تقضى على يديه الحاجات للناس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         القلب لا القالب! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الصالون الأدبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 36 - عددالزوار : 26035 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 44 - عددالزوار : 16102 )           »          وإعجاب كل ذي رأي برأيه! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 118 )           »          هلموا إلى منهج السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 9077 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 52 - عددالزوار : 30731 )           »          أسباب اختلاف نسخ «صحيح البخاري» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3088 - عددالزوار : 337663 )           »          الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-01-2021, 09:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,331
الدولة : Egypt
افتراضي تقضى على يديه الحاجات للناس

تقضى على يديه الحاجات للناس


الشيخ : عبد الله الواكد


عناصر الخطبة

1/ حكمة ابتلاء الله تعالى الناس بالخير والشر 2/ السعي في حاجات الناس خلُق الأنبياء والصالحين 3/ ثمرات يجنيها الساعي في حاجات الناس 4/ ومضات لاستغلال العطلة الصيفية لقضاء حاجات الناس


اقتباس

إنّ الساعي لقضاء الحوائج موعود بالإعانة، مؤيد بالتوفيق، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه؛ ففي خدمة الناس بركةٌ، بركة في الوقت، وبركة في العمل، وتيسيرُ ما تعسَّر من الأمور، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة” أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.










الخطبة الأولى:

أما بعد: أيها الأحبة في الله: ما خلق الله حقا ولا باطلا، ولا خيرا ولا شرا، إلا لحكمة الابتلاء والامتحان، قال -سبحانه وتعالى-: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء:35].

فمَن علم منا مآرب الدين، ومقاصد شريعة رب العالمين، أدرك أنما هو سبب تجرى عليه حتوم الخير والشر؛ فطوبى لمفاتيح الخير، مغاليق الشر؛ وأسعد الله قلوبا تتقطع لمواجع الآخرين، ورحم الله أنفسا تسعى على حوائج المحتاجين.
أيها الأحبة في الله: نحن في خضم هادر لا يهدأ، ومعترك لا تسكن له رحى؛ وإنّ تمازج الخلق، واختلاف موارد الرزق، دوّامة يبرز فيها صفاء الأنفس، ونقاء السرائر، وخلاصة الفطرة.

ألا وإن نفع الناس والسعي في كشف كروبهم من صفات الأنبياء والرسل. أشرف الخلق محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- إذا سئل عن حاجة لم يردَّ السائل عن حاجته، يقول جابر -رضي الله عنه-: "ما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئًا قط فقال: لا" أخرجه البخاري في صحيحه. والدنيا أقل من أن يُردَّ طالبها!.
وعلى هذا النهج القويم سار الصحابة -رضي الله عنهم- والصالحون من بعدهم، لأن السعي في حاجة الناس ومسايرة المحتاجين والمكروبين دليل على طيب المنبت، ونقاء الأصل، وصفاء القلب، وحسن السريرة؛ وربنا يرحم من عباده الرحماء، ولله أقوامٌ يختصهم بالنعم لمنافع العباد.

وجزاء التفريجِ في الدنيا تفريجُ كربات يوم القيامة، يقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: "من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" رواه مسلم، وفي لفظ له: "من سرَّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلْينفِّسْ عن معسر أو يضع عنه".
أيها الناس: إنّ الساعي لقضاء الحوائج موعود بالإعانة، مؤيد بالتوفيق، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه؛ ففي خدمة الناس بركةٌ، بركة في الوقت، وبركة في العمل، وتيسيرُ ما تعسَّر من الأمور، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَن يسَّر على مُعْسِرٍ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة" أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
ويقول ابن القيم -رحمه الله-: "كان شيخ الإسلام -رحمه الله- يسعى سعيًا شديدًا لقضاء حوائج الناس". بهذا جاء الدين، علمٌ وعمل، عبادةٌ ومعاملة.
أخي الحبيب: لا تدري، لعلك بدعوة صالحة، ممن فرجت كربته، وأعتقت رقبته، وقضيت دينه، تسعد أحوالك؛ والدنيا محن، والحياة ابتلاءات، فالقوي فيها قد يضعف، والغني ربما يُفلس، والحي فيها يموت، وصاحب الحق قد يصبح عليه الحق؛ لكن مواقف الرجل الإيمانية الرجولية، التي يلتمس فيها ما عند الله، ويثني عليها عباد الله، هي التي تبقى للدنيا والآخرة، فالسعيد من اغتنم جاهه وماله في خدمة الدين ونفع المسلمين، يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: "مَن مشى بحقِّ أخيه ليقضيه فله بكل خطوة صدقة".
والمعروف ذخيرة الأبد، والسعي في شؤون الناس زكاة أهل المروءات، ومن المصائب عند ذوي الهمم عدم قصد الناس لهم في حوائجهم، يقول حكيم بن حزام: "ما أصبحت وليس على بابي صاحب حاجة إلا علمت أنها من المصائب".

ويقول الشافعي -رحمه الله-:
الناس بالناس ما دام الحياء بهم *** والسعد لا شك تارات وهبّات
وأفضل الناس ما بين الورى رجل *** تقضى على يده للناس حاجات
لا تمنعن يد المعروف عن أحد *** ما دمت مقتدرا فالسعد تارات
واشكر فضائل صنع الله إذ جعل *** إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم *** وعاش قوم وهم في الناس أموات

وأعظم من ذلك أنهم يرون أن صاحب الحاجة منعم ومتفضل على صاحب الجاه حينما أنزل حاجته به، يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: ثلاثة لا أكافئهم: رجل بدأني بالسلام، ورجل وسَّع لي في المجلس، ورجل اغبرت قدماه في المشي إليَّ إرادة التسليم عليَّ، فأما الرابع فلا يكافئه عني إلا الله، قيل: ومن هو؟ قال: رجل نزل به أمرٌ فبات ليلته يفكر بمن ينزله، ثم رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي.

فاتقوا الله عباد الله، وكونوا من المصلحين، واعلموا أن الله -عز وجل- أثنى على أهل الخير وأهل المعروف من عباده، فقال -سبحانه-: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء:114].
بارك الله لي ولكم بالقرآن الكريم.

الخطبة الثانية:


عباد الله: هذه العطلة الصيفية، موسم خصب لإصلاح ذات البين، وقضاء حاجات المسلمين، هناك الكثير من المشكلات، والعديد من الخصومات، التي لو تشاور الأقارب في شأنها، وبحثوا في جلساتهم ولقاءاتهم كيفية حلها، وشغلوا أوقاتهم بها، وعملوا للقضاء عليها، عن طريق الزيارات، والجاهات، لأثمرت العطلة الصيفية.

لو تشاور الأقارب في أمر الضعفاء والمحتاجين منهم، وكيفية إيجاد مصدر رزق لهم، أو السعي في إيجاد عمل لمن لا يعمل منهم، لأثمرت العطلة الصيفية.

لو تشاور الأقارب في أمر مَن انحرف منهم إلى منكرات ومخدرات، أو ما شابه ذلك، وبحثوا عن السبيل إلى إصلاحه، ومحاولة إعادة هذا المنحرف إلى طريق الصواب، لأثمرت العطلة الصيفية.

لو بلغ الناس بأفهامهم هذا المستوى، لبلغت العطلة الصيفية حد الإثمار والإنتاج والتسويق، ولصرنا أنموذجا يحتذى به.
فما المانع أن نكون كذلك؟ كثير من أصحاب الحقوق، لو طرق أهل الجاه أبوابهم، وشفعوا في الأمر، وطيبوا خواطرهم، لانفضت كثير من المشكلات من ساحة المجتمع، ولعادت نسائم الألفة والمحبة.

فإلى متى ومجالسنا تعج بذكر مثالب الآخرين، وتفتقر إلى السعي في الإصلاح، تفتقر إلى التفكير في تقويم هذا المجتمع الضالع؟ ليسأل كل واحد منا نفسه: كم مرة طرحنا القضايا على بساط الإصلاح؟ وكم مرة طرحنا ذات القضايا على مشرحة التجريح والغيبة؟.


فنسأل الله أن نكون نوى خير وإصلاح، ومنابع رشد وفلاح.

صلوا وسلموا على خير البرية محمد -صلى الله عليه وسلم-…

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.84 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]