وكانوا لنا عابدين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شَرْحُ مُخْتصر شُعَب الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 11382 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 130 - عددالزوار : 80288 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 131 - عددالزوار : 78646 )           »          الطلاق.. أبغض الحلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 439 - عددالزوار : 49048 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5077 - عددالزوار : 2313858 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4662 - عددالزوار : 1596882 )           »          من أدلة صدقه عليه الصلاة والسلام: فصاحته وحسن بيانه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          بين رؤية الشوق والسرور ورؤية الفوق والغرور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          عندما تصاب بخيبة الأمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-10-2024, 11:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,124
الدولة : Egypt
افتراضي وكانوا لنا عابدين

وكانوا لنا عابدين

محمد بن إبراهيم السبر


الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، يُجْزِلُ الثَّوَابَ لِلْعَابِدِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ وَرَسُولِهِ، خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَإمَامِ العَابدِينَ، صَلَّى اللهُ وَسلَمَ وبَارَكَ عَليهِ وَعَلى آلِهِ وَأصحَابِهِ، وَسَلَّمَ تَسْليمًا كَثِيرًَا.

أمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ وَاعْبُدُوهُ؛ فَبِالْعِبَادَةِ تَفُوزُونَ بِالْعَاقِبَةِ الْمَحْمُودَةِ، وَالْجَنَّةِ الْمَوْعُودَةِ، {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} [مريم: 63].

عِبَادَ اللهِ: إِنَّ الْغَايَةَ الْعُظْمَى وَالْهَدَفَ الْأسْمَى مِنْ خَلْقِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَنْ يَعَبُّدُوُا اللهَ وَحَدَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ قَالَ تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]. وَهَذَا مَضمُونُ دَعْوَةِ الرُّسُلِ {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].

وَأَوَّلُ أَمْرٍ فِي الْقُرْآنِ الْأَمَرُ بِعِبَادَةِ اللهِ وَتَوحِيدِهِ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21].

إِنَّ مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ تَعَالَى، الَّتِي لَا يَسْتَحِقُّهَا غَيْرُهُ: إِخْلَاصَ الْعِبَادَةِ لَهُ؛ طَلَبًا لِمَرْضَاتِهِ، وَشُكْرًا عَلَى عَظِيمِ نَعْمَائِهِ، فَفِيهَا يَجِدُ الْعَابِدُونَ أُنْسَهُمْ، وَيُدْرِكُ الْمُؤْمِنُونَ سَعَادَتَهُمْ؛ فَتَلْهَجُ بِهَا فِي كُلِّ صَلَاةٍ أَلْسِنَتُهُمْ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، بَلْ إِنَّ كُلَّ الْخَلَائِقِ تَتَمَثَّلُهَا وَتُحَقِّقُ مُقْتَضَيَاتِهَا {إِن كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} [مريم: 93].

الْعُبُودِيَّةُ للهِ تَعَالَى مِنْ أَشْرَفِ الْمَقَامَاتِ الْإيمَانِيَّةِ؛ وهيَ تَشْرِيفٌ لِكُلِّ عَابِدٍ وَأَيُّ تَشْرِيفٍ، شَرَّفَ اللَّهُ بِهَا نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فِي أَشْرَفِ الْمَقَامَاتِ، {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} [الإسراء: 1]. وَلَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ صِفَةٌ أَتَمَ وَلَا أَشْرَفَ مِنْ الْعُبُودِيَّةِ لِأَنَّهَا غَايَةُ الحُبِ وَالتَّذَلُّلِ.

وَمِمَّا زَادَنِي شَرَفًا وَتِيهَـــــــــا ** وَكِدْت بِأَخْمَصِي أَطَأُ الثُّرَيَّا
دُخُولِي تَحْتَ قَوْلِك يَا عِبَادِي ** وَأَنْ صَيَّرْتَ أَحْمَدَ لِي نَبِيَّــا

وَنُودِيَ الْمُؤْمِنُونَ بِالْعُبُودِيَّةِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْآيَاتِ؛ اسْتِنْهَاضًا لِهِمَمِهِمْ، وَدَعْوَةً لِإِدْرَاكِ رَحْمَةِ رَبِّهِمْ، {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53].

الْعُبُودِيَّةُ هِيَ التَّعْظِيمُ لِأَمْرِ اللَّهِ، وَالْعَمَلُ بِمَا يُرْضِيهِ، وَالْإِحْسَانُ إِلَى خَلْقِهِ، وَعَلَى ذَلِكَ اتَّفَقَتْ جَمِيعُ شَرَائِعِ اللَّهِ، قَالَ تَعَالَى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} [الأنبياء: 73]. الْعَابِدُونَ قَوْمٌ صَالِحُونَ هُدَاةٌ تُقَاةٌ يُطِيعُونَ رَبَّهُمْ خَاشِعِينَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ طَاعَتِهِ وَعِبَادَتِهِ.

عِبَادَ اللَّهِ: الْعِبَادَةُ اِسْمٌ جَامِعَ لِكُلِّ مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَيَرْضَاهُ مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ.

الْعِبَادَةُ مَفْهُومٌ وَاسِعٌ، لَا تَنْحَصِرُ فِي العِبَادَاتِ المَحْضَةِ كالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَالصِّيَامِ، بَلْ تَشْمَلُ جَمِيعَ الْأَعْمَالِ وَالأقوَالِ وَالسُلوكيَّاتِ، فَالتَّفَكُّرُ فِيمَا خَلَقَ اللَّهُ؛ مِنْ أَعْظَمِ الْعِبَادَاتِ، {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} [ق: 7، 8].

وتَرْبِيَةُ الْأُسْرَةِ، وَالْإِنْفَاقُ عَلَيْهَا عِبَادَةٌ؛ فأَعْظَمُ الْإِنْفَاقِ «أَجْرًا؛ الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى ‌أَهْلِكَ». (رَوَاهُ مُسلِمٌ).

وَطَلَبُ الْعِلْمِ عِبَادَةٌ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ‌سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ ‌عِلْمًا؛ سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ ‌بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ». (رَوَاهُ مُسلِمٌ).

الْعُبُودِيَّةُ أخْلاَقٌ وَسُلوكٌ، قَالَ تَعَالَى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63]، فَإِنَّهُمْ لَمَّا عَبَدُوا رَبَّهُمْ؛ ازْدَانَتْ أَخْلَاقُهُمْ، وَحُمِدَتْ صِفَاتُهُمْ، وَاطْمَأَنَّتْ نُفُوسُهُمْ، وَذَلِكَ مِنْ أَعْظَمِ ثَمَرَاتِ الْعِبَادَةِ.

الْأَخْلَاقُ الحَسَنَةُ عِبَادَةٌ تَرْفَعُ صَاحِبَهَا دَرَجَاتٍ، فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ، فَيَقْتَرِبُ مِنْ مَنْزِلَةِ النَّبِيِّينَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ ‌وَأَقْرَبِكُمْ ‌مِنِّي ‌مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا». (رَوَاهُ الترمذِيُّ).

الْعُبُودِيَّةِ لَهَا لَذَّةٌ يَذُوقُ طَعْمَهَا مَنْ أَدَّاهَا حَقَّ أَدَائِهَا، وَفَهِمَهَا حَقَّ فَهْمِهَا، فَظْهَرتْ عَلَيْهِ جَمِيلُ آثَارِهَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَن رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم رَسُولًا». (رَوَاهُ مُسلِمٌ)، وَهَذَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم يَقُومُ مِنَ اللَّيلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنبِهِ وَمَا تَأَخّرَ، فَكَانَ نَعِيمُهُ وَقُرَّةُ عَينِهِ وَرَاحَةُ بَالِهِ فِي طَاعَةِ رَبِّهِ، فَكَانَ يَقُولُ لِبِلَالٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ-: «أَرِحْنَا بِالصَّلَاةِ»، وَقَالَ: «وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَينِي فِي الصَّلَاةِ».

وَحَتى يَلِجَ العَبدُ بَابَ الْعُبُودِيَّةِ وَيجِدَ حَلاوَةَ الإيمَانِ؛ فَلابُدَ مِنَ الِاستِعَانَةِ بِاللَّهِ، وَالتَّضَرُّعِ إِلَيهِ، فَلَا تَوفِيقَ إِلَّا بِهِ سُبحَانَهُ: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} [الحجرات: 7]،وَكَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ أَعِنّي عَلَى ذِكرِكَ وَشُكرِكَ وَحُسنِ عِبَادَتِكَ» (رَوَاهُ أَبُودَاوُدَ).

وَلَذَّةِ العُبُودِيَّةِ فِي تَركِ الشُّبُهَاتِ البَاطِلَةِ وَالشَّهَوَاتِ المُحَرَّمَةِ، فَإِنّهَا حُجُبٌ تَمنَعُ النُّورَ أَنْ يَدخُلَ إِلى القَلبِ، فَلَا يَجِدُ حَلَاوَةَ العِبَادَةِ ولا يَذُوقْ طَعْمَ الطَّاعَةِ.
[1] للشيخ محمد السبر، قناة التلغرام https://t.me/alsaberm


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.06 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.66%)]