فتنة تعظيم القبور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 20 - عددالزوار : 12005 )           »          تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 190 )           »          إدارة المعرفة الإسلامية.. من النظرية إلى التطبيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من مكتبة التراث .. مشروع طباعة المصحف الشريف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          المُعلّم.. رسالة سامية ومسؤولية عظيمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          مـن أضرار البِدع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          خواطر الكلمة الطيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 58 - عددالزوار : 30042 )           »          الأوقاف المقدسية حول العالم .. أسس استرداد الأوقاف فـي الشّـرع والقانون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَأَثَـرُهُ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ترتيب الأولويات .. قاعدة راسخة في فقه الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-01-2022, 03:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,138
الدولة : Egypt
افتراضي فتنة تعظيم القبور

خطبة الأوقاف- تحذر من فتنة تعظيم القبور


مجلة الفرقان

تعد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المسؤولة عن نشر الدعوة وتصحيح كل ما يتعلق بالشأن الديني، وتقدم العديد من البرامج الثقافية والدعوية فضلاً عن إعدادها موضوعات لخطب الجمعة أسبوعياً ومن خلال متابعتنا لموقع الوزارة وجدنا خطبة متميزة تبين مسألة عقدية مهمة وهي فتنة تعظيم القبور تمت إذاعتها سابقاً سنعيد نشرها هنا علّها توضح لنا بعض الجدل الذي تم إثارته من قبل هؤلاء الذين يحاولون شق صف الأمة والعبث بوحدتها وأمنها، وقد حذرت هذه الخطبة من فتنة تعظيم القبور، وبينت الأحكام الشرعية التي ينبغي على المسلم الالتزام بها، ولتعميم الفائدة نستعرض هذه الخطبة الجليلة؛ ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة، وقد جاءت الخطبة على النحو الآتي:



مَعْشَرَ الْمُوَحِّدِينَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ:

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْمَكَايِدِ التِي كَادَ بِهَا الشَّيْطَانُ أَكْثَرَ النَّاسِ، وَوَقَعَ فِيهَا الرَّيْبُ وَالْحَيْرَةُ وَالشَّكُّ وَالالْتِبَاسُ، وَمَا نَجَا مِنْهَا إِلاَّ مَنْ لَمْ يُرِدِ اللهُ تَعَالَى فِتْنَتَهُمْ مِمَّنْ شَرَحَ لَهُمُ الصُّدُورَ: مَا أَوْحَاهُ الشَّيْطَانُ قَدِيماً وَحَدِيثاً إِلَى حِزْبِهِ وَأَوْلِيَائِهِ مِنَ الْفِتْنَةِ بِالْقُبُورِ؛ حَتَّى آلَ الأَمْرُ فِيهَا إِلَى أَنْ عُبِدَ أَرْبَابُهَا مِنْ دُونِ اللهِ تَعَالَى عِيَاناً، فَقُصِدُوا بِالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ وَاتُّخِذَتْ قُبُورُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ أَوْثَاناً، وَكَانَ أَوَّلُ هَذَا الدَّاءِ الْعَظِيمِ: فِي قَوْمِ نُوحٍٍ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالتَّسْلِيمُ، كَمَا أَخْبَرَ اللهُ سُبْحَانَهُ عَنْهُمْ فِي كِتَابِهِ الْحَكِيمِ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا < وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا < وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} (نوح: 21-23). وَقَدْ أَخْرَجَ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي هَذِهِ الأَسْمَاءِ قَالَ: «أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ: أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ فيها أَنْصَابًا؛ وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ، فَفَعَلُوا، فَلَمْ تُعْبَدْ، حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ –أَيْ: ذَهَبَ- عُبِدَتْ».

فَالشِّرْكُ الذِي بُعِثَ لِتَطْهِيرِ الأَرْضِ مِنْهُ أَوَّلُ الْمُرْسَلِينَ، هُوَ نَفْسُ الشِّرْكِ الذِي حَذَّرَ مِنْ فِتْنَتِهِ خَاتِمُ النَّبِيِّينَ، فَقَدِ اجْتَمَعَ فِي هَذَا الشِّرْكِ وَالتَّضْلِيلِ: الْجَمْعُ بِيْنَ فِتْنَةِ القُبُورِ وَفِتْنَةِ التَّمَاثِيلِ، وَهَذَا عَيْنُ الْمُحَادَّةِ للهِ تَعَالَى وَالْمُخَالَفَةِ لِشَرْعِهِ وَابْتِدَاعُ دِينٍ لَمْ يَأْذَنْ بِهِ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَقَدْ تَوَاتَرَتِ النُّصُوصُ عَنِ النَّبِيِّ [ بِالنَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ وَالتَّغْلِيظِ فِيهِ وَبَيَانِ أنَّهُ صَادِرٌ مِنْ شِرَارِ الْمُخْلُوقِينَ؛ فَفِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَى صِحَّتِهِ عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: إِنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ لِرَسُولِ اللَّهِ [، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ [: «إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

وَمِنْ خَصَائِصِ النَّبِيِّ [ التِي فُضِّلَ بِهَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: أَنَّ الأَرْضَ جُعِلَتْ لَهُ مَسْجِداً وَطَهُوراً إِلاَّ الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ؛ فَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [: «الأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إِلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ».

وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ [ الْمُصَلِّيَ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَهُ وَبِيْنَ الْقِبَلَةِ قَبْراً، فَهَذَا نَهْيٌ {مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا} (طه: 100)، فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي (صَحِيحِهِ) عَنْ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ ] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [: «لَا تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ؛ وَلَا تُصَلُّوا إِلَيْهَا».

فَمَنْ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِطُرُقِ الشِّرْكِ وَالتَّنْدِيدِ: عَلِمَ أَنَّ هَذَا كُلَّهُ صِيَانَةٌ لِحِمَى التَّوْحِيدِ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ [: «لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَلاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ». فَإِذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ [ قَدْ نَهَى أَنْ يُقْصَدَ قَبْرُهُ بِاعْتِيَادٍ، فَمَا الظَّنُّ بِقَبْرِ غَيْرِهِ مِنْ سَادَاتِ الأَوْلِيَاءِ وَالعُبَّادِ وَالزُّهَّادِ؟!

وَلَقَدْ بَالَغَتِ الْقُرُونُ المُفضَّلَةُ فِي مُتَابَعَةِ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ [؛ وَحذَّرَتْ مِنْ مُخَالَفَتِهِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ كَانَ إِذَا زَارَ قَبْرَ النَّبِيِّ [ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ اللهَ تَعَالَى: اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ؛،وَجَعَلَ ظَهْرَهُ إِلَى جِدَارِ الْقَبْرِ، ثُمَّ دَعَا، كَمَا قَالَ سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ] يُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ [ ثُمَّ يُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى جِدَارِ الْقَبْرِ ثُمَّ يَدْعُو». وَقَدْ نَصَّ الأَئِمَّةُ الأَرْبَعَةُ عَلَى أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا زَارَ قَبْرَ النَّبِيِّ [: فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ وَقْتَ الدُّعَاءِ؛ حَتَّى لاَ يَدْعُوَ عِنْدَ الْقَبْرِ؛ لأَنَّ الدُّعَاءَ عِبَادَةٌ.

عِبَادَ اللهِ الْمُؤْمِنِينَ:

إِنَّ الْمُتَتَبِّعَ لِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ [ فِي النَّهْيِ عَنْ تَعْظِيمِ الْقُبُورِ، وَمَا نَهَى عَنْهُ أَوْ أَمَرَ بِهِ: يَجِدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ [ قَدْ نَوَّعَ النَّهْيَ عَنْ تَعْظِيمِ الْقُبُورِ.

فَتَأَمَّلُوا فِي هَذِهِ الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيفَةِ، وَتَدَبَّرُوا فِي جَوَامِعِ أَلْفَاظِهَا وَمَعَانِيهَا الْمُنِيفَةِ، فَمَا الذِي يُرْشِدُ إِلَيْهِ الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ الذِي أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الأَسَدِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى قَالَ: «قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ]: أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ [؟ ألّا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ، وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ»؟!

وَمَا الذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ الذِي أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ [ أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ؛ وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ بِنَاءٌ»؟!

وَمَا الذِي يُفْهَمُ مِنْ دَلاَلَةِ الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذِي أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ) وَأَبُو دَاوُدَ فِي (سُنَنِهِ) وَالتِّرْمِذِيُّ فِي (جَامِعِهِ) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «نَهَى النَّبِيُّ [ أن تُجَصَّصَ القُبُورُ، وَأَنْ يُكْتَبَ عَلَيْهَا، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهَا، وَأَنْ تُوطَأَ»؟!

فَمَنِ ابْتُلِيَ بِمُخَالَفَةِ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ [، وَافْتُتِنَ بِتَعْظِيمِ الْقُبُورِ: فَقَدْ جَمَعَ بَيْنَ إِسْرَافَيْنِ: إِسْرَافِ الْمَالِ وَتَبْذِيرِهِ فِي الْبِنَاءِ عَلَى القُبُورِ وَتَجْصِيصِهَا وَالْكِتَابَةِ عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ الإِسْرَافُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْفِتْنَةِ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (النُّور: 63)، فَبَيْنَ الْمُبْتَلَى بِمُخَالَفَةِ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ [ وَبَيْنَ الْمُنْعَمِ عَلَيْهِ بِمُتَابَعَةِ سُنَّتِهِ [ مِنَ الْبُعْدِ, أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، كَمَا قِيلَ:

سَارَتْ مُشَرِّقَةً وسِرْتُ مُغَرِّباً

شَتَّانَ بَيْنَ مُشَرِّقٍ ومُغَـرِّبِ

مَعْشَرَ المُتَّبِعِينَ الْبَرَرَةِ, لِلسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ الْمُطَهَّرَةِ: هَذِهِ سُنَّةُ رَسُولِ اللهِ [ فِي الْقُبُورِ – أَمْراً وَنَهْياً- حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ تَعَالَى، وَهَذِهِ سُنَّةُ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ, الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ الْمَهْدِيِّينَ, وَهِيَ السُّنَّةُ التِي أُمِرْنَا بِلُزُومِ التَّمَسُّكِ بِهَا, وَالْعَضِّ عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، فَلَنْ تَجِدَ لِسُّنَّتِهِمْ تَبْدِيلاً وَلاَ تَحْوِيلاً, وَلَنْ تَجِدَ إِلَى مُخَالَفَةِ هَدْيِهِمْ سَبِيلاً.


فَلَوْ كَانَ تَعْظِيمُ الْقُبُورِ وَالبِنَاءُ عَلَيْهَا وَتَجْصِيصُهَا سُنَّةً أَوْ مُبَاحاً, لَنَصَبَ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ عَلَماً لِذَلِكَ, وَسَنُّوا ذَلِكَ لِمَنْ بَعْدَهُمْ، وَلَكِنْ كَانُوا أَعْلَمَ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ [ وَسُنَّةِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ.

فَإِنْ كَانَ لِتَعْظِيمِ الْقُبُورِ فَضِيلةٌ، فَكَيْفَ خَفِيَتْ هَذِهِ الْفَضِيلَةُ عَلَى الْقُرُونِ الْمُفَضَّلَةِ؟! فَتَعَيَّنَ حِينَئِذٍ أنَّهُ لاَ فَضِيلَةَ فِي تَعْظِيمِ الْقُبُورِ، وَأَنَّ تَعْظِيمَهَا لَيْسَ بِمَشْرُوعٍ وَلاَ مَأْذُونٍ فِيهِ، وَمَا أَحْسَنَ مَا قَالَهُ إِمَامُ دَارِ الْهِجْرَةِ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «لَنْ يُصْلِحَ آخِرَ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلاَّ مَا أَصْلَحَ أَوَّلَهَا».











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.80 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]