حق الجار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 611 - عددالزوار : 66326 )           »          رحلات البالون الطائر ومعابد الأقصر.. سحر لا يقاوم يخطف قلوب سياح العالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14372 - عددالزوار : 758107 )           »          ركعتا الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          فوائد قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          شهر الله المحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الأب السبب والسند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التربية بالموقف نماذج وتعليق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حقوق الوالدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          هل تندلع الحرب الكبرى؟ سقوط إيران يمهد لصدام إسرائيلي-تركي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-07-2021, 03:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,930
الدولة : Egypt
افتراضي حق الجار

حق الجار


















أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي






الخطبة الأولى





عباد الله، ديننا يأمرنا بالتعامل بالحسنى مع الآخرين، ويتأكد ذلك في حق المؤمنين، ويزداد تأكدا مع القرابة والجيران، وشر الناس من تركه الناس اتقاء شره، وأسوأ الجيران من يَتَتَبَّع العَثَرات؛ ويتطلع إلى العورات؛ ولا يؤتمن على دين ولا نفس ولا أهل ولا مال.











إخوة الإسلام، حقُّ الجار على جاره مؤكد بالآيات والأحاديث قال جل وعلا: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36]، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: " والجار ذي القربى " يعني الذي بينك وبينه قرابة، " والجار الجنب " الذي ليس بينك وبينه قرابة، أو أنه الجارُ غيرُ المسلم. ولذا فالجيران ثلاثة؛ جارٌ له ثلاثة حقوق، وهو الجارُ المسلمُ القريب؛ فله حق الجوار وحق الإسلام وحق القرابة، والثاني الذي له حقان؛ وهو الجار المسلم غير القريب؛ له حق الجوار وحق الإسلام، والثالث الذي له حق واحد وهو الجار الكافر؛ له حق الجوار.











يقول صلى الله عليه وسلم: " ما زال جبريل يوصيني بالجار؛ حتى ظننت أنه سيورثه" متفق عليه.











عباد الله، المسلم يعترف بما للجار على جاره من حقوق وآداب ويجتهد في القيام بما يجب عليه، وجماع هذه الحقوق والآداب أربعة:





أولها: عدم أذيته بقول أو فعل، سواء منه أو من أولاده أو من أهله أو من الساكنين معه، أو ضيوفه، ولا يتطلعُ إلى عوراته، ولا يضايقُه في بناء ولا ممر، ولا يؤذيْه بإلقاء شيء يؤذي أمام منـزله، في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره".











وفي الصحيحين أيضا قال عليه الصلاة والسلام: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن" قيل: من يا رسول الله؟ قال: "الذي لا يأمنُ جارُه بوائقَه" يعني شروره.












وروى الإمام أحمد وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله إن فلانة؛ يذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها؛ غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال:"هي في النار".











ثاني هذه الحقوق: يجب على المسلم أن يحسن إلى جاره؛ وذلك بأن ينصره إذا استنصره، ويعينَه إذا استعانه، ويعودَه إذا مرض، ويهنئَه إذا فرح، ويعزيَه إذا أُصيب، ويساعدَه إذا احتاج للمساعدة، يبدؤه بالسلام، ويلينُ له الكلام، يأمرُه بالمعروف وينهاه عن المنكر، ويرعى جانبه، ويحمي حـماه، ويصفحُ عن زلاته، فكل هذا من الإحسان إلى الجار الذي أمرنا الله تعالى به.











ثالث هذه الحقوق: إكرام الجار لجاره؛ بإسداء المعروف والخير إليه، جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة جارتها ولو فِرْسِنَ شاة" والفِرْسِنُ للشاة ظِلفها. و في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام لأبي ذر: "يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك".











رابع هذه الحقوق: تقدير حقه في الجيرة، وأنه من أحق الناس بالمساعدة ومراعات مشاعره، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: "لا يمنعن أحدكم جاره أن يضع خشبة في داره".











اللهم إنا نعوذ بك من جار السوء في دار الـمُقام. اللهم اجعلنا جميعا من خيار الجيران، وبارك لنا في دورنا وأهلينا وجيراننا.





بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...











الخطبة الثانية





إخوة الإيمان: إذا ابتلي المسلم بجار مؤذٍ فليصبر عليه، فإنه مأجور على صبره، وقد يكون هذا الصبر سببَ خلاصه من أذيته، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال له: "اصبر" ثم قال له في الثالثة أو الرابعة: "اطرح متاعك في الطريق فطرحه فجعل الناس يمرون به ويقولون ما لك؟ فيقول: آذاني جاري فيلعنون جاره، حتى جاءه وقال له: رد متاعك إلى منـزلك، فإني والله لا أعود" [رواه أبو داود]. وفي الحديث الآخر قال عليه الصلاة والسلام: "تعوذوا بالله من جار السوء في دار الـمُقام ـ يعني أهل الإقامة المستمرة بالحاضرة ـ فإن جار البادية يتحول عنك" رواه النسائي وغيره وصححه الألباني.











عباد الله: للمسلم فضل عظيم في أن يكف عن جاره الأذى، وله الفضل في أن يجيرَه ويدفعَ عنه يدَ السوء، وله الفضل في أن يواصله بالإحسان، وهناك فضل رابع وهو أن يتجاوز عن أخطائه ويتغاضى عن هفواته ويتلقى كثيرًا من إساءته بالصفح والحِلم؛ لأنه لا ريب في أن الذي يحلم على من جهل عليه؛ ويحسن إلى من أساء إليه؛ ويعفو عمن ظلمه؛ يكون في أعلى مراتب الكرامة؛ وفي أرفع منازل السعادة، قال سبحانه: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43].قال ابن كثير: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ ﴾ [الشورى: 43] أي صبر على الأذى وستر السيئة، ﴿ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43]؛ قال سعيد بن جبير: يعني لمِن حق الأمور التي أمر الله بها؛ والأمورِ المشكورة والأفعال الحميدة التي عليها ثواب جزيل وثناء جميل.











عباد الله: إن بعض الناس لا يبالي بغيره إذا تمت له راحته، ولا يهمه أن يكون المسلمون ساخطين عليه مادام ينالُ قَصده ويصل إلى مراده ويتمتعُ هو، ولو كان في ذلك أذيةً لغيره، وإن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت.











ألا وإنَّ كثيرًا ما يكون الصفح عن المذنب والعفو عن المسيء دواءً لسوء خلقه وتقويمًا لانحرافه واعوجاجه؛ كما هو المشاهد فيعود الجفاء إلى ألفة؛ والمناوأة إلى مسالمة، والبغضاء إلى محبة؛ قال الحق جل وعلا: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34] فاتقوا الله عباد الله واسلكوا في أخلاقكم خير نهج يوصلكم إلى الله، وأحسنوا معاملة جيرانكم تفلحوا.












اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق مع جيراننا وأقاربنا والمسلمين..











اختصار ومراجعة: الأستاذ: عبدالعزيز بن أحمد الغامدي




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.75 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]