|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة: لماذا تحدث الخيانة الزوجية؟ عدنان بن سلمان الدريويش إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، وقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 21]؛ أما بعدُ: فالخيانة الزوجية تعني وجود علاقة غير شرعية خارج إطار الزواج، سواء كانت عبارة عن كلمات مباشرة، أو بواسطة مراسلات إلكترونية، أو لقاءات ذات أهداف عاطفية، وما يترتب عليها من مشاعر جنسية وعلاقات عاطفية، وهنا في هذه الخطبة أتحدث عن الخيانات الزوجية التي لم تصل إلى حد الزنا والاتصال الجنسي. يا عباد الله: إن مع الانفتاح العالمي وثورة الاتصالات، تعددت وسائل وأساليب وصور الخيانة الزوجية بين الأزواج، فبرامج التواصل في تطبيقات الأجهزة الهاتفية، ومواقع التعارف على الإنترنت وسَّعت دائرة الخيانات من الممارسات العملية التقليدية، إلى الجنس الصوتي أو المرئي. قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله كتب على ابن آدم حظَّه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة؛ فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنَّي وتشتهي، والفَرْجُ يصدِّق ذلك ويكذِّبه))؛ [متفق عليه]. وفي رواية لمسلم قال صلى الله عليه وسلم: ((كُتِبَ على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدركٌ ذلك لا محالة، العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخُطا، والقلب يهوى ويتمنَّى، ويصدِّق ذلك الفَرْجُ ويكذِّبه)). يا عباد الله: وبِناء على الحديث النبوي، فإن الخيانات الزوجية تنقسم إلى: الخيانة البصرية: قال تعالى: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19]؛ كالنظر إلى الأفلام والمسلسلات الإباحية، أو النظر إلى المحرمات بقصد الشهوة. الخيانة السمعية: كالاستماع إلى المحرمات والتلذذ بشهوة إلى الكلمات والأصوات، التي تجعل الزوج أو الزوجة تفكر بالاتصال الجسدي المحرم. الخيانة القولية: وهي الكلمات والعبارات التي يتكلم بها أحد الزوجين لطرف ثانٍ؛ كالحب والغزل والكلمات الجنسية، سواء عبر الهاتف أو الإنترنت. الخيانة الجسدية: وهي من أعظمها؛ كمسك اليدين والاحتضان والتقبيل. الخيانة الكتابية: مثل: كتابة الرسائل الغرامية والجنسية لطرف ثانٍ، سواء كانت ورقية أو إلكترونية. أيها المسلمون: وإن من أهم أسباب الخيانة الزوجية بين الزوجين: • ضعف الإيمان بالله، فكلما ضعُف الخوف من الله ومراقبته، زاد احتمال وقوع الزوج أو الزوجة في الخيانة الزوجية. • غياب الزوج أو الزوجة عن المنزل، وشعور الطرف الآخر بالغربة والحاجة إلى القرب من طرف آخر؛ ليُشبِعَ الرغبة في الإشباع العاطفي. • سوء استخدام الإنترنت والتطبيقات الإلكترونية؛ كالدخول على مواقع مُخِلَّة، ومتابعة المشاهير الفاسدين، أو رؤية المقاطع الإباحية، أو المحادثات العاطفية مع رجال ونساء بعبارات جنسية مثيرة. • الجفاف العاطفي بين الزوجين، وتقصير أحدهما في إشباع الطرف الآخر عاطفيًّا وجسديًّا؛ كانشغال الزوجة بأمور البيت والأولاد، أو انشغال الزوج مع أصدقائه وأعماله؛ ما يزيد في الاضطراب والقلق النفسي؛ نظرًا للجوع العاطفي والجسدي للطرف الآخر. • الهروب من المشاكل الزوجية، وعدم الرضا عن الطرف الآخر، والملل من العلاقة العاطفية الرَّتِيبة، وعدم وجود الإثارة بينهما. نفعني الله وإيَّاكم بهدي نبيه وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قُولِي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم. الخطبة الثانية الحمد لله، خلَق فسوَّى، وقدَّر فهَدَى، وَصَلَّى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]. يا عباد الله: وهنا أقول للزوج والزوجة عند اكتشاف مثل هذه الأسباب في الطرف الآخر، عليك ما يلي: • لا تتخذ قرارات سريعة عند شدة الغضب والغَيرة الشديدة، وعند الارتباك؛ فالهدوء ضروري للوضوح، ومعرفة تفاصيل المشكلة، وقد تحتاج إلى الابتعاد قليلًا، قبل أن تقرر ماذا تريد أن تفعل. • اسْتَشِرْ أهل الاختصاص ليساعدوك على التخلص من المشاعر القوية والسلبية، ويعطوك الخطوات الناجحة لحل مثل هذه المشاكل. • حاول أن تعرف أسباب الخيانة الزوجية، وما دوافعها، وكيف الحل. • على الشخص الخائن التخلص بكل ما يذكِّره بالماضي من صور ورسائل ومقاطع فيديو، والابتعاد عن الأماكن التي كان يرى فيها الشخص الثالث. • التوبة إلى الله، والإحساس بالذنب، ومعرفة أن هذا الطريق نهايته مؤلمة، وأن فيها هدمًا للبيوت، ومعصية للخالق، وخرابًا للمجتمع. أسأل الله أن يبعد عنا وعنكم سوء الأخلاق، وأن يجعل بيوتنا عامرة بالطاعة والعمل الصالح وحسن الخُلُق، وأن يصلح لنا ولكم الذرية. هذا، وصلوا وسلموا - عباد الله - على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأعْلِ بفضلك كلمة الحق والدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين، اللهم وفِّقه لِما تحب وترضى، وخُذْ بناصيته للبر والتقوى، اللهم وفِّقه ووليَّ عهده إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، وإلى ما فيه الخير للإسلام والمسلمين، اللهم ارزقهما البطانة الصالحة، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطَّول والإنعام، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واحقِنْ دماءهم، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام. اللهم احفظ على هذه البلاد عقيدتها، وقيادتها، وأمنها، ورخاءها واستقرارها، وسائر بلاد المسلمين، اللهم اجعلها دائمًا حائزة على الخيرات والبركات، سالمة من الشرور والآفات، اللهم اصرف عنا شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار، رُدَّ عنا كيد الكائدين، وعدوان المعتدين، ومكر الماكرين، وحقد الحاقدين، وحسد الحاسدين، حسبنا الله ونعم الوكيل. اللهم أبْرِمْ لأمة الإسلام أمرًا رشدًا، يُعَزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر، يا سميع الدعاء. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، وألِّف ذات بينهم، وأصلح قلوبهم وأعمالهم، واجمعهم يا حي يا قيوم على العطاء والسنة، يا ذا العطاء والفضل والمنة. اللهم انصر جنودنا، ورجال أمننا، المرابطين على ثغورنا وحدودنا، اللهم تقبل شهداءهم، اللهم اشفِ مرضاهم، وعافِ جرحاهم، وردَّهم سالمين غانمين. ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]، ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127]، ﴿ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 128]، واغفر لنا ولوالدينا ووالديهم، والمسلمين والمسلمات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات، ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |