|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد
ونبلوكم بالشر والخير فتنة: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً ، كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً ﴾. إن الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده بالعطاء كما يبتليهم بالمنع، يبتليهم بالسراء كما يبتليهم بالضراء، يبتليهم بالرخاء كما يبتليهم بالشدة، وذلك ليعلم من يصبر ممن يضجر، حكمة الله البالغة. ولكي نعلم نحن العبيد الفقراء أن هذه الدنيا دار امتحان وبلاء وليست دار نعيم وعطاء، يأخذ منها المؤمن والكافر، والعاصي والمطيع، والموحد والمشرك، دار من لا دار له، وممر سرعان ما ينقضي لنمر عبره إلى دار البقاء، و تلك هي الدار الحقيقية والأبدية. لقد ضرب الله سبحانه أمثلة عديدة في كتابه العزيز، يبين فيها هذه الحقيقة، ومنها هذه القصة التي بين أيدينا، قصة صاحب الجنتين، كما ضرب مثلاً آخر في قصة أصحاب الجنة ﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ , وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴾، فهو في حقيقة الأمر ابتلاء وفتنة وليس نعمة ومحنة كما قد يعتقد الكثير من الناس. إن أكثر الناس قد أصبحوا مسخٌَرين للمال والمتاع الذي رزقهم الله إياه، ويكون همهم هو حفظ هذا المال خوفاً من الفقر والحاجة، والقليل من ينجح في قلب هذه المعادلة، حيث المطلوب أن يكون هذا المتاع وسيلة للتقوية على عبادة الله ونفع عباده، فهذا الصنف قليل ونادر، لذا وجب التذكير والوقوف على هذه القصة لاستخلاص ما يمكن من عبر ومفاهيم إيمانية ووقفات تربوية، لعلها تؤثر في النفوس، فتؤتي الأكل المرغوب بإذن ربها. هذه قصة رجل آتاه الله كل ألوان المتاع وكل أنواع المال الذي يحلم به المرء في هذه الحياة الدنيا، وبدلاً من أن يشكر ربه على هذه النعم، وينفق منه سراً وجهراً، ويدفعه إلى معرفة حقيقته وضعفه وفقره أمام قوة الله وغناه، نراه يتصف بكل الصفات التي يستحق صاحبها غضب الله وعقابه، وبالتالي تودي به إلى زوال النعمة، وإلى حرمانه منها والعودة إلى سابق عهده، لا يملك شيئاً، بل إن الله تعالى قادر على أن يسلبه صحته وعقله لكي لا يعلم من بعد علم شيئاً، فهو المعطي وهو المانع، يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، وهذه حقيقة لا ينبغي أن نغفل عنها قيد أنملة ما دمنا في هذه الحياة الدنيا. ﴿ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً ﴾، وهو استعلاء وتكبر على الخلق بما آتاه الله من فضله، وهو - سبحانه – إذا شاء حرمه فيتساوى مع صاحبه في متاع الدنيا. إنه الجهل بحقيقة هذه الحياة الدنيا، كونها زائلة ولا تدوم لأحد مهما أوتي من علم وقوة وحكمة، وبأنها مجرد فتنة ومحنة ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾، وليست اصطفاء ومنحة كما قد يظن الكثير من الغافلين. إن الله تعالى يمتحننا بالقليل كما يمتحننا بالكثير، والذي ينفق من القليل مؤهل بأن ينفق من الكثير أيضاً، والذي يبخل بالكثير سوف يبخل بالقليل حتماً. ____________________________ عن مقال: " وقفات تربوية مع قصة صاحب الجنتين"- لأبي سعد العاملي. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فتنت روحي يا شهيد | ابو القاسم فلسطين | ملتقى الشعر والخواطر | 4 | 09-04-2012 05:48 PM |
فتنت روحي | عاشقة فلسطين | ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية | 3 | 03-06-2009 06:39 AM |
فتنة النساء | (( راجية الجنة )) | الملتقى الاسلامي العام | 11 | 01-02-2007 12:44 AM |
هل تريد ان يدعوا لك الشجر والحجر والبهائم في آن واحد ؟ | الغدفاوي | الملتقى الاسلامي العام | 13 | 27-06-2006 03:38 PM |
سؤال : هل الميش الدى يوضع على الشعر حلال ام حرم وهل حكمه كالصبغ ام مختلف | nafesa | ملتقى الفتاوى الشرعية | 0 | 27-06-2006 01:50 PM |
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |