الفرار إلى الله عز وجل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سماحة النفس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حدث في الرابع والعشرين من شعبان 1143 وفاة إمام الشام الفقيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الأمانة أمانة... حتى في الأشياء الصغيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الأقدار الحزينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 504 )           »          نظرات نفسية في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 456 )           »          مفارقات بين الخلق والخالق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 18 )           »          نحن والوقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          صديقي رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3136 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-05-2020, 08:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,275
الدولة : Egypt
افتراضي الفرار إلى الله عز وجل

الفرار إلى الله عز وجل


فهد بن عبد العزيز الشويرخ


{بسم الله الرحمن الرحيم }
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:
فربنا جل جلاله رحيم بعباده، ومن رحمته سبحانه وتعالى بعباده أن ينزل بهم الشدة مما يُلجِئهم إلى الإنابة إليه، والتوبة مما هم عليه من خطايا وآثام؛ قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: "ورحمته تعالى سبقت غضبه وغلبته، وظهرت في خلقه ظهورًا لا ينكر ... وعلم تعالى من مصالحهم ما لا يعلمون، وقدَّر لهم فيها ما لا يريدون، وما لا يقدرون، وربما أجرى عليهم مكاره توصلهم إلى ما يحبون، بل رحمهم بالمصائب والآلام".
فالله جلت قدرته قد يقْدر ما تحصل به الشدة في معايش الناس بنقصها، وقد يقدر الشدة في أنفس الناس بظهور الأمراض والأوبئة جزاء بعض أعمالهم؛ رجاء أن يرجعوا إليه بالتوبة، والإنابة، فالكافر باعتناق الإسلام، والعاصي المسلم بالرجوع إلى الله؛ فتصلح أحوالهم، وتستقيم أمورهم، وهذا من رحمة الله عز وجل بهم؛ قال الله عز وجل: ﴿ {وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ﴾ [الزخرف: 48]؛ قال العلامة السعدي رحمه الله: "لعلهم يرجعون إلى الإسلام ويذعنون له، ليزول شركهم وشرهم".
وقال سبحانه وتعالى: ﴿ {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } ﴾ [الروم: 41]؛ قال العلامة العثيمين رحمه الله: "العقوبات قد تكون سببًا للرجوع إلى الله؛ لقوله تعالى: ﴿ {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } ﴾ [الروم: 41]
وقال الله جل وعلا: ﴿ { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ﴾ [السجدة: 21]؛ قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "قال ابن عباس: يعني بالعذاب الأدنى: مصائب الدنيا، وأسقامها، وآفاتها، وما يحل بأهلها مما يبتلي الله به عباده ليتوبوا إليه"، وقال العلامة السعدي رحمه الله: "ولما كانت الإذاقة من العذاب الأدنى في الدنيا قد لا يتصل بها الموت، أخبر تعالى أنه يذيقهم ذلك؛ لعلهم يرجعون إليه، ويتوبون من ذنوبهم".
والناس عندما يصابون بشيء من عذاب الله في الدنيا؛ منهم من يرجع إلى ربه، ومنهم من يبقى على غيه وضلاله، نسأل الله السلامة، ففرعون وملؤه من قومه أُصيبوا بأنواع من العذاب في الدنيا؛ قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "أرسل الله على آل فرعون الجراد والقُمَّل والضفادع والدم، أربع آفات، الجراد يفسد الزروع بعد خروجها ويأكلها، القمل يفسد القوت إذا حُصد وأُدخل جاءه القمل وهو السوس الذي يتلفه ... والضفادع بالماء امتلأت مياههم ضفادع، حتى إن الإنسان لا يستطيع أن يشرب الماء بسبب الضفادع والعياذ بالله، والدم: الصحيح أن المراد به النزيف". ومع هذه العقوبات الدنيوية الشديدة ما تابوا ولا أنابوا إلى ربهم؛ قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "ما رجعوا عن غيهم وضلالهم، وجهلهم وخبالهم". ولم يقف الأمر عند هذا، بل إنهم ضحكوا وسخروا من الآيات التي جاء بها موسى؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ } ﴾ [الزخرف: 47]، نسأل الله السلامة من حالهم.
ومن الناس من إذا أُصيب بعذاب الدنيا، رجع عما كان عليه من ضلال، فقد رجع بعض قوم قريش بعد أن أُصيبوا بعذاب الدنيا؛ قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: "منهم من رجع، ومنهم من لم يرجع، فإن قريشًا أُصيبوا بالجدب والسنين والقتل ببدر؛ فقد قُتِلَ شُرفاؤهم، والأسر أيضًا، ومع ذلك منهم من رجع، ومنهم من لم يرجع، فمن أراد الله له النجاة، أحيا قلبه بهذه المواعظ فرجع، ومن طبع الله على قلبه، بقي على ما هو عليه ولم يرجع".
اللهم اجعلنا ممن أحييت قلبه فاعتبر واتعظ بما يحدث حوله، فرجع إليك، وأناب إليك، وفر إليك؛ قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ } ﴾ [الذاريات: 50]؛ قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: "يقول تعالى ذكره: فاهربوا أيها الناس من عقاب الله إلى رحمته بالإيمان به، واتباع أمره، والعمل بطاعته"، وقال الإمام البغوي رحمه الله: "﴿ {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} ﴾: فاهربوا من عذاب الله إلى ثوابه، بالإيمان والطاعة"، وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: "﴿ {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ } ﴾ بالتوبة من ذنوبكم؛ والمعنى: اهربوا مما يوجب العقاب من الكفر والعصيان إلى ما يوجب الثواب من الطاعة والإيمان".
اللهم اجعلنا وجميع المسلمين ممن يهرب من عقابك وعذابك إلى ما يوجب رحمتك؛ قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: "الناس لا يعاقبون إلا بأسبابهم؛ لقوله: ﴿ { بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} ﴾ [الروم: 41]، فيتفرع عن ذلك أن من أراد أن تُرفع عنه العقوبة فليتب إلى الله؛ فإن التوبة من أسباب رفع العقوبة وجلب المثوبة ... فالعقوبات قد تكون سببًا للرجوع إلى الله؛ لقوله تعالى: ﴿ { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } ﴾ [الروم: 41] ... وكم من إنسان صارت عقوبته بالضراء سببًا لرجوعه إلى ربه!".
اللهم اجعل فيما أصابنا صلاحًا لنا ولجميع المسلمين، يا رحمن، يا رحيم



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.73 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.84%)]