|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة عن القدوة الحسنة الشيخ أحمد الزومان الخطبة الأولى إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.. القدوة الحسنة مما يحتاجه الناس في كل زمان والحاجة للقدوة الحسنة في هذا الزمن أحوج مما مضى فنحن جميعا الصغار والكبار العامة والخاصة بحاجة إلى قدوة نقتدي بهم في أبواب الخير المختلفة بحاجة إلى قدوة نقتدي بهم في التعبد والزهادة في الدنيا والإقبال على الآخرة بحاجة إلى قدوة نقتدي بهم في حسن الخلق في التعامل مع الناس والصبر عليهم واحتمال إساءتهم بحاجة إلى قدوة نقتدي بهم في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاحتساب على أهل التقصير بحاجة إلى قدوة نقتدي بهم في باب البذل والعطاء وإثار الآخرين بحاجة إلى قدوة نقتدي بهم في صدق الحديث والوفاء بالوعد نحن بحاجة إلى قدوة نقتدي بهم في سائر أبواب الخير. بالقدوة الحسنة تحصل المحاكاة وتترسم الخطا من الصغير والكبير شاهدوا حال الصغار ذكوراً وإناثاً وهم يحاكون تصرف أبائهم وأمهاتهم إن خيرا فخير وإن شراً فشر. أخي إذا كنت قدوة حسنة فأنت تدعو الناس للخير وتحثهم عليه بحالك ولو من غير قول فكم من شخص اقتدى بك وولج في الخير اقتداء بك وإن كنت لا تشعر بذلك فكنت داعياً للخير بحالك فدخلت في عموم حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا" رواه مسلم [2674]. أخي تذكر أنه يتأثر بك من حولك من أهل وجيران وزملاء في العمل. إخوتي كما هو معلوم أن القدوة المطلقة هو النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [سورة الأحزاب: 21] وغير النبي صلى الله عليه وسلم يقتدى بهم على قدر موافقته لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فيقتدى بهم على قدر إرثهم من العمل النبوي وخير من يقتدى به بعد النبي الصحابة رضي الله عنهم الذين جمعوا بين العلم والعمل ومن أتى بعدهم من الصادقين من هذه الأمة وخصوصاً ممن مات فالحي عرضة للتغيير والتبديل فكان من مقولة السلف إن كنتم لا بد مقتدين فاقتدوا بالميت فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة. خطأ القدوة أعظم من خطأ غيره لأنه يجرئ غيره على التقصير ومجاوزة الحدود الشرعية فلسان حال كثير من الناس يقول إذا كان فلان وهو محل القدوة يفعل كذا وكذا أو يترك كذا وكذا فأنا من باب أولى فتقصير القدوة ضرره لا يعود عليه فقط بل يعود عليه وعلى غيره فخطأ طالب العلم يعود بالضرر على الأمة وتقصير إمام المسجد ومؤذنه يضر بجماعة المسجد ويدعوهم للتقصير وتواني الأب عن صلاة الجماعة وارتكابه المحرمات يتسبب في تهوين هذه المحرمات عند أولاده واهتمام المعلم بالتوافه يضر بالتربية فلا ينتفع به ولا يقبل نصحه وتوجيهه فلسان حال الطلاب يقول له: يا أَيُّها الرجل المعلِّم غيرَه ♦♦♦ هلاَّ لنفسك كان ذا التعليمُ ما الظن بأولاد لأب مقصر في الصلاة لا يشهد الجمع ولا الجماعات. ما الظن بأولاد لأب يكذب على أولاده ولا يفي بوعده إياهم مع قدرته على الوفاء ما الظن بأولاد في بيت يكثر في السب والشتم وبذيء الكلام. ما الظن بأولاد لأب يغلق على نفسه الغرفة ويقضي الساعات الطوال في الانترنت وأولاده يدركون مع من يتحدث ويعلمون المواقع التي يدخلها. ما الظن ببنات لأم متبرجة مقصرة في حجابها إذا برزت للرجال الأجانب. ولكن لنعلم أن القدوة هو إنسان تعتريه العوارض البشرية ويصيبه ما يصيب غيره من العوارض فربما حصلت منه هنة أو تقصير فالعصمة لرسل الله فحصول الأشياء العارضة ليست سببا في سلبه صفة القدوة وليست داعية إلى تركه وعدم الاقتداء به فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلا أن تعد معايبه إنما الذي يذم هو تكرار الأخطاء والإصرار عليها. محل القدوة إذا بدأ منه تقصير وخطأ كان ممن يدعو إلى التقصير من حيث لا يشعر فكم من مخالفات شرعية لم نر انتشارها بين ممن ظاهرهم الصلاح إلا حينما ظهر هذا التقصير على بعض من ينتسب للدعوة والعلم فكان من حكمة الشرع التغليظ في العقوبة على من كان قدوة ﴿ يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [سورة الأحزاب: 30] فأمهات المؤمنين قدوة لنساء الدنيا فلو حصل منهن خطأ غلظت العقوبة عليهن لأن ضرر هذا الخطأ لو حصل - و حاشهن الله عن ذلك - لتعدى ذلك إلى بيت النبوة وإلى النساء المؤمنات فناسب تغليظ العقوبة عليهن. و كان من عدل الله حيث يقتدى بهن مضاعفة الثواب لهن ﴿ وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ﴾ [سورة الأحزاب: 31]. وهذا الحكم الإلهي اتخذه عمر رضي الله عنه منهجا له في تعامله مع أقاربه فربما احتموا بقرابتهم فحصل منهم تعد يجرئ غيرهم على المخالفة فجعل عليهم مضاعفة العقوبة فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال كان عمر بن الخطاب إذا نهى الناس عن شيء دخل إلي أهله أو قال جمع فقال إني نهيت عن كذا وكذا والناس إنما ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم فإن وقعتم وقعوا وإن هبتم هابوا وإني والله لا أوتى برجل منكم وقع في شيء مما نهيت عنه الناس إلا أضعفت له العقوبة لمكانه مني فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر رواه عبد الرزاق [20713] بإسناد صحيح. الخطبة الثانية من مداخل الشيطان على البعض منا أنه يذكره بالقدوة السيئة فيرى لنفسه فضلا على غيره ولا يذكره بالقدوة الحسنة فيكون ذلك سببا في استشعار التقصير ومن ثم العمل على اللحاق بالقدوة الحسنة فحينما يتذكر البعض منا جوانب النقص التي عنده أو يذكر غيره من الناس بذلك يذكر فلانا من الناس وأن فيه كذا وكذا ولا يذكر من هو خير منه فيقتنع بحاله ويبقى على تقصيره مع أنه في باب الدنيا بخلاف ذلك فتجد أغلب الناس يتذكر من هو خير منه وأكثر مالا فيسعى للحاق بهم أو تجاوزهم مع أن الأمر ينبغي أن يكون بخلاف ذلك عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا نظر أحدكم إلى من فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ مِمَّنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ رواه البخاري [6490] ومسلم [2963]. أخي حاشاك أن تقول قد بلغت من العمر ما بلغت واستفدت من تجارب الحياة فليست القدوة ذات بال لمن هو مثلي لأنك تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم الذي أكمل الله له الخلق والخلق يذكره ربه بالاقتداء العام بمن سبقه من أولي العزم من الرسل فلما ذكرهم الله وذكر ذريتهم خاطبه تبارك وتعالى بقوله: ﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [سورة الأنعام: 90]. و يأمره بالصبر على الدعوة وما يلاقيه من الكفار: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾ [سورة الأحقاف: 35] فلو كان أحد يستغني عن القدوة لاستغنى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |