|
|||||||
| ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
ولنستمع - أيضا - إلى ما رواه ابن ماجه والإمام حمد، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ")، ("أَحْدَاثٌ")، =صغار السن= ("أَحِدَّاءُ، أَشِدَّاءُ، ذَلِقَةٌ أَلْسِنَتُهُمْ بِالْقُرْآنِ"). -(أحِدَّاء): أقوياء، سريعوا الغضب. (أشِدَّاء): غلاظ؛ لا يرحمون ضعيفا ولا امرأة ولا شيخا فانيا، ولا مستعطفا. (ذَلِقَةٌ) الذَّلِق: الفصيح البليغ. ("يَقْرَءُونَهُ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ قَاتِلُهُمْ") ("كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ")" -أَيْ: كلما ظَهَرَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ. [2]، اِسْتَحَقَّ أَنْ يُقْطَع، وَكَثِيرًا مَا يُقْطَعُ أَيْضًا، كَالْحَرُورِيَّةِ قَطَعَهُمْ عَلِيٌّ رضي الله عنه عندما ظهروا قطع شأفتهم. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ")، أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً، ("حَتَّى يَخْرُجَ فِي عِرَاضِهِمُ الدَّجَّالُ")[3]. و - (عِرَاضِهِمُ) جَمْعُ عَرْض، بِمَعْنَى: الْجَيْش الْعَظِيم. [4]-، سيكونون من جيوش الدجال في آخر الزمان. وفي رواية البخاري ومسلم و الإمام أحمد تبيِّن مكانهم الأول، الذي يحنون إليهم في كل وقت، عَنْ يُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: (دَخَلْتُ عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه فَقُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الْخَوَارِجِ شَيْئًا؟!) قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ (-وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْعِرَاقِ-)، وفي رواية: (وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ .("يَخْرُجُ مِنْ هَاهُنَا") ("قَوْمٌ مُحَلَّقَةٌ رُءُوسُهُمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ بِأَلْسِنَتِهِمْ")، ("لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ")، (يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ"). قُلْتُ: (فَهَلْ ذَكَرَ لَهُمْ عَلَامَةً؟!) قَالَ: (هَذَا مَا سَمِعْتُ، لَا أَزِيدُكَ عَلَيْهِ)[5]. إنهم الذين اعتدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بألسنتهم، فاتهموه عليه الصلاة والسلام بعدم التقوى وعدم العدل فقال قائلهم: (اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ). [6]، (يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ). [7]، يعني هو يظلم في نظره هو، فيريد منه العدل، وفي رواية: (مَا عَدَلْتَ). [8]، وكلها في صحيح البخاري، وفي رواية: (اعْدِلْ يَا مُحَمَّدُ فَإِنَّكَ لَمْ تَعْدِلْ)[9]. فمن كانت هذه صفته فحُقَّ أن يَصْدُقَ عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "... هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ، طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ، يَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَلَيْسُوا مِنْهُ فِي شَيْءٍ، مَنْ قَاتَلَهُمْ كَانَ أَوْلَى بِاللَّهِ مِنْهُمْ"، قَالُوا: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا سِيمَاهُمْ؟!) - ما العلامة الدارجة عليهم؟ - قَالَ: "التَّحْلِيقُ"[10]. وفي راوية: قِيلَ: (مَا سِيمَاهُمْ؟) قَالَ: "سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ -أَوْ قَالَ: التَّسْبِيدُ-". [11]، أي حلق الرأس، وقد قاتلهم علي رضي الله تعالى عنه ومن معه، وكلما ظهر منهم قرن قطع. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم. الخطبة الآخرة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد: أخي في الدين! عرفنا المشكلة، وشخصنا المرض، فما هو الحل؟ ما هو العلاج؟ ما هو الدواء؟ أخي في الدين! لا تكن سماَّعا لمن هم سمَّاعون لهم، وكنُ ممن هداهم الله، ممن قال الله فيهم: ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18]، هم أولوا الألباب، أصحاب العقول المفكرة، ليس عقول مغيَّبة، يغيب عقل بعض الناس، فحسْب ما يأتيهم من أوامر ينفذ، وإن خالف الله وإن خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخي في دين الله! أنصحك وأنصح نفسي بأن نعتزل أيَّ جماعة، وأيَّ فرقةٍ أو حزب، يريد أن يفرق المسلمين، أو يدعو إلى استخدام العنف والشدة والقسوة، ولا يدعو ولا يحث على الرحمة والمودّة والمحبة، فهذه ليست صفاتِ الصحابة رضي الله عنهم، ولا صفات التابعين، ولا صفات السلف أجمعين رحمهم الله، ولا صفات المسلمين المخلصين حفظهم، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: ("ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يَغْفِرْ اللهُ لَكُمْ، وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ، وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ؛ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ")[12]. رسول الله يأمرنا بذلك، (ارحموا ترحموا)، من أين تأتينا الرحمة إذا لم نرحم أنفسنا قبل غيرنا، إذا ما كانت رحمة بين المسلمين، فكيف تكون رحمة لغير المسلمين من خلق الله سبحانه وتعالى الذين تجوز لهم الرحمة، (ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر الله لكم) سامح إن حدث خطأ عليك، اغفر ارحم سامح اعفُ تكُن لك اليدُ العليا عند الله سبحانه وتعالى. (ويل لأقماع القول)، فمن هم أقماع القول؟ -الأقماع جمع قُمع، وفي اللغة معروف، يوضع فيه الشيء يجمعه مرة واحدة، ويخرج منه شيئا فشيئا، وهؤلاء أقماع القول هم الذين يستمعون القول فلا يتعبون أحسنه، فأذنه كالقمع، تأخذ لكن لا يستجيب القلب لشيء، وخالف هؤلاء فصاروا أقماعا لغيرهم يستقبلون وتدخل على أفئدتهم ما يمليه السمَّاعون لهم. كذلك هؤلاء من صفاتهم أنهم مصرون و(المصرُّون) أَيْ: على الذنوب، على مخالفة الله ورسوله، على مخالفة الصحابة والتابعين، العازمين على المداومة عليها[13]. (يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أَيْ: يَعْلَمُونَ أَنَّ مَنْ تَابَ، تَابَ الله عَلَيْهِ ثُمَّ لَا يَسْتَغْفِرُونَ[14]. أخي المؤمن! وظِّف سمعك وبصرك وجميع جوارحك لطاعة الله، وكرر هذا الدعاء الرباني: ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [آل عمران: 193، 194]. ولْنكُنْ ممن قال الله فيهم: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285]. اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم ارض عن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وبقية العشرة وعن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وجميع الصحابة يا رب العالمين. "اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ، مُثْنِينَ بِهَا، قَابِلِيهَا وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا". اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنْ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مصائب الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا، وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا". واحفظنا اللهم وأمَّتَنَا أجمعين؛ من كيد الكائدين، وحسد الحاسدين، وطعن الطاعنين. وأقم الصلاة فـ ﴿... إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]. [1] (خ) (3344). [2] حاشية السندي على ابن ماجه (1/ 159). [3] (حم) (20398)، (20464)، (جة) (174، 175)، وقال الأرناؤوط: إسناده قوي على شرط مسلم. [4] حاشية السندي (1/ 159). [5] (خ) 6535، (م) 1068، (حم) 16020، وقال الأرناءوط: صحيح. [6] (خ) (3344). [7] (خ) (3610). [8] (خ) (4667). [9] (جة) (172). [10] (د) (4765). [11] (خ) (7562). [12] (خد) (380)، (حم) (6541)، صَحِيح الْجَامِع: (897)، الصَّحِيحَة: (482)، صَحِيح التَّرْغِيبِ والترهيب (2257). [13] انظر فيض القدير (1/ 607). [14] (فتح).
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |