تزايد الإقبال على العبادات في مواسم الطاعات بالعالم الإسلامي

[ابوالوليد المسلم]

شهر رمضان يشهد زيادة هائلة في أعداد المعتمرين – تزايد الإقبال على العبادات في مواسم الطاعات بالعالم الإسلامي

• شهد عام 2025 تزايدًا ملحوظًا في إقبال المسلمين على أداء العمرة حيث سجل الحرمان الشريفان أرقامًا قياسية في أعداد المصلين والمعتمرين خلال شهر رمضان المبارك
• استقبل المسجد الحرام في مكة المكرمة أكثر من 25 مليون مصل وزائر خلال الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان لعام 1446 هـ
• أدى أكثر من 5.5 مليون مسلم مناسك العمرة كما بلغ عدد المصلين في المسجد النبوي وساحاته خلال الأيام العشرة الأولى من رمضان حوالي 10 ملايين مصليًا
• بلغ عدد قاصدي الحرمين الشريفين وزوارهما أكثر من 122 مليون شخص منهم 17 ألف معتمر، و76 ألف مصل في المسجد الحرام، وأكثر من 30 ألف مصل في المسجد النبوي وذلك على مدار شهر رمضان كاملا
• شهد مسجد الدولة الكبير في الكويت تزايدا ملحوظا في أعداد المصلين خلال شهر رمضان المبارك ولا سيما في العشر الأواخر وليلة السابع والعشرين حيث حضر أكثر من 140 ألف مصلٍّ لإحياء ليلة القدر في المسجد
• هذه المظاهر الإيمانية الرائعة تسهم في تعزيز الهوية الإسلامية عبر العالم وتعزيز مستوى التكافل الاجتماعي
• الإقبال الكبير على العمرة والعبادات عام 2025 ليس فقط ظاهرة دينية بل هو دليل على نجاح التعاون بين الدول الإسلامية والمملكة العربية السعودية في خدمة الحجاج والمعتمرين

شهد عام 2025 تزايدًا ملحوظًا في إقبال المسلمين على أداء العبادات والعمرة؛ حيث سجل الحرمان الشريفان أرقاما قياسية في أعداد المصلين والمعتمرين خلال شهر رمضان المبارك؛ حيث استقبل المسجد الحرام في مكة المكرمة أكثر من 25 مليون مصل وزائر خلال الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان لعام 1446هـ، ومن بين هؤلاء، أدى أكثر من 5.5 مليون مسلم مناسك العمرة، كما بلغ عدد المصلين في المسجد النبوي وساحاته خلال الأيام العشرة الأولى من رمضان حوالي 10 ملايين مصليا، وعلى مدار شهر رمضان كاملاً، بلغ عدد قاصدي الحرمين الشريفين وزوارهما أكثر من 122 مليون شخصًا، منهم 17 ألف معتمر، و76 ألف مصل في المسجد الحرام، وأكثر من 30 ألف مصل في المسجد النبوي، ولم يقتصر الأمر على الحرمين الشريفين بل تجاوزا إلى كثير من الدول العربية والإسلامية ففي الكويت على سبيل المثال شهد مسجد الدولة الكبير تزايدًا ملحوظًا في أعداد المصلين خلال شهر رمضان المبارك للعام 2025، ولا سيما في العشر الأواخر وليلة السابع والعشرين؛ حيث حضر أكثر من 140 ألف مصل لإحياء ليلة القدر في المسجد، ما أدى إلى امتلاء ساحات المسجد الخارجية بالمصلين، وسط تنظيم أمني مكثف، وتعاون كبير من قبل المتطوعين ومؤسسات المجتمع المدني.

الاستعدادات والتوسعات

واستجابةً لهذا الإقبال الكبير، اتخذت الدول الإسلامية -بالتعاون مع المملكة العربية السعودية- تدابير عدة لضمان راحة المعتمرين والمصلين وسلامتهم، بينما أطلقت المملكة مشاريع توسعة وتطوير في الحرمين الشريفين؛ لزيادة الطاقة الاستيعابية، بما في ذلك تحسين المرافق وتوسيع المساحات لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الزوار، كما عملت الجهات المختصة على تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرات العمرة، ما أسهم في زيادة عدد المعتمرين من مختلف الدول الإسلامية، كما اعُتمدت تقنيات حديثة لإدارة الحشود، مثل الحساسات القارئة لرصد أعداد المصلين والمعتمرين، بهدف تحسين إدارة التدفقات البشرية داخل الحرمين، وضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، تم التخطيط لتطوير 15 موقعًا إسلاميا وثقافيا بحلول عام 2025، بهدف تقديم تجارب ثقافية وإيمانية ثرية للزوار.

المساجد والجهود الدولية

ولم يقتصر الاهتمام على الحرمين الشريفين فحسب، بل شمل أيضًا المساجد في مختلف الدول الإسلامية؛ حيث جُهزت لاستقبال المصلين خلال شهر رمضان، مع التركيز على بناء المساجد وتجهيزها بالمرافق اللازمة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المصلين، ولا شك أن مثل هذا الإقبال الكبير على أداء العبادات والعمرة يعكس مدى تعلق المسلمين بشعائرهم الدينية، والجهود المبذولة من قبل الدول الإسلامية لضمان تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، ما يسهم في تعزيز تلك التجربة الإيمانية للمسلمين حول العالم. كما كان لتعاون الدول الإسلامية في تسهيل تلك العبادات دور بارز، ومن ذلك إطلاق برامج (العمرة الجماعية) بدعم حكومي، مع خصومات تصل إلى 30% على الرحلات في ماليزيا وإندونيسا على سبيل المثال، فضلا عن زيادة رحلات الطيران المباشر إلى المدينة المنورة لأول مرة منذ سنوات للقادمين من تركيا، وفي كل من مصر والمغرب تم التنسيق مع المملكة العربية السعودية لتسهيل إجراءات المعتمرين عبر منصات إلكترونية موحدة.

الدور الإعلامي والتوعوي

إلى جانب الجهود التنظيمية والتطويرية، أدى الإعلام والتكنولوجيا الحديثة دورا كبيرا في زيادة الإقبال على أداء العبادات والعمرة؛ حيث شهدت المنصات الإعلامية والإلكترونية برامج توعوية مكثفة، إضافة إلى استخدام التطبيقات الذكية لتقديم الخدمات للمصلين والمعتمرين، ولا سيما من خلال البث المباشر للصلاة والفعاليات الدينية من الحرمين الشريفين عبر القنوات التلفزيونية ومنصات التواصل الاجتماعي، فضلا عن تقديم برامج إرشادية ودروس دينية لزيادة الوعي بأهمية العبادات وكيفية أدائها بالطريقة الصحيح. ويتصدر ذلك -بلا شك- تفعيل دور العلماء والدعاة في تقديم الفتاوى والنصائح والإجابات عن استفسارات المعتمرين والمصلين.

التطبيقات الذكية والخدمات الرقمية

كما أسهمت التطبيقات الإلكترونية لحجز تصاريح العمرة والصلاة في الحرمين على الزوار التخطيط لمناسكهم، واستخدام الذكاء الاصطناعي في الرد على استفسارات الحجاج والمعتمرين بلغات متعددة، إضافة إلى توفير الخرائط الذكية والإرشادات الرقمية داخل الحرمين الشريفين لضمان سلاسة التنقل بين المواقع المقدسة، كما وفرت المملكة خيارات دفع إلكتروني مرنة وميسرة للحجوزات والخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين.

دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية

لم يقتصر الاهتمام على الجهات الحكومية فحسب، بل كان للجمعيات الخيرية والمنظمات الإسلامية دور كبير في تقديم المساعدة للمعتمرين، وذلك من خلال توفير وجبات الإفطار والسحور، ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن من خلال توفير المزيد من الكراسي المتحركة والمرافق الملائمة.

إيجابيات وتحديات

ولا شك أن مثل تلك الظاهرة الإيمانية الرائعة تسهم في تعزيز الهوية الإسلامية عبر العالم، ومن شأنها كذلك أن تعزز من مستوى التكافل الاجتماعي، وذلك من خلال ما تشهده المجتمعات الإسلامية في مواسم الطاعات من ارتفاع ملحوظ في مستوى التبرعات والأعمال الخيرية، سواء من خلال دعم حملات إفطار الصائمين أم تسهيل سفر الفئات الأقل قدرة ماديا لأداء العمرة.

التوقعات المستقبلية

وعلى الرغم من كون تلك المظاهر والزيادة الهائلة في أعداد المعتمرين والمصلين والمقبلين على العبادات والطاعات في رمضان، فإن الأمر يتطلب إجراء المزيد من الدراسات والبحث عن الحلول الأنسب لتجنب أي تحديات مستقبلية في هذا الشأن، ولا سيما ما يتعلق بمراعاة المساحات المتاحة قياسا إلى أعداد الزائرين للحرمين ولا سيما الحرم المكي الشريف؛ حتى لا يحصل التدافع أو الحوادث العارضة عند توقف السعي وإغلاق البوابات على سبيل المثال، وتعزيز الاستدامة في الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين من خلال استخدام مصادر الطاقة النظيفة، وإدارة النفايات بطرائق صديقة للبيئة داخل الحرمين وخارجه.

حقائق وأرقام

وفقًا لبيانات رسمية من المملكة العربية السعودية: - تجاوز عدد المعتمرين في النصف الأول من 2025 حاجز الـ 10 ملايين معتمر، بزيادة 40% مقارنة بعام 2024. - زيادة واضحة في أعداد الشباب وكبار السن؛ حيث سجلت الفئة العمرية (18-35) سنة نسبة 60% من إجمالي المعتمرين. - التوسع في منح التأشيرات الإلكترونية، مع إضافة دول جديدة إلى برنامج «العمرة السريعة». - اكتمال مشروع التوسعة الجديدة، ما رفع من الطاقة الاستيعابية إلى أكثر من 2.5 مليون مصلٍّ. - تم تفعيل نظام (المقاعد الذكية) لكبار السن في الروضة الشريفة. - تم تزويد منطقة الصلاة للسيدات بأحدث أنظمة العزل الصوتي.

ختامًا

إن الإقبال الكبير على العمرة والعبادات عام 2025 ليس فقط ظاهرة دينية، بل إنه دليل على نجاح التعاون بين الدول الإسلامية في خدمة الحجاج والمعتمرين، كما يُظهر مدى الاهتمام المتزايد لدى المسلمين حول العالم إزاء تعزيز علاقتهم الإيمانية من خلال أداء العبادات والعمرة، وهو ما دفع الدول الإسلامية إلى تكثيف جهودها لضمان راحة المصلين والمعتمرين، ومن المتوقع أن يستمر هذا التوجه في السنوات القادمة مع مزيد من التنسيق والتطوير في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بما يضمن المزيد من التحسين المستمر لضمان سلامة المصلين والمعتمرين، خصوصًا مع الأعداد الكبيرة التي شهدها الحرم المكي والنبوي.


اعداد: ذياب أبو سارة