الأيام العشر من ذي الحجة... أيام من ذهب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14463 - عددالزوار : 761647 )           »          تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 637 - عددالزوار : 67348 )           »          الجاليات المسلمة: التأثير والتأثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 467 - عددالزوار : 144952 )           »          تفسير سورة العلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          النهي عن الوفاء بنذر المعصية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الدرس السادس والعشرون: الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الخلاصة في تفسير آية الجلابيب وآية الزينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          فضل التبكير إلى صلاة الجمعة والتحذير من التخلف عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          مختصر رسالة إلى القضاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-07-2021, 05:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,077
الدولة : Egypt
افتراضي الأيام العشر من ذي الحجة... أيام من ذهب

الأيام العشر من ذي الحجة... أيام من ذهب
د. محمد جمعة الحلبوسي



الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، أحمده سبحانه وأثني عليه الخير كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد:

أيها المسلم: ها نحن نعيش في اليوم التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة، وغدًا أو بعد غدٍ هو اليوم الأول من شهر ذي الحجة، هذا الشهر أيامه العشر الأولى أيام مباركات، أيام من أفضل ايام الله تعالى، فتعال معي أخي الكريم لنقف وقفات مع هذه الأيام المباركات:
الوقفة الأولى: ماذا قال القرآن عن هذه العشر؟
الأيام العشر أيام أقسم الله بها في كتابه العزيز، والله تعالى لا يُقسم إلّا بشيءٍ عظيمٍ؛ فقال تعالى: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ﴾ [الفجر: 1 - 5]قال ابن كثير - رحمه الله -: "وَاللَّيَالِي الْعَشْرُ الْمُرَادُ بِهَا عَشَرُ ذِي الْحِجَّةِ ".[1] وقسم الله تعالى بها يدل على أهميتها وعظيم شأنها، ولذلك قال تعالى: ﴿ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ [الفجر: 5]؛ أي لصاحب العقل؛ لأن العاقل يفهم أن الله تعالى عندما يقسم في كتابه العزيز بأمر فهذا يدل على أهميته وعظيم شأنه ومنزلته، فعندما أقسم الله تعالى: ﴿ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ فهذا يدل على فضل ومنزلة هذه الليالي عند الله تعالى، فيسارع العاقل إلى اغتنامها بالطاعات، والابتعاد عن الذنوب والسيئات.

وقال تعالى:﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ [الحج: 28]، قال الامام البخاري (رحمه الله): " قال ابن عباس رضي الله عنه: الأَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ، وَالأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ"[2].


فأين العاقل من هذه الأيام المباركات؟ أين من يجتهد فيها بالعمل الصالح؟ أين من يكثر فيها من التكبير والتهليل والتحميد كما قال صلى الله عليه وسلم: ((مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ))[3].

الوقفة الثانية: ماذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم عن هذه العشر؟
اسمع إلى نبيك صلى الله عليه وسلم وهو يحدثنا عن فضيلة الجهاد في سبيل الله، وعن أهميته، وثواب المجاهد الذي يقع شهيدًا في سبيل الله، فيقول صلى الله عليه وسلم عندما سئل أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ))، قِيلَ ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ((الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ)) قِيلَ ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ((حَجٌّ مَبْرُورٌ))[4].

وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا ))، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلاَ نُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: (( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ))[5].

بل ان النبي صلى الله عليه وسلم بين أجر وثواب المجاهد الذي يقع شهيدًا في سبيل الله فقال صلى الله عليه وسلم: (( لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ، اليَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ العِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ ))[6].

ولذلك قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [الصف: 10 - 12].

أرأيتم إلى أهمية الجهاد في سبيل، والى الأجر والثواب الذي أعده الله للمجاهدين في سبيله.

لنستمع الان إلى نبينا صلى الله عليه وسلم وهو يبين لنا أن الذي يصلي الصلاة في وقتها، ويصوم يومًا في سبيل الله، ويتصدق على الفقراء، والمساكين، وفي وجوه الخير، ويقرأ القرآن، ويتزود من الأعمال الصالحة في هذه الأيام العشر الأولى من ذي الحجة، فهذه الأعمال أحب إلى الله تعالى من الجهاد في سبيل الله.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (( مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ - انظروا كيف يتعجب الصحابة حتى قالوا: ولا الجهاد؟!!


فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (( وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ ))[7].

وقال صلى الله عليه وسلم: (( مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللهِ وَلَا أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي الْعَشْرِ الْأَضْحَى "، قِيلَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟، قَالَ: " وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ ))[8].

وروي عنه صلى الله عليه وسلم: (( مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ، يَعْدِلُ صِيَامُ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا بِقِيَامِ لَيْلَةِ القَدْرِ))[9].

وقال سيدنا إنس رضي الله عنه: كان يقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة عشرة آلاف، قال يعني في الفضل، وروي عن ابن سيـرين وقتادة أنهـما كانا يقـولان: صوم كل يوم من العشر يعدل سنة[10].

لقد أدرك سلفنا الصالح رضي الله عنهم ومن تبعهم قيمة هذه الأيام، فتنافسوا على الخير والعمل الصالح فيها تنافسا عظيما، هذا سيدنا سعيد بن جبير (رحمه الله) كان إذا دخل أيام العشر اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ [11]، بل كان يدعو الى عدم إطفاء السُرج، فيقول: « لَا تُطْفِئُوا سُرُجَكُمْ لَيَالِي الْعَشْرِ»، تُعْجِبُهُ الْعِبَادَةُ [12]، وكل ذلك كناية عن طول القيام وكثرة الأعمال الصالحة فى هذه الأيام المباركة.

فالعمل الصالح في أيام العشر الأولى أفضل حتى من الجهاد في سبيل الله، فهل هناك عاقل يفرط بهذه الأيام المباركات وينشغل عنها بالدنيا وملذاتها وشهواتها؟!

الوقفة الثالثة: أيهما أفضل العشر الأولى من شهر ذي الحجة أم العشر الأواخر من شهر رمضان؟
تأمل معي أيها المسلم: الكون كله يتغير في شهر رمضان، فنرى الكثير من الناس يهجر الذنوب والمعاصي، ويتوب الى الله تعالى منها، ويتوجه نحو الطاعة والعبادة، فتراه لا يصلي الصلاة إلا في المسجد، ولا يترك قيام الليل، ويحافظ على صلاة الضحى والوتر، ويتصدق في وجوه الخير، ويقرأ جزءً يوميًا من القرآن الكريم، ولكننا لا نرى هذا الاهتمام في أيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة.

والسؤال الذي يطرح نفسه: أيهما أفضل العشر الأولى من شهر ذي الحجة أم العشر الأواخر من شهر رمضان؟

قال العلماء (رحمهم الله)[13]:
أيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة هي أفضل من أيام العشر الأواخر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان هي أفضل من الليالي العشر من ذي الحجة؛ ثم بينّوا السبب في التفضيل فقالوا: الليالي العشر الأواخر من رمضان هي أفضل من الليالي العشر من ذي الحجة؛ لأن فيها ليلة القدر التي قال الله تعالى عنها: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر: 1 - 5]، وهي ليلة يعتق الله فيها الرقاب ويستجيب فيها الدعاء... وإنّ أيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة هي أفضل من أيام العشر الأواخر من رمضان؛ لأن فيها يوم عرفة، وهو أفضل أيام الله تعالى، يوم معلوم ومشهود، يوم يعتق الله فيه الرقاب، ويستجيب فيه الدعاء، ويغفر فيه الذنوب.

وبعد ذلك اتفقوا على أن: ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي العشر الأولى من ذي الحجة؛ لأن فيها ليلة القدر...وأن أيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة هي أفضل من أيام العشر الأواخر من رمضان؛ لأن فيها يوم عرفة.

فأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة باتفاق العلماء هي أفضل من أيام العشر الأواخر من رمضان.. فأين من يسارع الى الطاعات في خير أيّام الله؟
انا أقف اليوم لأقول: إن هذه الأيام فرصة لمن أراد أن يتوب الى الله من كل ذنوبه، ولكل من أراد ان يغفر الله له ذنوبه، ولكل من يريد يبدأ صفحة جديدة من حياته وتكون مليئة بالطاعات، لكل من يريد ان يقابل ربه بوجه ابيض.. ها هي أيام العشر هي أفضل أيام الله فاحرصوا فيها على طاعة الرحمن ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران: 133].

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:
ما دامت أيام العشر من ذي الحجة هي أفضل أيام الله، أنا أدعوكم لنجعلها عشرة رمضانية، يعني نعبد الله تعالى كما كنا نعبده في رمضان، نترجم هذه العبادة في هذه الأيام المباركات.

لذلك أنا أدعوك إلى أعمال صالحة تحافظ عليها في أيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، ولا تفرط بهذه الأعمال الصالحة مهما كنت مشغولًا:
1) الصلوات الخمس في وقتها وبجماعة.
2) السنن الرواتب القبيلة والبعدية، وخاصة (12) ركعة.
3) قراءة جزء من القرآن يوميًا.
4) صلاة الضحى وأقلها ركعتان.
5) قبل نومك صل ركعتين سنة القيام، ثم اختمها بصلاة الوتر.
6) قراءة أواخر البقرة، وسورة تبارك، وسورة الاخلاص ثلاثا والمعوذتين ثلاثا.
7) الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشر مرات صباحًا ومساءً.
8) الاكثار من التكبير والتهليل والتحميد في بيتك ودائرتك ومحل عملك.
9) صيام يوم عرفة.

اللهمّ بلغنا العشر من ذي الحجة وبلغنا يوم عرفة واجعل لنا فيه دعوةً مستجابة يا أرحم الراحمين.


[1] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم: (8/ 381).

[2] صحيح البخاري: (2/ 24).

[3] أخرجه أحمد في مسنده: (9/323)، برقم(5446)،قال شعيب الأرنؤوط: صحيح وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد وباقي رجال إسناده ثقات رجال الشيخين.

[4] صحيح البخاري، كتاب الايمان- بَابٌ مَنْ قَالَ إِنَّ الإِيمَانَ هُوَ الْعَمَلُ: (1/ 13)، برقم (26)، وصحيح مسلم، كتاب الايمان- بَابُ بَيَانِ كَوْنِ الْإِيمَانِ بِاللهِ تَعَالَى أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ1/ 88)، برقم (83).

[5] صحيح البخاري، كتاب الجهاد- باب دَرَجَاتِ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ: (4/ 19)، برقم (2790).

[6] سنن الترمذي، أَبْوَابُ فَضَائِلِ الْجِهَادِ - بَابٌ فِي ثَوَابِ الشَّهِيدِ: (3/ 239)، برقم (1663)، وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.

[7] سنن الترمذي، أبواب الصوم- بَابُ مَا جَاءَ فِي العَمَلِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ: (2/ 122)، (757)، قال الترمذي: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.

[8] البيهقي، شعب الإيمان، كتاب الصيام- تخصيص أيام العشر من ذي الحجة بالاجتهاد بالعمل فيهن: (5/ 309)، برقم (3476).


[9] سنن الترمذي، أبواب الصوم- بَابُ مَا جَاءَ فِي العَمَلِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ: (2/ 123)، (758)، قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ مَسْعُودِ بْنِ وَاصِلٍ، عَنِ النَّهَّاسِ.

[10] ابن رجب الحنبلي، لطائف المعارف: (ص: 261).

[11] البيهقي، شعب الإيمان، كتاب الصيام- تخصيص أيام العشر من ذي الحجة بالاجتهاد بالعمل فيهن: (5/ 309)، برقم (3476).

[12] أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: (4/ 281).

[13] ابن تيمية، الفتاوى الكبرى: (2/ 477)، وابن القيم، بدائع الفوائد: (3/ 162).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.30 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.15%)]