشعرنا حلاوة الإيمان، وعظمة القرآن.
فكأن قفل الغفلة هو الذي عناه الغلام الذي أعجب عمر - رضي الله عنه - هو المراد في قوله: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)[محمد:24]؛ قيل لعامر بن عبد قيس: أما تسهو في صلاتك؟ فقال: أي حديث أحبُّ إليَّ من القرآن، هيهات مناجاة الحبيب تستغرق الإحساس.
وكان علي بن الحسين بن زين العابدين إذا توضأ اصفر لونه، فقيل له: ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء؟ قال: أتدرون بين يدي مَنْ أُريدُ أن أقوم.
وكان مسلم بن يسار إذا وقف في الصلاة كأنه عودٌ من الخشوع، تقف عليه الطير لا تحسبه إلا جذع شجرة، ولقد انهدمت ناحية من المسجد، وفزع لها أهل السوق؛ وما التفت.
سلام الله على تلك الأرواح، ورحمة الله على هذه الأشباح، لم يتبق منهم إلا أخبار وآثار.
حسبك أن قوماً تحيا بذكرهم النفوس، وأن قوماً أحياء تقسو برؤيتهم القلوب.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.63 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]