أهل الحديث أمناء هذه الأمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4856 - عددالزوار : 1804060 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4423 - عددالزوار : 1161063 )           »          منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 359 - عددالزوار : 114927 )           »          الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 149 - عددالزوار : 15447 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 4158 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 101 - عددالزوار : 63931 )           »          تغيير الشيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          السِّواك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          تأخير الصلاة عن أول وقتها بسبب العمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          آداب السفر للحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-05-2025, 01:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,070
الدولة : Egypt
افتراضي أهل الحديث أمناء هذه الأمة

أهل الحديث أُمناء هذه الأمة

يوسف بن طه السعيد

المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن أهل الحديث هم حملة السنة النبوية، وقد اصطفاهم الله لحفظ دينه، فكانوا أمناء على نقل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتصحيحه، وتنقيته من الكذب فيه والدخيل إليه. ولعلي أجزم أنه ليس هناك فرقة من فِرَق الإسلام لا ترجع إلى مصادرهم في الاستدلال بالسنة النبوية، بل حتى خصومهم كأهل الكلام والتصوف والأشاعرة والماتريدية وحتى الشيعة والمعتزلة والجهمية ومن لا يستدلون بالسنة، أو ممن لا يأخذون بخبر الآحاد لا تجدهم إلا ويرجعون إلى مصادر أهل الحديث ومراجعهم والاستدلال بما أوردوه من أحاديث نبوية ويستدلون بها.

وأرجو من الله الكريم أن أُوفق في هذه الوريقات، من تسليط الضوء على الأدلة التي تثبت أن أهل الحديث هم أمناء هذه الأمة، من القرآن والسنة وأقوال العلماء.

أولًا: الاستدلال من القرآن الكريم:
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

فالآية الكريمة تدلل على حفظ الله تعالى للذكر، والذكر يشمل القرآن والسنة؛ لأن السنة مُبيِّنة للقرآن، وحفظها يكون من خلال العلماء الذين ينقلونها.

روى الدارمي في سننه عن يحيى بن أبي كثير أنه قال: "السنة قاضية على القرآن، وليس القرآن بقاضٍ على السنة". ومرادهم بهذه العبارة أن السنة تُبيِّن القرآن وتُفسِّره، قال الزركشي في كتابه البحر المحيط: "مسألة [حاجة الكتاب إلى السنة] قال الأوزاعي: الكتاب أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب. قال أبو عمر: يريد أنها تقضي عليه، وتبين المراد منه، وقال يحيى بن أبي كثير: السنة قاضية على الكتاب. وقال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل وقد سئل عن الحديث الذي روي: أن السنة قاضية على الكتاب. فقال: ما أجسر على هذا أن أقوله! ولكن أقول: إن السنة تفسر الكتاب وتبينه"[1]انتهى.

قال تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7].

المفهوم من هذه الآية الكريمة أمر المؤمنين بالأخذ بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا يستلزم وجود أناس ينقلون سنته بأمانة، ومن نقل إلينا السنة المطهرة هم أهل الحديث. ولعلي أكتفي بهذين الدليلين للإيجاز والاختصار.

ثانيًا: الاستدلال من السنة النبوية:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ»[2].

وهذا الحديث يدللُ على أن هناك طائفة من أهل الناس تحمل العلم الشرعي الذي هو السُّنة النبوية المطهرة؛ إذ هي أصل الدين وعموده ومفسرة لكتابه، وتدفع عنه التحريف، ولا يختلف اثنان على أن هؤلاء هم أهل الحديث.

حديث: «نَضَّرَ اللهُ امْرأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ»[3].

الحديث يدل على فضل نقل الحديث، وأهل الحديث هم الذين تميَّزوا بحفظه ونقله.

حديث: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»[4].

فسَّر الإمام أحمد هذه الطائفة بأنهم أهل الحديث؛ لأنهم القائمون على نقل الدين الصحيح.

ثالثًا: أقوال العلماء في أمانة أهل الحديث:
إنَّ أهل الحديث بتخصصهم في دراسة السنة بتفاصيلها في معرفة التراجم والعلل وطرق الأحاديث أعلم الأمه جميعًا بسنة نبينا – صلى الله عليه وسلم- هديًا وأخلاقًا وسيرةً وسلوكًا وكل ما يتعلق بشخصه عليه الصلاة والسلام من صفات خَلقيّة وخُلُقيّة.

وحين تفرقت لُحمة هذه الأمة إلى فِرَق ومذاهب على غير ما كان في الجيل الأول من عصر الرسالة، وصار لكل مذهب أصوله وفروعه وأحاديثه التي يستدل بها ويعتمد عليها، تمذهب الواحد منهم وتعصب لمذهبه ومِلّته وجماعته دون أن يلتفت إلى المذاهب الأخرى وينظر لعله يجد عندهم من الأحاديث ما لا يجده في مذهبه الذي قلَّده بتعصب مقيت؛ مما حدا بهم أن أوصلهم هذا التعصب إلى ألَّا يلتفت إلى باقي المذاهب والاطِّلاع على أدلتها من السنة المطهرة، وهذا مدعاة لضياع غالب السنة؛ إذ المذهب الواحد منها لا يأخذ إلا ما ينصر مذهبه، ودون شكٍّ فإن المذاهب الأخرى لها استدلالاتها من السنة أيضًا.

وهذا ما لا تجده عند أهل الحديث حُفَّاظ السنة وحماتها؛ لأنهم يأخذون بكل ما صحَّ إسناده وخلا من الشذوذ والعلل في أي راوٍ كان، ما دام أنه في دائرة الإسلام وهو ثقة في ديانته؛ لذلك نجد أن أهل الحديث يأخذون من الراوي حتى لو كان شيعيًّا أو خارجيًّا أو قدريًّا، فضلًا عن أن يكون سُنيًّا حنفيًّا أو مالكيًّا أو غير ذلك.

وعلى هذا فإن الإمام الشافعي رحمه الله خاطب الإمام أحمد بقوله: "أنتم أعلم بالحديث مني، فإذا جاءكم الحديث صحيحًا؛ فأخبرني حتى أذهب إليه، سواء كان حجازيًّا أم كوفيًّا أم مصريًّا"[5].

لذلك فإن أهل الحديث لا يتعصبون لأقوال أئمتهم- وقد نهوهم عن ذلك- على العكس فإن الواحد منهم يتعصب لقول نبيه صلوات ربي وسلامه عليه.

قال الإمام الشافعي: "إذا رأيت رجلًا من أهل الحديث فكأني رأيت رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم"[6].

وقال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي يقول: "لولا أصحاب الحديث لكنا بيَّاع القُول"[7].

قال الإمام أحمد بن حنبل: "أهل الحديث هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يصحبوه؛ لأنهم أخذوا حديثه وحفظوه".

وروى علي بن حرب، قال: سمعت سفيان بن عيينة في قوله: ﴿ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ﴾ [النساء: 69]، قال: الصالحون: هم أصحاب الحديث[8].

قال الإمام ابن القيم: "أهل الحديث هم أعلم الأمة بالرسول وأقواله وأفعاله وأحواله؛ ولهذا هم الطائفة المنصورة"[9].

قال الحافظ أبو عثمان الصابوني في الاعتقاد: لا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد وهو أهل الحديث.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية: أهل الحديث والسنة، الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله، أعظمهم تمييزًا بين صحيحها وسقيمها، وأئمتهم فقهاء فيها، وأهل معرفة بمعانيها، واتباعًا لها: تصديقًا وعملًا وحبًّا وموالاة لمن والاها، ومعاداة لمن عاداها، الذين يردون المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة؛ فلا ينصبون مقالة، ويجعلونها من أصول دينهم، وجُمَل كلامهم، إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول، بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه»[10].

وقال أيضًا: «ونحن لا نعني بأهل الحديث المقتصرين على سماعه، أو كتابته أو روايته؛ بل نعني بهم: كل من كان أحق بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهرًا وباطنًا، واتباعه باطنًا وظاهرًا»[11].

وقال: «أهل الحديث هم السلف من القرون الثلاثة ومن سلك سبيلهم من الخلف»[12].

أَنْشَدَ أَبُو مُزَاحِمٍ الْخَاقَانِيُّ: [13]
أَهْلُ الْحَدِيثِ هُمُ النَّاجُونَ إِنْ عَمِلُوا
بِهِ إِذَا مَا أَتَى عَنْ كُلِّ مُؤْتَمَنِ
قَدْ قِيلَ إِنَّهُمُ خَيْرُ الْعِبَادِ عَلَى
مَا كَانَ فِيهِمْ إِذَا أُنْجُوا مِنَ الْفِتَنِ
مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ كَذَا حَانَتْ شَهَادَتُهُ
فَطَابَ مِنْ مَيِّتٍ فِي اللَّحْدِ مُرْتَهَنِ


قال الخطيب البغدادي: «قد جعل الله تعالى أهله أركان الشريعة، وهدم بهم كل بدعة شنيعة. فهم أمناء الله من خليقته، والواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته. أنوارهم زاهرة، وفضائلهم سائرة، وآياتهم باهرة، ومذاهبهم ظاهرة، وحججهم قاهرة، وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه، أو تستحسن رأيًا تعكف عليه، سوى أصحاب الحديث، فإن الكتاب عدتهم، والسنة حجتهم، والرسول فئتهم، وإليه نسبتهم، لا يعرجون على الأهواء، ولا يلتفتون إلى الآراء، يقبل منهم ما رووا عن الرسول، وهم المأمونون عليه والعدول، حفظة الدين وخزنته، وأوعية العلم وحملته. إذا اختلف في حديث، كان إليهم الرجوع، فما حكموا به، فهو المقبول المسموع.

ومنهم كل عالم فقيه، وإمام رفيع نبيه، وزاهد في قبيلة، ومخصوص بفضيلة، وقارئ متقن، وخطيب محسن. وهم الجمهور العظيم، وسبيلهم السبيل المستقيم، وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر، وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر، من كادهم قصمه الله، ومن عاندهم خذلهم الله، لا يضرهم من خذلهم، ولا يفلح من اعتزلهم، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير، وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير، وإن الله على نصرهم لقدير»[14].
أهل الحديث هم أهل النبي وإن
لم يصحبوا نفسه، أنفاسه صحبوا




رابعًا: دور أهل الحديث في حفظ السنة:
لا يخفى على كل مسلم جهود أهل الحديث بجمع الأحاديث وتدوينها، كما فعل الإمام مالك والإمام أحمد والبخاري ومسلم وأصحاب السنن، وهذه الجهود أثمرت إلى:
التمييز بين الصحيح والضعيف، من خلال علم الجرح والتعديل.

الرد على أهل البدع والأهواء الذين حاولوا التلاعب بالأحاديث لنصرة مذاهبهم وفرقهم وجماعاتهم.

حفظ أُصول الدين من خلال حفظهم للسنة وما حملت من أصول للدين.

وغيرها الكثير من الجهود التي يطول ذكرها فاكتفيت بما وجدته ضروريًّا.

الخاتمة:
كما سبق ذكره بالأدلة الشرعية يثبت لنا أن أهل الحديث هم أمناء هذه الأمة، فهم الذين نقلوا لنا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمانة وعدالة. وقد أجمعت الأمة على فضلهم ودورهم العظيم في حفظ الدين. فنسأل الله أن يجعلنا من محبي أهل الحديث، وأن يرزقنا اتباع السنة والتمسك بها.

[1] البحر المحيط(6/ 11).

[2] رواه البزار في مسنده: (9423).

[3] أخرجه الحميدي في "مسنده" (88)، وأحمد في "مسنده" (4240)، وابن ماجه في "سننه" (232)، والترمذي في "جامعه" (2657).

[4] (رواه مسلم).

[5] شرف أصحاب الحديث: 8.

[6] مناقب الشافعي للبيهقي (1/ 477).

[7] مناقب الشافعي للبيهقي (1/ 477).

[8] سير أعلام النبلاء: 7/ 423.

[9] مفتاح دار السعادة: 1/ 252.

[10] مجموع الفتاوى: (3/ 346-347).

[11] مجموع الفتاوى: 4/ 95.

[12] مجموع الفتاوى: 6/ 355.

[13] شرف أصحاب الحديث: 57.

[14] في "شرف أصحاب الحديث": 9.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.81 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]