إذا افتخرت بأقوامٍ لهم شرف ** قلنا صدقت ولكن بئس ما ولدوا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اذكر الموت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الإنتصار على الهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الإقبال على الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 65 )           »          الخطاب فى القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 103 - عددالزوار : 64726 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 2279 )           »          إصلاح ذات البين.. مهمة.. وإنجاز عظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 7087 )           »          قواعد في الدعوة إلى الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 2603 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29-08-2015, 08:40 PM
أخت الغرباء أخت الغرباء غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
مكان الإقامة: الغربة حتى أصل للجنة إن شاء الله
الجنس :
المشاركات: 261
افتراضي إذا افتخرت بأقوامٍ لهم شرف ** قلنا صدقت ولكن بئس ما ولدوا


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إذا افتخرت بأقوامٍ لهم شرف ** قلنا صدقت ولكن بئس ما ولدوا



* يقول الله تعالى : ( ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)﴾. [سورة الحجرات]. )
فبين سبحانه أن جعلنا قبائل مختلفة لنتعارف " ولم يقل لتفاخروا " بل لنعرف أن هذا من قريش وذاك من هذيل وهذا من جهينة وهكذا ، ولذلك كانت الدعوة لحفظ الأنساب وجاء النهي عن الانتساب لغير الآباء ، فزيد بن حارثة كان الناس يسمونه زيد بن محمد حتى نزل قول الله عز وجل : ( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5) سورة الأحزاب )


* لـعـمـرك ما الإنــسان إلا بـدينه ** فـلا تـتـرك التقـوى اتـكـالاً عـلى النسـب
فقد رفع الإسلام " سلمان " فـارس ** وقد وضع الشرك الشقـي " أبا لهب "

الفخر بالأحساب محرم وقد أبطله الإسلام ، فلا تفضيل إلا بالتقوى " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ "
وقد قال خير البشر عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يرويه أباهر عند أحمد وأبي داود : " الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية والفخر بالآباء ، مؤمن تقي وفاجر شقي ، الناس بنو آدم وآدم من تراب ، لينتهي أقوام عن فخرهم بآبائهم في الجاهلية أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع النتن بأنفها "
وفي الحديث الآخر : " من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه "
ولما سئل الإمام أحمد بن حنبل الشيباني عن نسبه ؟
قال : " نحن قوم مساكين " وكره أن يفتخر بنسبه
وهكذا هم الصالحون الذين عرفوا أنه لا يدنيهم من الله إلا الذل له والتواضع للمؤمنين من عباده " كما يقول الدكتور السكاكر "

لا تـقل أصـلي وفـصلي يـا فتـى ** إنـمـا أصل الفـتـى ما قـد حصل
لـيـس مـن يـقـطـع طـرقـاً بـطـلاً ** إنـمــا مـن يـتـقـي الله الـبـطــل

ذوو النسب الرفيع ، هل هم وحدهم القادرون على البناء و إنشاء مجتمع إسلامي صالح ، أم أنهم كوضيع النسب طرائق قددا ، منهم الصالحون ومنهم دون ذلك ؟
ولعل من حكم الإسلام في تحريم هذا التفاخر ، مراعاة ما قد يحدث ذلك في نفس أخ لنا في الإسلام ، أضاع أصوله نسبه ، أو جاء من سفاح لا ذنب له فيه

كن ابن من شئت واكتسب أدبا ** يغنيك محـمـوده عن النـسـب
إن الفـتى مـن يـقـول هـا أنــذا ** ليس الفتى من يـقـول كان أبي

فالتفضيل مداره على التقوى " لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى "
وقد جاء تحريم التفاخر بالأحساب بالنص الصريح ، ففي صحيح مسلم ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( أربعٌ في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة )


* هذا التفاخر يتبعه أحيانا تعصب يصل لتحقير الآخرين والطعن في أنسابهم، وهذا للأسف تجده في المحاورات الشعرية و الرديات ، حيث التهجم على أصل الآخر أو فصله ، وتحقيره والاستهزاء به ، وكأن فخره لا يستقيم إلا بهجاء الآخرين !
وتجده كذلك في تحقير القبلي لغير القبلي ، والتحقير بالجنسية للهندي وغيره من ضعاف الخلق الذين يخدمون هنا وقد يكونوا أعلى منهم مقاما عند الله ، فضلاً عن الذين تحملوا تبعات خطيئة آبائهم فلم يجدوا من مجتمعهم إلا الازدراء و التهميش والتحقير !
بل إن بعض الجهلة المتخلفين يربون أبنائهم على الحب والبغض والولاء وفق كفاءة النسب ، أو يذكرونهم بعداء قبيلتهم لذيك القبيلة ، و يضعون هذا مقياساً للولاء وللتقدير من عدمه ، حتى تجد بعض الأبناء لاعقين لأحذية كل ما هو غربي ، ويتقمصون أسمائهم ويقفون أمامهم خجلا يزدرون أنفسهم ويتهمونها بالتخلف ، فإذا ما جاءوا إلى أخيهم المسلم وضيع النسب ، وقفوا أمامه وقفة المتكبر المستعلي بنسبه !
تالله أن شسع نعل عبد أسود آمن بلا إله إلا الله " حتى سمع المصطفى عليه الصلاة والسلام دف نعليه بين يديه في الجنة ، وقال عنه العربي ذو النسب " عمر رضي الله عنه " سيدنا بلال
إن سيدي الحبشي الأسود بلال رضي الله عنه أحب إلي من مما يدعونني إليه
وإن عبدا قد أطاع الله " ولو كان أسودا كالزبيبة " أحب إلي من ابن قبيلتي أو حتى أخي القريب ، البعيد عن الله
بلالا تكلم ذات مرة فرد عليه أبا ذر " رضي الله عنهم أجمعين " قال : يا ابن السوداء
فقال بلال : والله لأرفعنك إلى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، فذهب إلى الرسول فأخبره ، وقال : يا رسول الله !
أبو ذر تكلمت فقال لي كذا وكذا ، فاحمر وجهه ( بأبي هو وأمي ) واستدعى أبا ذر ، فقال له: ( أعيرته بأمه ، إنك امرؤ فيك جاهلية )
قال : يا رسول الله ، أعلى كبر سني و شيبتي
قال : ( نعم ، إنك أمرؤ فيك جاهلية )
لكن ماذا فعل أبا ذر ، هل وظف الدين في خدمة عنصريته كما القوم
لا
خرج أبو ذر وقال : لا جرم ، والله لأنصفن بلالاً من نفسي ، فوضع أبو ذر رأسه على التراب ، وقال : طأ بلال رأسي برجلك ، والله لا أرفع رأسي حتى تطأ برجلك

صلى الله عليك أبا ذر ، فقد مرغت رأسك في التراب إذلالا للجاهلية ونبذا لها ، وإعزازا لدينك الذي أعزك الله به ، وتحقيقا لأخوة الدين التي تسموا على كل رابط وصلة
يقول ( صلى الله عليه وسلم ) كما في رواية مسلم : ( المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا ـ ويشير إلى صدره ثلاث مرات ـ بحسـب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه )


* من ناله شيء من السب أو التحقير لأجل أصله أو فصله ، فلا يجزعن " وليحتسب ذلك عند الله " و لا ينزلن إلى مستنقعات المسيئين وممراتهم الضيقة ، فإنها الحالقة التي تحلق الدين ، والجاهلية التي تفرق ولا تجمع
أيعجز أحدكم أن يكون مثل أبي ضمضم ؟
عند أبى داود بسند مرسل أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قال للصحابة : ( أيعجز أحدكم أن يكون مثل أبي ضمضم )
وأبو ضمضم هذا رجل من الصحابة ، كان فقيراً لا يملك حفنة من التمر ، دعا ( صلى الله عليه وسلم ) للصدقة ، فالتمس في البيت صدقة من دراهم أو دنانير فما وجد شيئاً ، فقام وصلى ركعتين في ظلام الليل ، وقال : يا ربي إن أهل الأموال تصدقوا بأموالهم ، وأهل الخيول جهزوا خيولهم ، وأهل الجمال جهزوا جمالهم ، اللهم إنه لا مال لي ولا جمال ولا خيول
اللهم إني أتصدق إليك بصدقة فاقبلها : اللهم كل من ظلمني ، أو سبني أو شتمني ، أو اغتابني من المسلمين فاجعلهم في عافية وفي حل وفي عفو ، فقبل الله صدقته ( إنما يتقبل الله من المتقين )

أخي
ليكن ولائك ومحبتك وأخوتك لله وفيه ، إن أخوّة الإيمان هي الأخوة الحقيقية ، وهي أعظم من أخوة النسب وقرب الحسب

إذا اشتكى مسلم في الصين أرّقني ** وإن بكى مسلم في الهند أبكاني
و مـصـر ريـحـانـتـي و الشام نـرجستي ** وفي الجزيرة تـاريخي وعنواني
وحـيثـما ذكـر اسـم الله في بــلـدٍ ** عـددت ذاك الحمى مـن لـب أوطـاني

دمتم بخير
__________________
دعوتك يا إله الكون والآلام تتّقدُ
ببابك قد أنخت خطاي لستُ لغيره أفِدُ
شكوت وماشكى قلبي لغير الله ما يجدُ
إذا كثرت همومي قلت ربي واحد أحدُ

اللهم فرج همنا وفك كربنا ويسر أمرنا وأجعل لنا من كل ضيق مخرجا
وأحفظ لى كل أحبتى
أم سهى
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.79 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]